Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يواصل تصدر الاستطلاعات الانتخابية لكن "لا شيء مضمون"

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يحاول الحفاظ على "البيت اليميني" تمهيداً للعودة إلى سدة الحكم

مناصرو حزب الليكود يحضرون تجمعاً انتخابياً لنتنياهو في مدينة تيرات كرمل الشمالية، مساء الثلاثاء 25 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

ألقاب عدة حظي بها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق زعيم المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو على مدار سنوات مضت، لكن أبرز هذه الألقاب كان "الملك"، يعود هذه الأيام إذ تشهد إسرائيل ذروة المعركة الانتخابية، بانتظار يوم الثلاثاء المقبل الأول من نوفمبر (أكتوبر).
وعلى مدار أيام متتالية لاستطلاعات الرأي التي تجرى يومياً، تحصل كتلة اليمين برئاسة نتنياهو على أكثرية 61 مقعداً، بينما تحصل كتلة اليسار المركز برئاسة منافسة، ورئيس الحكومة الحالي يائير لبيد على 55 مقعداً فقط.
وعلى رغم الخلافات مع قادة أحزاب يمينية حسمت عدم دعمها له، إلا أن حملة نتنياهو الانتخابية، التي تمتد كالإخطبوط إلى جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي وتلامس مختلف القضايا السياسية والأمنية والاجتماعية تسجل نجاحاً كبيراً وتساعده في الحفاظ على شعبيته.
في المقابل إن منافسه لبيد الذي لعب الحظ في بعض المجالات إلى جانبه، مثل الاتفاق مع لبنان على الحدود البحرية، المتوقع المصادقة عليه الخميس المقبل، الذي لا يسجل له إنجازاً أمنياً إنما اقتصادياً، فإن الصعوبة أمامه لضمان أكثرية لتشكيل الحكومة ما زالت قائمة. وخلافاً للمرة السابقة حين دعمته أحزاب عربية، فإن وضعيته هذه المرة، وإن تجاوزت  القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، نسبة الحسم وحصلت على أربعة مقاعد وقررت دعمه فلن يكون بإمكانه تشكيل حكومة.
وما كان لبيد يأمل به من احتمال الحصول على دعم خارجي من "القائمة المشتركة" التي تقتصر في هذه الانتخابات على "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساوة"، برئاسة أيمن عودة، و"العربية للتغيير"، برئاسة أحمد الطيبي، تبدد الثلاثاء 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد التظاهرة التي أقامتها "الجبهة" خلال زيارة لبيد إلى بلدية الناصرة، ضمن جولة له في البلدات العربية في محاولة لكسب أصوات العرب مستغلاً حال الإحباط بين فلسطينيي 48 بسبب عدم دخول القوائم العربية بقائمة مشتركة. فهذه التظاهرة حسمت موقف "الجبهة" و"العربية للتغيير" ضده وعدم دعمه لتشكيل حكومة.

لعبة أصوات العرب

إلى حين ظهور نتائج استطلاع الرأي الأخير، الذي أظهر تصدر كتلة اليمين برئاسة نتنياهو، أنفق زعيم الليكود في دعايته الانتخابية مبالغ طائلة في البلدات العربية، ويهدف من ورائها تراجع نسبة المصوتين العرب للأحزاب العربية، لكن النتائج جاءت في غير صالحه إذ ارتفعت نسبة المصوتين العرب من 42 في المئة إلى 47 في المئة، وأمام المعادلة الانتخابية بأن ارتفاع نسبة المصوتين العرب يضمن عبور نسبة الحسم لقائمتي "الجبهة" و"التغيير" و"الموحدة" (أما التجمع برئاسة سامي أبو شحادة، الحزب الذي انسحب من المشتركة فلن يعبر نسبة الحسم)، فلن تساعد نتنياهو في أية حملة يقوم بها في البلدات العربية. فللقائمة المشتركة (الجبهة والتغيير) موقف واضح منذ سنوات بعدم دعم نتنياهو، أما "القائمة الموحدة" برئاسة منصور عباس، فإن رئيس الوزراء السابق بذاته أعلن رفضه جلوس عباس في حكومة برئاسته، على رغم إعلان الأخير رغبته في دعم نتنياهو.
في كل السيناريوهات المتوقعة لنتائج الانتخابات ولاحتمال الائتلافات، يتوقع أن ينجح نتنياهو في تشكيل حكومة، حتى بات الحديث في الأيام الأخيرة بأن عودة نتنياهو إلى الحكومة باتت أمراً شبه محسوم وتكررت عبارة "عودة الملك"، لكن نتنياهو الذي يدرك أن إسرائيل التي تعيش أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى أمنية، لا يوجد فيها شيء مضمون، ولم يسقط "مفاجأة اللحظة الأخيرة" من حساباته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حيلة الوعود

