Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحلام الثراء تسقط أردنيين في شباك احتيال إلكتروني بالملايين

تطبيق أوهم الضحايا بالحصول على أرباح فورية مقابل تحويل 1400 دولار والمنصة غير مسجلة رسمياً

تحذر مديرية الأمن العام الأردنية من أن المحتالين يستغلون طمع الضحية في الحصول على المال (اندبندنت عربية- صلاح ملكاوي)

بحثاً عن الثراء السريع وتحقيق الأرباح، وقع عديد من الأردنيين ضحية لمنصة إلكترونية مالية نهبت من ورائهم مئات الملايين من الدنانير، في مشهد يعيد إلى الأذهان قضية "البورصات الوهمية" التي أحدثت ضجة كبيرة في الأردن عام 2008 وراح ضحيتها الآلاف وضاعت مدخراتهم.

وتحت غطاء تشغيل أموالهم واستثمارها، تطارد الأردنيين إعلانات كثيفة على منصات التواصل الاجتماعي تعدهم بعائد كبير ومجز وخلال فترة قياسية، بخاصة بعد أن امتلأت الأجواء أخيراً بتحذيرات ونصائح من قبل متخصصين اقتصاديين للأردنيين بضرورة الاستثمار في المرحلة المقبلة نتيجة للتطورات العالمية وخشية حدوث هزات مالية قد تؤثر في متانة الدينار الأردني.

يأتي ذلك في وقت يقبل فيه الأردنيون بشكل لافت على التداول الإلكتروني وشركات "الفوركس" وشراء العملات الرقمية على رغم حظرها وتحذير البنك المركزي الأردني منها، لكن حلم الثراء دفع ما يقارب 129 ألف أردني للتداول في العملات الرقمية وفقاً للمنتدى الاقتصادي الأردني، الذي يشير إلى احتلال الأردن المرتبة 97 عالمياً من أصل 154 في هذا القطاع.

ربح فوري

تشير التفاصيل إلى إيهام القائمين على تطبيق إلكتروني المشتركين بالحصول على عوائد نقدية بنحو 46 دولاراً كأرباح فورية لقاء تحويل ما يقارب 1400 دولار.

يقول بعض الضحايا إنهم بالفعل بدأوا بتلقي أرباحهم على مدار أسابيع، لكن فجأة اختفى كل شيء ولم يعد هنالك أي تواصل مع المنصة أو القائمين عليها، وبهدف كسب ثقة الضحايا عمدت هذه المنصة إلى تقديم حوافز مالية تصل إلى 140 دولاراً بمجرد الاشتراك، فضلاً عن مزايا أخرى.

لاحقاً بدأت الشكاوى تتوالى تباعاً من مناطق عدة في المملكة، دون أي تدخل رسمي من قبل الحكومة أو الجهات المعنية حتى الآن، على رغم تسجيل عشرات الوقائع لدى الجهات المتخصصة.

يصنف مراقبون ما حدث بأنه جريمة اقتصادية يقع الأردنيون في براثنها بشكل مستمر، على رغم كل التحذيرات التي تطلقها الأجهزة الأمنية من الصفحات الوهمية والتطبيقات ووسائل الاحتيال الإلكترونية بشكل شبه يومي.

آخر هذه التحذيرات أطلقتها إدارة البحث الجنائي في مديرية الأمن العام، لعدم التعامل مع شركات غير مرخصة تدعي أنها تعمل في مجال البورصة العالمية، وتوهم المواطنين بالحصول على أرباح، داعية جميع المواطنين إلى التأكد من أوراق وتراخيص المؤسسات والشركات التجارية التي يتعاملون معها تجنباً لتعرضهم للاحتيال.

 من جهته يقول مراقب عام الشركات وائل العرموطي، إن المنصة المتهمة بالاحتيال على المواطنين غير مسجلة رسمياً وغير معروفة، مضيفاً أن كثيراً من المنصات الإلكترونية التي تعمل في الأردن غير مرخصة أو مسجلة ولا تملك أي مقار رسمية وهي تبث من خارج المملكة.

