في ما يستمر الجدل حول صفقة استحواذ إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية على المنصة الشهيرة "تويتر"، يحمل العام الحالي مزيداً من الصدمات للرجل الذي يتصدر قائمة أثرياء العالم، إذ تشير البيانات التي أعدتها "اندبندنت عربية" إلى أن صافي ثروته تراجع بنسبة 18.4 في المئة خلال 20 جلسة تداول فقط، هابطاً من مستوى 250 مليار دولار في بداية الشهر الحالي، إلى نحو 204 مليارات بنهاية الأسبوع الماضي، بخسائر قيمتها 46 مليار دولار.
لكن منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، شهدت ثروة إيلون ماسك خسائر حادة وعنيفة، حيث هوت بنسبة 40.35 في المئة على أثر خسارته أكثر من 138 مليار دولار، بعد أن نزل صافي ثروته من مستوى 342 مليار دولار إلى 204 مليارات دولار في الوقت الحالي.
خسائر أخرى تنتظر
في الوقت نفسه، من المرجح أن تشهد ثروة الملياردير الأميركي تراجعات أخرى، على خلفية ما تم تداوله حول أن مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يجرون مناقشات مبكرة حول احتمال إخضاع بعض مشاريع إيلون ماسك لمراجعات الأمن القومي، بما في ذلك الاستحواذ المخطط على شركة "تويتر".
وعلى أثر ذلك، انخفضت أسهم "تويتر" بنسبة تصل إلى ثمانية في المئة خلال التعاملات الأخيرة، حيث انتاب المستثمرين الشك حول صفقة ماسك البالغة 44 مليار دولار لشراء الشركة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي بيان، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون "لا نعلم بوجود مثل هذه المحادثات"، في حين قال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية، إن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة "لا تعلق علناً على المعاملات التي قد تراجعها أو لا تراجعها" بموجب القانون والممارسة.
ومن بين المستثمرين في الأسهم الذين التزموا توفير التمويل لمساعدة ماسك في تمويل الصفقة، هناك عديد من الكيانات الأجنبية بما في ذلك صندوق الثروة السيادي القطري.
ورداً على تغريدة حول تقرير "بلومبيرغ" الذي تناول مراجعة مشاريع ماسك، كتب أحد المستخدمين "سيكون الأمر هستيرياً إذا منعت الحكومة الأميركية إيلون ماسك من دفع مبالغ أكبر لـ(تويتر)". ورد ماسك على هذه التغريدة برمز تعبيري "100" ويشير عادة إلى اتفاق مؤكد.
لكن ليس من الواضح ما هو التأثير، إن وجد، الذي يمكن أن تحدثه المراجعة الأمنية المبلغ عنها على إتمام صفقة خضعت بالفعل لأشهر من عدم اليقين. ويبقى أمام ماسك أسبوع واحد لإغلاق الصفقة أو مواجهة محاكمة معاد جدولتها في محكمة ديلاوير تشانسيري قد تؤدي إلى إجباره على الاستحواذ على شركة التواصل الاجتماعي.
الصفقة نحو الحسم
في المقابل، رفض "تويتر" التعليق على التقرير حول المراجعة المحتملة، ولم يرد ممثلو ماسك على الفور على طلب للتعليق، لكن يبدو أن الصفقة تتجه نحو الاكتمال.
في تقرير حديث، كشفت وكالة "بلومبيرغ" أن المصرفيين والمحامين لكل من "تويتر" وماسك يعدون الأوراق اللازمة لإتمام الصفقة. وأوضحت أن الشركة جمدت حسابات أسهم الموظفين تحسباً لذلك.
وفي مؤتمر عبر الهاتف هذا الأسبوع لمناقشة نتائج أرباح شركة "تيسلا"، قال إيلون ماسك إنه "متحمس" في شأن صفقة "تويتر"، لكنه اعترف أيضاً بأنه "يدفع بشكل واضح أكثر من اللازم" مقابل ذلك. وأضاف أن "الإمكانات طويلة المدى لـ(تويتر)، من وجهة نظري، هي ترتيب من حيث الحجم أكبر من قيمته الحالية".
ويوم الخميس الماضي، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "ماسك" أخبر المستثمرين المحتملين في الصفقة بأنه يخطط للتخلص مما يقرب من 75 في المئة من موظفي الشركة، وأن منصة "تويتر" خططت بالفعل لتسريح جماعي للعمال حتى لو لم تتم الصفقة، مستشهدة في ذلك بوثائق داخلية ومقابلات مع أشخاص على دراية بالموضوع، ولم يستجب "تويتر" ولا ممثلو ماسك لطلبات التعليق في شأن خطط التسريح.
لكن بعد تقرير "واشنطن بوست"، أرسل المستشار العام على "تويتر" شون إدجيت، مذكرة إلى الموظفين قال فيها إن الشركة "ليس لديها أي تأكيد لخطط المشتري بعد الإغلاق"، وأوصى بعدم اتباع الإشاعات أو المستندات المسربة. وقال "انتظروا الحقائق منا ومن المشتري مباشرة".
وناقش ماسك سابقاً تقليص القوى العاملة في شركة "تويتر" بشكل كبير في الرسائل النصية الشخصية مع الأصدقاء حول الصفقة، والتي تم الكشف عنها في ملفات المحكمة، ولم يستبعد احتمال تسريح العمال في مكالمة مع موظفي الشركة، يونيو (حزيران) الماضي.