Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حرب الحبوب": روسيا تحتجز سفنا في البحر الأسود وواشنطن تندد

الرئيس الأوكراني يكذب موسكو في شأن المسيرات وتركيا تدخل على خط الوساطة وأمين الأمم المتحدة "قلق للغاية"

لم تسجل حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود الأحد 30 أكتوبر (أ ف ب)

توقفت حركة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود اليوم الأحد بعدما علقت روسيا السبت الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيويّة لإمدادات الغذاء في العالم، في قرار انتقدته بشدة كييف وواشنطن والاتحاد الأوروبي.

وبررت موسكو تعليق مشاركتها بهجوم مكثّف بطائرات مسيّرة استهدف صباح السبت سفنا عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.

وأعلنت روسيا الأحد، أنها عثرت على حطام المسيرات التي هاجمت أسطولها في سيفاستوبول، مشيرة إلى أنها استخدمت "منطقة آمنة" لتصدير الحبوب وطرحت احتمال أن تكون أطلقت من "سفينة مدنية".

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "مسيرات بحرية كانت تتحرك في المنطقة الآمنة التابعة لـ"ممر تصدير الحبوب"، مضيفة أنها "رفعت" جزءاً من حطام المسيرات من البحر.

إلا أن أوكرانيا نددت بهذه "الحجة الكاذبة" ودعت إلى ممارسة الضغط على روسيا "لتلتزم مجددا احترام واجباتها" بموجب هذا الاتفاق الذي أبرم في يوليو (تموز) الماضي برعاية الأمم المتحدة وتركيا والوحيد بين موسكو وكييف منذ بدء النزاع.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القرار الروسي "لا يعود لليوم فقط. فروسيا بدأت تفاقم أزمة الأغذية العالمية في سبتمبر (أيلول) عندما باشرت تعطيل حركة السفن التي تنقل منتجاتنا الزراعية".

وأضاف "إنها نية واضحة لروسيا للتلويح مجددا بهاجس المجاعة على نطاق واسع في إفريقيا وآسيا". وقال إن موسكو عطلت حركة ما لا يقل عن 176 سفينة حتى الآن.

وِشدد على ضرورة حصول "رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة ولا سيما مجموعة العشرين".

وساطة تركية

ويجري وزير الدفاع التركي محادثات مع نظيريه في موسكو وكييف في مسعى لإحياء اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، وذلك بحسب ما قالت وزارة الدفاع التركية في بيان اليوم الأحد.

وجاء في البيان أن خلوصي أكار طلب من الطرفين تجنب أي "استفزاز" قد يؤثر في استمرار الاتفاق.

وقال البيان إن "تفتيش السفن المحملة بالحبوب التي تنتظر أمام مضيق البوسفور سيستمر اليوم وغداً".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد، أن عمليات تفتيش السفن المحملة حبوباً أوكرانية ستتواصل "اليوم وغداً" في إسطنبول، وذلك بعد أن علقت موسكو مشاركتها في الاتفاق الذي وقع في 22 يوليو (تموز) في تركيا.

وقالت الوزارة في بيان "من المقرر مواصلة تفتيش السفن المحملة حبوباً، والتي تنتظر في إسطنبول اليوم وغداً".

وأوضحت أن "الطاقم الروسي العامل في مركز التنسيق المشترك في إسطنبول لا يزال موجوداً في المركز، خلال هذه الفترة لن تغادر أي سفينة أوكرانيا".

وأضافت وزارة الدفاع التركية أن روسيا أبلغت أنقرة بقرارها، وكان مصدر أمني أفاد لوكالة الصحافة الفرنسية السبت أن تركيا لم "تتبلغ بذلك رسمياً".

تنديد أميركي 

بعد تنديد الرئيس الأميركي جو بايدن بقرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق استئناف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، انتقد سفير روسيا لدى الولايات المتحدة الأميركية، الأحد 30 أكتوبر (تشرين الأول)، لإصدارها ما وصفه بتأكيدات كاذبة في شأن خطوة موسكو.

وكتب السفير أناتولي أنتونوف على تطبيق "تيليغرام" "رد فعل واشنطن على الهجوم الإرهابي على ميناء سيفاستوبول شائن حقاً. لم نرَ أي علامة تنديد بالأعمال المتهورة لنظام كييف".

وقال أنتونوف "يتم تجاهل كل المؤشرات إلى ضلوع متخصصين عسكريين بريطانيين في تنسيق الهجوم الكبير باستخدام طائرات مسيرة".

ورفضت بريطانيا مزاعم روسيا ووصفتها بأنها كاذبة. واستنكرت وزارة الدفاع البريطانية ما اعتبرته "ادعاءات خاطئة" تهدف إلى "تحويل الانتباه"، في حين أشار مسؤول أوكراني إلى أن الحادث سببه "تعامل القوات الروسية بإهمال مع متفجرات".