أساليب شيطانية

يستهدف المحتالون باستمرار مستخدمي الإنترنت في الأردن في محاولة لسرقة أموالهم أو معلوماتهم الشخصية، وغالباً ما يتظاهرون بأنهم ممثلون لمنظمات معروفة أو مؤسسات حكومية، ويستخدمون مواقع إلكترونية أو رسائل البريد الإلكتروني المزيفة لخداع الناس وايهامهم بأنهم فازوا بجائزة نقدية، أو أنهم مؤهلون للحصول على مساعدة مالية.

تعمل وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لإدارة الأمن العام جاهدة لمكافحة هذه الأنشطة الاحتيالية، لكنهم يعولون أكثر على وعي المواطنين عبر التبليغ عن أي اتصالات مشبوهة، وعدم إعطاء المعلومات الشخصية لأية جهة.

وتشمل الجرائم الإلكترونية الشائعة في الأردن، الابتزاز والاحتيال وسرقة الهوية على وسائل التواصل الاجتماعي، وإرسال شيكات احتيالية أو حوالات بريدية، وتشير دراسة عن حالة الجريمة السيبرانية في الأردن إلى أن التوسع التكنولوجي كان له تأثير سلبي، حيث ارتفع عدد الجرائم الإلكترونية بشكل كبير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلحظ مراقبون تطوراً في أساليب الاحتيال، كانتحال أسماء أمراء وشيوخ وشخصيات معروفة من دول عربية زاعمين أنهم يقدمون مساعدات للمحتاجين.

بينما يلجأ آخرون إلى طريقة تزوير صفحات أو روابط وهمية لمؤسسات حكومية، والإعلان من خلالها عن تقديم مساعدات عينية للمواطنين، وطلب تعبئة بياناتهم، واختراقهم لاحقاً أو الحصول على مبالغ زهيدة منهم.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن جريمة "الاحتيال" حلت في المرتبة الثانية في قائمة الجنح العام الماضي، حيث سجلت 3552 جريمة.

وتحذر مديرية الأمن العام الأردنية من أن المحتالين يستغلون طمع الضحية في الحصول على المال من خلال الربح أو المساعدات أو الجوائز الوهمية أو باستغلال أسماء مؤسسات رسمية أو شخصيات محلية أو دولية تقدم الدعم للفقراء والمحتاجين ولأصحاب المشاريع الريادية، أو باستغلال وثائق رسمية مثل الهوية وجواز السفر وغيرها لإنشاء حسابات بنكية أو محافظ إلكترونية باستخدام البوابات الرقمية المختلفة دون علم الضحية.

هوس الربح يسيطر

تقول دعابة أردنية متداولة هذه الأيام إن واحداً من بين كل ثلاثة أردنيين يحلم بعثوره على حقيبة مليئة بالمال، في إشارة إلى حلم الثراء السريع الذي يسيطر على تفكير كثيرين، بدليل أن عبارة طرق الربح من الإنترنت كانت واحدة من أعلى الكلمات بحثاً على محرك "غوغل" في السنوات الأخيرة داخل الأردن.

الهوس ذاته هو ما دفع أردنيين من فئات وأعمار وطبقات مختلفة لفعل أي شيء يتطلبه الأمر لربح ولو قليل من المال على تطبيق "تيك توك".

على جانب آخر من قصة مطاردة الثراء وجد بعضهم ضالتهم في البحث عن الدفائن والكنوز، ووصل الأمر بآخرين إلى التنقيب عن النفط بشكل فردي في مناطق حدودية على أمل الثراء.

بينما تبقى أحلام الثراء مؤجلة بالنسبة إلى من أدمنوا شراء بطاقات "اليانصيب" منذ سنوات دون كلل أو ملل.

المزيد من العالم العربي