Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شولتز في الصين وتحذير ثنائي لروسيا من استخدام النووي

توجه المستشار الألماني إلى بكين رغم الانتقادات لتعزيز التعاون الاقتصادي

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، إثر زيارة إلى بكين مثيرة للجدل، أن ألمانيا والصين اتفقتا على رفض أي استخدام للسلاح النووي في إطار الحرب الروسية على أوكرانيا، وطالب بكين بعلاقات تجارية واقتصادية "متساوية" تستند إلى مبدأ "المعاملة بالمثل".

وقال شولتز للصحافة إن "الحرب على أوكرانيا تخلق وضعاً خطيراً للعالم بأسره... وهنا في الصين يدركون أيضاً أن ستكون هناك تداعيات على العالم كلّه لأي تصعيد". وتابع، "لهذا السبب كان من المهم جداً بالنسبة إلي الإشارة والقول بوضوح إن تصعيداً" في الحرب "على شكل استخدام سلاح نووي تكتيكي، مرفوض"، مضيفاً "أنا سعيد جداً لأن في هذا الموضوع على الأقل تم التوصل إلى اتفاق".

وقام المستشار الألماني الجمعة بزيارة استمرّت يوماً واحداً إلى بكين حيث التقى خصوصاً الرئيس الصيني شي جينبيغ ورئيس الحكومة الصينية لي كه تشيانغ.

وغالباً ما يعتبر الغرب أن الصين متسامحة جداً مع موسكو، على رغم أنها تتبنى موقفاً رسمياً حيادياً من النزاع في أوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة هذا الأسبوع أنها "قلقة بشكل متزايد" حيال احتمال شن روسيا ضربة نووية في إطار الحرب على أوكرانيا. وفي مواجهة المقاومة الأوكرانية الشرسة المدعومة بمساعدات عسكرية غربية، ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً إلى احتمال استخدام القنبلة الذرية خلال خطاب تلفزيوني في 21 سبتمبر (أيلول).  وتحدّث الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف مرة جديدة الثلاثاء، عن احتمال استخدام السلاح النووي. وقال إن النية الأوكرانية باستعادة الأراضي المحتلة بينها القرم ودونباس، "تهدد وجود دولتنا" وتقدّم "دافعاً مباشراً" لاستخدام "وسائل الردع النووي".

التعاون الاقتصادي بين برلين وبكين

واستقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ، الجمعة، في بكين المستشار الألماني أولاف شولتز، أول زعيم من الاتحاد الأوروبي ومجموعة "السبع" يزور الصين منذ بداية تفشي فيروس كورونا، في خطوة أثارت انتقادات لبرلين بسبب اعتمادها المتزايد على بكين.

وأكد شولتز أنه يسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية الحيوية مع الصين، خلال زيارة واجه على أثرها انتقادات بسبب اعتماد برلين الكبير على بلد يزداد استبداداً في عهد شي.

وقال المستشار الألماني الذي استقبله الرئيس الصيني في قاعة الشعب الكبرى، إنه يسعى إلى "تنمية" التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بينما أقر بوجود وجهات نظر متباينة حيال عدد من القضايا.

ونقل عنه مصدر حكومي ألماني قوله، "من الجيد أن يكون بإمكاننا تبادل وجهات النظر هنا بشأن جميع القضايا، بما فيها تلك التي نراها من منظورين مختلفين. هذا هو الهدف من التواصل". وأضاف، "نريد أيضاً أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا الاقتصادي في مواضيع أخرى: تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون".

شي أعرب بدوره عن اعتقاده بأن الزيارة "ستعزز الفهم والثقة المتبادلين وتعمّق التعاون العملي في مختلف المجالات وستخلق خططاً سليمة من أجل تطوير العلاقات الصينية-الألمانية في المرحلة المقبلة"، بحسب ما نقلت عنه شبكة البث الرسمية "سي سي تي في".

