Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا وسعت الصين استخدام اليوان في التسويات التجارية؟

أكثر من 40 في المئة من تجارة العالم تتم بالدولار وبكين تسعى لزيادة المنافسة

أصبح تدويل اليوان أكثر أهمية وسط تهديد الانفصال المالي عن الولايات المتحدة في ظل العقوبات الغربية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

يقول المحللون، إن التوسع في تسويات اليوان في التجارة منذ أوائل عام 2020 سيستمر، وتتطلع الشركات إلى التحوط من المخاوف في شأن المعدلات المتغيرة في بيئة جيوسياسية أكثر تعقيداً. وأظهرت بيانات من شركة التأمين الدولية "أليانز تريد" أن حصة التجارة الصينية المستقرة باليوان ارتفعت من أقل من 20 في المئة إلى ما يقرب من 30 في المئة بين أوائل عام 2020 وأغسطس (آب) 2022، في حين أن أكثر من 40 في المئة من التجارة العالمية تتم بالدولار الأميركي.

وقال ريموند يونغ كبير الاقتصاديين في الصين الكبرى في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" "الشركات، في الواقع، تستخدم مزيداً من اليوان في التسوية التجارية لأسباب مختلفة، مثل تقديرها لسعر الصرف الأجنبي في المستقبل".  وتحدث يونغ عن مخاوف التحوط الخاصة بها، لأن العملات التي تستخدمها مرتبطة بالتكلفة الإجمالية، وهي مرتبطة بالعملات الأجنبية وأسعار الفائدة.

تدويل اليوان

وأصبح تدويل اليوان في السنوات الأخيرة أكثر أهمية وسط تهديد الانفصال المالي عن الولايات المتحدة في ظل العقوبات الغربية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، وعزا كلفن لاو كبير الاقتصاديين في "ستاندرد تشارترد" الزيادة في تسويات اليوان إلى احتياجات التنويع بسبب الوضع الجيوسياسي في أوكرانيا إضافة إلى التوترات المتجددة بين الولايات المتحدة والصين في شأن قضايا التكنولوجيا وغيرها.

أضاف لا "تظهر بياناتنا أن تسوية التجارة [باليوان] للسلع قد ارتفعت بشكل واضح بالأرقام المطلقة"، في حين يتوقع المستثمرون ارتفاع العملة، بينما يميل حجم التسوية التجارية إلى الانخفاض إذا توقع المستثمرون إضعافها، كما أوضح مايكل بيتيس كبير الزملاء في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي.

ومع ذلك، أشار بيتيس إلى أن الضوابط الصارمة على رأس المال التي تفرضها الحكومة الصينية يمكن أن تكون تفسيراً لارتفاع تسوية اليوان في التجارة، وأوضح لاو أنه خلال عامي 2020 و2021، كان اليوان في الغالب باتجاه تقديري، كما أظهر الزخم الأوسع لتدويل اليوان علامات على التسارع بخاصة في شكل الحيازات الأجنبية المتزايدة من الأصول الصينية. أضاف يونغ من المجموعة المصرفية الأسترالية والنيوزيلندية أن "الصادرات القوية" للصين، منذ عام 2020، كانت عاملاً آخر يساهم في استخدام المزيد من اليوان في التسوية التجارية "[الصين] جزء مهم من سلسلة التوريد الإلكترونية المتعلقة بالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما صدرت الصين كثيراً من المنتجات المتعلقة بـ"كوفيد-19" إلى العالم على مدار العامين الماضيين، وأنهت الصين عام 2020 بصادرات قوية إذ صدرت 40 كمامة لكل شخص حول العالم. وتمتعت بأداء تجاري قوي عام 2021، وسط حال من عدم اليقين الوبائي، وأظهرت أحدث الأرقام من خدمة الرسائل المالية "سويفت" أن مدفوعات اليوان الخارجية، باستثناء هونغ كونغ، سجلت نسبة 28 في المئة اعتباراً من سبتمبر (أيلول) من هذا العام، ارتفاعاً من 25 في المئة في الشهر نفسه في 2021 و2020.

زيادة اليوان في التجارة العالمية

وقال ستيفن أولسون كبير الباحثين في مؤسسة "هينريتش فاونديشين"، إن الصين ستواصل اتخاذ أي خطوات في وسعها لزيادة نسبة التجارة العالمية المستقرة باليوان بدلاً من الدولار الأميركي. وأضاف "من منظور القيادة الصينية فإن الكتابة اليدوية هي على الحائط: في عصر التوترات الجيواستراتيجية المتصاعدة، فإن أي منطقة تعتمد فيها الصين اقتصادياً على الولايات المتحدة يمكن أن تخلق نقاط ضعف ومخاطر"، ونتيجة لذلك، "نتوقع أن نرى زيادة أخرى في نسبة التسوية باليوان" مشيراً إلى الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي من المرجح أن يتم تبنيها أكثر من اليوان والدولار السنغافوري في التسويات الدولية المستقبلية بين الدول الأعضاء. "في وقت يتعين على هونغ كونغ إجراء تسويات تجارية ما يوفر لها مزيداً من المرونة لاختيار العملة التي تريد الشركات استخدامها".

الطوارئ المحتملة

ووفقاً لودوفيك سوبران كبير الاقتصاديين في "أليانز"، فإن هناك اتجاهاً متزايداً للمؤسسات المالية في البر الرئيس الصيني العاملة من خلال بنوك هونغ كونغ والمؤسسات المالية غير المصرفية للتخفيف من الطوارئ المحتملة من العلاقات المقابلة مع البنوك الغربية، وأظهرت البيانات من "سويفت" أن مدفوعات اليوان الخارجية في هونغ كونغ تمثل 72 في المئة في سبتمبر، في وقت كان قد ظل عند مستوى 70 في المئة خلال السنوات الماضية. وأضاف يونغ "على المدى الطويل، سيكون هناك مزيد من تسويات اليوان في التجارة العالمية إذا لم يتغير دور هونغ كونغ كمركز تسوية".

وقال ياو لي أستاذ الاقتصاد المشارك في جامعة "هونغ كونغ" للعلوم والتكنولوجيا، إن اتجاه الفصل بين الصين والولايات المتحدة سيؤدي إلى ظهور مزيد من التكتلات التجارية الإقليمية التي ستستخدم عملاتها وأساليب التسوية الخاصة بها.

اقرأ المزيد