وكان بايدن قد وصف خطوة روسيا المتعلقة باتفاق الحبوب بأنها "مشينة تماماً". وقال إنها ستفاقم الجوع.

في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، إن روسيا تستخدم الغذاء كسلاح بوقف مشاركتها في صفقة حبوب البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة، وذلك من خلال زيادة تفاقم الأزمات الإنسانية.

أضاف بلينكن، في بيان، أن "أي إجراء من جانب روسيا لتعطيل هذه الصادرات المهمة للحبوب هو في الأساس بيان مفاده أنه يتعين على الناس والعائلات في جميع أنحاء العالم دفع مزيد من أجل الغذاء أو الجوع".

الاتحاد الأوروبي يدعو موسكو إلى التراجع

إزاء ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي روسيا، الأحد، إلى التراجع عن قرارها بالانسحاب من الاتفاق وسط أزمة غذاء عالمية.

وكتب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على "تويتر" "قرار روسيا تعليق المشاركة في اتفاق البحر الأسود يعرض للخطر طريق التصدير الرئيس للحبوب والأسمدة التي تشتد الحاجة إليها لمواجهة أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن حربها ضد أوكرانيا".

توقف حركة تصدير الحبوب

وأعلن مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق اتفاق دولي وقع لتصدير الحبوب الأوكرانية أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود، الأحد.

وقال المركز، في بيان نشر ليل السبت بعد أن أعلنت موسكو تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي وقع في 22 يوليو (تموز) في إسطنبول متحججة بهجوم مسيرات على سفنها، "تعذر التوصل إلى اتفاق في مركز التنسيق المشترك في شأن حركة خروج سفن الشحن ودخولها في 30 أكتوبر".

وأوضح المركز الذي يضم مندوبين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في إسطنبول أنه تبلغ من روسيا "قلقها على أمن سفن الشحن"، وقد نقل هذه المخاوف إلى الوفدين التركي والأوكراني.

وأحصى المركز  أكثر من 170 سفينة شحن تنتظر خضوعها للتفتيش قبالة إسطنبول، علماً بأن بعضها ينتظر منذ 12 يوماً.

والاتفاق الذي بدأ تنفيذه في الأول من أغسطس (آب) وينتهي مفعوله في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، أتاح تصدير نحو 9.3 مليون طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى انطلاقاً من الموانئ الأوكرانية، بحسب وزارة الدفاع التركية.

سفن جاهزة

وتمكنت تسع سفن شحن، السبت، من استخدام الممر البحري في البحر الأسود "وثمة أكثر من 10 (سفن) أخرى" جاهزة لذلك في الاتجاهين وفق ما أوضح المركز الذي يشرف على تطبيق الاتفاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينص هذا الاتفاق على تفتيش سفن الشحن التي تسلك البوسفور في الاتجاهين إن كانت فارغة أو محملة من قبل خمس فرق مؤلفة من مفتشين اثنين لكل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.

ومنذ مطلع أكتوبر الحالي انتقدت أوكرانيا بطء عمليات التفتيش متهمة روسيا بعرقلة العملية.

وقدر المركز خلال الأسبوع الحالي بأكثر من 170 عدد سفن الشحن الجاهزة للتفتيش قبالة إسطنبول.

وسمح الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس (آب) بتصدير أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من المرافئ الأوكرانية، بحسب ما أفاد المركز.

تواصل أميركي - هندي

في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن تحدث، السبت، مع نظيره الهندي في شأن الحرب الروسية على أوكرانيا من بين قضايا أخرى.

أضافت الوزارة، في بيان، أن بلينكن تحدث مع وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في شأن "القضايا الإقليمية والعالمية، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب والعدوان الروسي المستمر على أوكرانيا".

وتعد الهند من كبار الدول التي تشتري النفط الروسي، مما يساعد في تمويل حرب موسكو ضد أوكرانيا.

وقالت السفارة الروسية في الهند، الخميس، إن جايشانكار سيزور روسيا في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).

الأمم المتحدة

قال ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم الأحد إن الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، "قلق للغاية" إزاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وإنه أرجأ يوماً سفره إلى العاصمة الجزائرية لحضور القمة العربية للتركيز على هذه المسألة.

وأضاف في بيان "يواصل الأمين العام المشاركة في الاتصالات المكثفة الهادفة إلى إنهاء تعليق روسيا مشاركتها (في الاتفاق)".

وتابع "تهدف المشاركة نفسها أيضاً إلى إعادة تمديد مبادرة تسهيل تصدير الحبوب والأسمدة من أوكرانيا وتنفيذها بشكل كامل، إضافة إلى تذليل العقبات المتبقية أمام تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات