Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عون ينهي ولايته وسط مواكب التأييد والمعارضة

أنصاره يفتخرون بإنجازات السنوات الست و"حركة أمل" تدعوه لمغادرة قصر بعبدا غير آسفين على عهده

عند وصول عون إلى منزله الجديد في الرابية كانت باستقباله حشود من مناصريه رحبوا به عبر الهتافات المؤيدة (اندبندنت عربية)

مضت ست سنوات طويلة من عهد كان مدار جدل بين اللبنانيين على مختلف شرائحهم وطوائفهم ومكوناتهم، إنه عهد الرئيس ميشال عون، حيث شهدت البلاد خلال هذه الفترة سلسلة أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية وحياتية عميقة وغير مسبوقة أوصلت الجميع إلى قعر "جهنم" التي بشر بها العهد القوي.

أبرز العناوين التي تصدرت السنوات الست "الكهرباء مقطوعة، الدواء مفقود، طوابير الذل أمام الأفران ومحطات الوقود، غلاء فاحش ورحلات موت بحثاً عن فرص للحياة"، أما بعد "هيروشيما المرفأ" التي أودت بحياة المئات وتضرر الآلاف، يطالعنا عون بجملته الشهيرة "اللي مش عاجبو يفل"، وغيرها من جمل عطلت حكومات كمقولته "كرمى لعيون الصهر".

وبعد كل هذه التطورات اختتم عون المرحلة باستعراض قوة من مناصري "التيار الوطني الحر" من قصر بعبدا وصولاً إلى المقر الجديد للرئيس في الرابية، الذي بلغت تكاليفه نحو ستة ملايين دولار أميركي.

بدأت التحضيرات ليل أمس السبت، حيث نصب عدد من أنصار التيار الخيام وافترشوا الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري لمواكبة هذا الحدث، وقد لاقى ذلك انتقادات واستياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

بعضهم اعتبر أن هذه التحركات المدفوعة الأجر لها أبعاد غير طبيعية، إشارة إلى أن الأهداف التي لم يستطع عون تحقيقها خلال فترة ولايته سيكملها من خلال عمله من الرابية بمؤازرة هذه الحشود التي تجهل ولا تدرك أبعاد هذا الاستعراض.

في المقابل، نظم مناصرو "حزب الله" حملة تضامنية عبر "تويتر"، حيث تصدر شعار "من الضاحية إلى الرابية" للتعبير عن تأييدهم ودعمهم للرئيس.

موقف ناري

أما "حركة أمل"، فكان لافتاً الموقف الناري الذي تجسد في مقدمة أخبار قناة "NBN" بدعوة "الرئيس وحاشيته وصهره" إلى مغادرة قصر بعبدا غير آسفين على العهد وإنجازاته.

في المحطة الأولى إلى قصر بعبدا تجمع مناصرو "الوطني الحر" من كل المناطق عند مكتب التيار في المنطقة قبل أن يلتقوا جميعاً في موكب واحد ضم عشرات السيارات والباصات، ومنهم من أكمل مساره مشياً على الأقدام باتجاه القصر.

 

 

ولوحظ في التجمع الجماهيري الذي نظمه التيار، الأحد 30 أكتوبر (تشرين الأول)، أعلاماً لـ"حزب الله" مرفوعة إلى جانب الأعلام اللبنانية وأعلام التيار.

كما رفعت صورة قديمة لعون عندما كان في شبابه تعود لعام 1988 ببزته العسكرية تحت شعار "معك مكملين"، وقام المشاركون بالرقص والغناء على وقع الأغاني الوطنية.

رسائل مؤيدة

كما أرادوا أن يرسلوا رسائل مؤيدة للرئيس من خلال اليافطات التي كتب عليها "الغاز الوطني الحر" و"أنت بي الأوادم" وغيرها.

كما طبعت صوره على ثياب بعض المشاركين وحملوا سلسلة من الشعارات التي طلبوا فيها مسامحته بسبب "عدم قدرتنا على قطع كل لسان أساء لك".

فراغ كلي

"وقعت صباح اليوم مرسوماً باعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة"، هكذا استهل عون كلمته قبل يوم من انتهاء ولايته، وكأنه يريد ترك البلد بفراغ كلي بحيث لم يعد هناك أي مؤسسة دستورية قائمة تستطيع أن تمارس مهماتها في إنقاذ الوطن وخدمة المواطن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأبى عون أن يغادر قبل القضاء على ما تبقى من مؤسسات دستورية، بعد أن أعلن خلال كلمته الوداعية صراحة أنه دفن السلطة المالية والنقدية من خلال هجومه على حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، ودفن السلطة القضائية من خلال هجومه على رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، واستكملها بمرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس.

وفي حديث خاص لـ"اندبندنت عربية" مع نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" المحامية مي خريش قالت، "هذا يوم فرح وعز وكرامة، جئنا لنقول شكراً جنرال عون لأنك صمدت ست سنوات، اليوم أنت زدتنا قوة وصلابة وقناعة بمدرستك وفكرك، نؤكد تمسكنا بهذا النضال وسنبقى معك".

وتعليقاً على توقيع مرسوم استقالة حكومة نجيب ميقاتي، فقالت "لدينا أمل بالغد قبل انتهاء الولاية، نتمنى من العقلاء والمسؤولين أن يعوا ذلك، وأن حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها تسلم صلاحيات الرئيس، خصوصاً أنها حكومة لم تنل الثقة من المجلس النيابي المنتخب في مايو (أيار) 2022".

غصة المناصرين

عبر بعض المناصرين عن غصتهم لانتهاء ولاية عون وعن فرحهم "بالإنجازات" التي قام بها من أجل البلد، وتقول إحداهن "هذه ليست نهاية مرحلة، بل بداية جديدة، صحيح أننا نشعر بألم الغصة إلا أننا كلنا أمل بعودة النضال إلى بعبدا، وأنا متأكدة أنهم سيترحمون على هذه الفترة، لأن مهمتنا اليوم وضع كل الفاسدين والمجرمين في السجون ومحاسبتهم".

 

 

تقول إحدى الناشطات في التيار، "طالما هو إلى جانب الحق والحقيقة وضد الفساد والمجرمين نحن معه حتى الرمق الأخير"، مشيرة إلى أن "أعظم إنجازات الرئيس أنه استطاع أن يكشف الفاسدين والسارقين الذين كانوا مزروعين بيننا".

من ناحيتها، تعبر سيدة أخرى عن فرحها "لما أنجزه الجنرال، إذ استطاع أن يضع لبنان على خريطة البلدان النفطية"، معتبرة أن "هذا الأمر لوحده كفيل بإعادة ابني من المهجر".

العودة إلى الرابية

بعد انتهاء ميشال عون من إلقاء كلمته أمام جمهوره، وبعد أن "سلم شعلة استمرار القضية إلى الجيل الجديد"، توجه المناصرون إلى جسر المشاة في الحازمية لالتقاط الصور التذكارية، بعدها اتجه موكبه من بعبدا إلى الرابية، وسط هتافات ودموع أنصاره.

وعند وصول عون إلى منزله الجديد في الرابية كانت في استقباله حشود من مناصريه، الذين رحبوا به بالهتافات المؤيدة له والزفة ورقصة السيف والترس عند المدخل، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش وعناصر الحرس الجمهوري الذي سيبقى حتى منتصف ليل غد الإثنين، فيما تحلق مروحية للجيش فوق المنطقة.

المزيد من تقارير