في مواجهة نتنياهو هناك من يتربص به بإظهار جوانب عدة تعكس عدم صدقيته، لا سيما ما أسماه بعضهم "الوعود الكاذبة". بعض هذه المواجهات تدور حول ما نشره نتنياهو من فيديوهات تظهره وكأنه الوحيد القادر على حل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الإسرائيليون.
في أحد هذه الفيديوهات، نشر نتنياهو مقطع فيديو يزور فيه عائلة من "كريات ملاخي" تعاني الفقر ليعد بحل الأزمة الاقتصادية، قائلاً "نلتزم بإعادة الدولة إلى المسار الصحيح. سنعالج غلاء المعيشة. سنجمد ارتفاع قروض السكن وسنحقق تعليماً مجانياً لأعمار من صفر إلى ثلاث سنوات. معاً سنحقق تغييراً حقيقياً".
الرد على نتنياهو جاء من أكثر الشخصيات يميناً وتطرفاً حليفه السابق وزير المالية أفيغدور ليبرمان، الذي أوضح أنه يجد صعوبة في فهم كيف يمكن أن يجمد رئيس الحكومة قروض السكن وبالتوازي يلتزم أيضاً بقانون التعليم المجاني. "نجمد قروض السكن وبفضل هذا نتمكن من تمويل التعليم المجاني لأعمار صفر إلى ثلاث سنوات. يا بيبي، لا شك أنك سيد اقتصاد"، أجاب ليبرمان.
ولحق بليبرمان آخرون استهدفوا إظهار ما يرون أنه "كذب نتنياهو". وقال أحدهم إن "نتنياهو وعد أيضاً بجملة وعود في موضوع غلاء المعيشة، لكن من الصعب التصديق أنه يقصد ما يقول، خفض سعر الكهرباء وسعر الوقود، وسعر الماء وتجميد تعريفة الأرنونا لسنة"، ورأى سياسي آخر أن "المشكلة هي أن غلاء المعيشة غير متعلق فقط بعمل الحكومة بل يتأثر أيضاً بقوى السوق وأساساً من وضع الاقتصادات الكبرى في العالم".

مباراة التكذيب

في المقابل لم يتأخر داعمو نتنياهو بالرد على هذه الأصوات وإظهار وعود لبيد الكاذبة من قبيل "سنعيد الردع تجاه الجريمة. سنضيف خمسة آلاف شرطي و26 سرية حرس حدود في الاحتياط"، فقالوا إن "الوعد بإضافة آلاف أفراد الشرطة غير قابل للتنفيذ من ناحية الموازنة ومن ناحية عملية أيضاً. ولو كان هناك إمكانية للقضاء على الجريمة مع إضافة خمسة آلاف شرطي وعشرات سرايا حرس الحدود، فلماذا لم يتم هذا من قبل؟".

المعركة داخل البيت اليميني

التخوف من المفاجآت بدأ يتزايد خلال الأيام الاخيرة مع احتدام المعركة داخل البيت اليميني، ما بين نتنياهو من جهة واتيمار بن غفير وبتسلئيل سموطرتش بعدما وصفا الأول بـ"الكذاب".
وكان نتنياهو يبني كثيراً على اتيمار، بل فاجأ الإسرائيليين عندما صرح لصحيفة "بشيفع"، أنه إذا ما فاز حزبه في الانتخابات وشكل الحكومة، فإن النائب ايتمار بن غفير "بالتأكيد يمكنه أن يعين وزيراً في حكومتي".
لم يتوقع نتنياهو رداً متطرفاً عندما وصفه بن غبير بـ"الكذاب"، ليأتي من بعده أبرز شخصيات اليمين بتسلئيل سموطرتش، ويقول "لو كنت أريد الحصول على مقعدين من بيبي، لكان ينبغي لي أن اهاجم أم أمه، هو كذاب ابن كذاب. أتصدقون أنه لم يرغب في السير مع الموحدة؟ أراد وأبو أبوه".

وحاول نتنياهو الذي لم يفقد الأمل بضم أوسع ائتلاف يميني، التخفيف من حدة تداعيات أقوال بن غفير وسموطرتش، فرد بما يمكنه من الحفاظ على أكثرية تؤهله لتشكيل الحكومة المقبلة، فقال "كفى إطلاقاً للنار داخل المجنزرة. صراع المعسكر الوطني هو ضد حكومة لبيد والإخوان المسلمين مؤيدي الارهاب. لبيد يقول بصراحة إنه يريد أن ينزل الليكود إلى ما دون عدد مقاعد حزب ’يوجد مستقبل‘ كي يكلف هو بتشكيل الحكومة. لإحباط خطة لبيد هناك حاجة إلى ليكود كبير كي نقيم حكومة يمينية مستقرة أنتم في كل حال جزء منها".
والسؤال المطروح حالياً هو هل ينجح نتنياهو في الحفاظ على "بيته اليميني" حتى الثلاثاء المقبل، ويكون صاحب الحظ الأوفر لتشكيل الحكومة؟

المزيد من تقارير