وذكرت وسائل إعلام حكومية أن الرئيس الصيني قال للمستشار الألماني إنه يتعين على البلدين، باعتبارهما دولتين كبيرتين تملكان نفوذاً، العمل سوياً خلال "أوقات التغيير والاضطراب" من أجل السلام العالمي والتنمية.

ووفقاً لنص ما جرى في الاجتماع والذي نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، شدد شي خلال غداء مع شولتز على أن من السهل تقويض الثقة السياسية لكن من الصعب إعادة بنائها وأن على الجانبين رعاية تلك الثقة. وأضافت الوكالة أن شي أبلغ شولتز بأن على ألمانيا والصين احترام بعضهما بعضاً ورعاية المصالح الأساسية للبلدين.

تجارة منصفة

والتقى شولتز أيضاً رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في اجتماع دعا فيه إلى تجارة منصفة بين البلدين تستند إلى مبدأ "المعاملة بالمثل".

وقبل لقائه لي، قال شولتز، "نحن لا نؤيد فصل" العلاقات الاقتصادية مع الصين لكن "من الواضح أيضاً بالنسبة لنا أن هذا مرتبط بعلاقات اقتصادية متساوية مع المعاملة بالمثل لقضية الانفتاح المتبادل على الاستثمار".

واعتبر المستشار الألماني أنه "يجب ألا تكون هناك ظواهر تبعية والتي يمكن أن تساهم في عدم تمكننا من القيام بالتجارة بحرية".

وحض بكين على بذل المزيد من الجهود للضغط على حليفتها روسيا التي تخوض حرباً في أوكرانيا منذ أشهر.

وقال شولتز خلال لقاء مع الصحافيين، "لقد قلت للرئيس (شي) إنه من المهم أن تستخدم الصين نفوذها على روسيا". كما دعا الرئيس الروسي إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا.

وتجنبت الصين انتقاد روسيا خلال الحرب الأوكرانية وحمّلت بدلاً من ذلك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مسؤولية الحرب.

وضع تايوان

أما في ما يتعلق بتايوان، فقال المستشار الألماني إنه أكد خلال زيارته للصين أن ألمانيا ملتزمة بسياسة صين واحدة بينما تعالج أيضاً المخاوف المتزايدة بشأن الاستقرار والسلام في المنطقة.

وقال شولتز في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الصيني، "لقد أوضحت... أن أي تغيير في الوضع الراهن لتايوان يجب أن يكون سلمياً أو بالاتفاق المشترك".

وكان حرس عسكري في استقبال الوفد الألماني المؤلف من أكثر من 60 شخصاً على مدرج المطار في مطار بكين، بالإضافة إلى عاملين صحيين يرتدون بزات واقية أجروا فحوصات الكشف عن كورونا في حافلات حولت إلى مختبرات نقالة.

وتم إجراء فحص شولتز في الطائرة من قبل طبيب ألماني حضر معه تحت إشراف مسؤولين من القطاع الصحي الصيني، بحسب الحكومة الألمانية.

ويرتبط الاقتصادان الألماني والصيني بشكل وثيق. ويرى البعض في برلين أن العلاقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة لألمانيا التي تشهد أزمة طاقة أثارتها حرب أوكرانيا ويتّجه اقتصادها نحو الركود. وتوفر الصين سوقاً مهماً للمنتجات الألمانية، من الآليات وصولاً إلى المركبات التي تصنعها شركات مثل "فولكسفاغن" و"بي إم دابليو" و"مرسيدس بنز".

زيارة مثيرة للجدل

ووسط الضغوط الاقتصادية على ألمانيا والناجمة بشكل رئيس عن الحرب الروسية- الأوكرانية، قال محللون إن شولتز يريد إلى التأكيد على الحاجة إلى استمرار التعاون مع الصين، وفقاً لوكالة "رويترز".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان المستشار الألماني قد تعهد، الأربعاء، عدم تجاهل القضايا الجدلية خلال زيارته إلى الصين التي قوبلت بسيل من الانتقادات.

وكتب في صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" قبيل الزيارة، "نسعى إلى التعاون، وهو أمر يصب في مصلحة الجانبين. لن نتجاهل القضايا المثيرة للجدل".

وعدد شولتز سلسلة "مواضيع صعبة" سيطرحها تشمل احترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينجيانغ والتجارة الدولية الحرة والمنصفة.

لكن زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا واجه انتقادات على خلفية الزيارة، حتى إن أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين.

المعاملة بالمثل

ويواجه اعتماد الصناعات الألمانية الشديد على الصين انتقادات في وقت تتأثر برلين بشكل كبير من تداعيات اعتمادها المبالغ فيه على واردات الطاقة الروسية التي تركتها في أزمة عندما قررت موسكو تقليص الإمدادات بعد شنّ حربها على أوكرانيا.

وفي تعليقه على ذلك، قال النائب المعارض نوربرت روتغن لصحيفة "راينيش بوست"، إن نهج شولتز ما زال قائماً على فكرة "أننا نرغب بمواصلة التعامل تجارياً مع الصين بغض النظر عن ما يعنيه ذلك بالنسبة لتبعية اقتصادنا وقدرتنا على التحرك".

ولم تخفِ شخصيات ضمن الائتلاف الحاكم أيضاً قلقها حيال العلاقة مع الصين، إذ قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إن على الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي مع روسيا ألا تتكرر.

ولفت شولتز إلى أن ألمانيا ستطالب بـ"المعاملة بالمثل" في علاقاتها مع الصين. وأكد أن الجانبين "بعيدان" عن هذا الهدف، معدداً مجالات بينها الوصول إلى السوق والأمن القانوني وحماية الملكية الفكرية.

كما سعى المستشار للتخفيف من حدة المخاوف من أن تكون ألمانيا تتحرك وحدها وتسعى لمصالحها منفردة خلال الزيارة، رغم قلق شركائه في الاتحاد الأوروبي. وكتب، "عندما أسافر إلى بكين كمستشار ألماني، فإنني أقوم بذلك أيضاً كأوروبي".

وشدد شولتز على أنه لن يتحدث نيابة عن الاتحاد الأوروبي بأكمله، لكنه لفت إلى أن سياسة ألمانيا الخارجية "لن تكون ناجحة إلا" إذا كانت جزءاً من استراتيجية أوروبية مشتركة تجاه الصين.

ولفت إلى أن آخر زيارة قام بها زعيم ألماني للصين كانت قبل ثلاث سنوات. وقال، "لم يكن هذا النوع من الاجتماعات ممكناً لمدة طويلة بسبب جائحة كوفيد وسياسات بكين المتشددة في احتواء فيروس كورونا... يمنح ذلك المحادثات المباشرة أهمية أكبر الآن".

امتعاض أميركي

وأبدت واشنطن امتعاضاً من الزيارة، بينما قال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية للصحافيين، الأربعاء، "أعتقد أننا شهدنا خلال السنوات القليلة الماضية توافقاً متزايداً بيننا وأوروبا في ما يتعلق بالتحديات التي تمثلها الصين".

وأعربت الولايات المتحدة على وجه الخصوص عن قلقها حيال سماح ألمانيا لمجموعة الشحن الصينية العملاقة "كوسكو" بشراء حصة في ميناء بمدينة هامبورغ (شمال).

وقال دبلوماسي أميركي رفيع آخر إن "السفارة كانت واضحة للغاية في شأن مسألة أننا طرحنا بقوة ألا تكون هناك مصالح مهيمنة من قبل الصين وكما رأيتهم، قاموا بتعديل الاتفاق".

وبينما رفض شولتز الاستجابة لدعوات ست وزارات لرفض الصفقة على خلفية مخاوف أمنية، سمح للشركة بدلاً من ذلك بشراء حصة أصغر.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات