Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرعب فسحة خلاص للمراهقين المرضى في مسلسل "نادي منتصف الليل"

السلسلة الجديدة التي تعرضها "نتفليكس" عن مجموعة من المراهقين المصابين بأمراض مميتة تشبه مسلسل الرعب "هل أنت خائف من الظلام؟"، لكنها تطرح أسئلة وجودية أعمق

"يبدو "نادي منتصف الليل" بسيطاً بطريقة لا تناسب العصر مقارنة بالأعمال المخيفة جداً" (نتفليكس) 

يشكل الفتيان والفتيات في سن المرحلة الثانوية معظم الشخصيات في مسلسل الرعب الجديد الذي تعرضه منصة نتفليكس "نادي منتصف الليل" The Midnight Club الرائع والمخيف للمخرج مايك فلانغان، أستاذ أعمال الرعب. يواجه جميعهم شيئاً أكثر ظلامية من الأرواح الشريرة: لم يتبق لأحد منهم الكثير من الوقت في هذه الحياة. يجتمعون في دار برايتكليف مانر المتخيلة المكونة من عدة طوابق والمخصصة لرعاية المراهقين المصابين بأمراض مميتة. بغض النظر عن الغرض الجاد الذي يؤديه المكان، إلا أن الأجواء السائدة فيه يمكن أن تكون مبهجة. صحيح أن هؤلاء الأطفال على وشك الموت، لكن على الأقل لا يوجد هنا آباء يحثونهم على "مصارعة المرض".

يوجد شخصان بالغان فقط يشكلان فريق الموظفين (الممثلة هيذر لانغنكامب في دور مؤسسة دار برايتكليف والممثل زاك غيلفورد، نجم مسلسل "أضواء ليلة الجمعة"  Friday Night Light، في دور ممرض ممارس)، ويخضع المكان لقاعدة واحدة فقط: يحظر التجول بعد الساعة العاشرة ليلاً، لكن المرضى يتعاملون معها وكأنها اقتراح، إذ يتسلل النزلاء من غرفهم عند منتصف الليل ويتوجهون إلى مكتبة الدار القديمة لتبادل القصص المخيفة، ومثلهم مثل المراهقين الذين ما زال لديهم متسع من الوقت في الحياة، يضايقون بعضهم البعض بلا رحمة.

يتضمن ذلك تجريحاً لقصصهم. يقول طفل يدعى سبنسر (الممثل كريس سامبتر) مصاب بمرض الإيدز: "الفزع ليس مثل الخوف. يمكن لأي شخص أن يضرب الأواني والمقالي خلف رأس شخص ما"، منتقداً عضواً آخر في النادي لإفراطه في تفزيع الآخرين. ويضيف بقسوة: "إنه تفزيع فقط، وهو تصرف بليد كريه". الموت بعمر صغير لا يجعل المرء ملاكاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يبدو "نادي منتصف الليل" بسيطاً بطريقة لا تناسب العصر مقارنة بالأعمال المخيفة جداً الحاصلة على تقييمات نقدية جيدة التي تسيطر على إنتاجات الرعب خلال السنوات القليلة الماضية. تقود هذا النوع الفني المضطرب والمتميز بأجوائه (والمتفاخر باسمه) "الرعب المُصَعّد" أفلام مثل "اخرج" Get Out لجوردان بيل، "المنارة" The Lighthouse لروبرت إيغرز، "منتصف الصيف" Midsommar لآري أستر. لكن في "نادي منتصف الليل" يتابع فلانغان مع بصمة الرعب الخاصة به التي برع فيها خلال العديد من مسلسلات "نتفليكس". الإيقاعات الكلاسيكية لهذا النوع الفني التي يستخدمها - الرعب الذي تثيره القطط، المرايا الكاشفة، الضجيج المرتفع – محبوكة بموضوعات وجودية جادة.

كانت السلسلة التي قدمها فلانغان عام 2018 "أشباح هيل هاوس" The Haunting of Hill House، المأخوذة عن رواية بنفس العنوان لشيرلي جاكسون، تدور حول الحاجة إلى الانتماء. أمام سلسلة "أشباح بلاي مانر" The Haunting of Bly Manor المستندة في أغلبها إلى رواية "دورة اللولب" The Turn of the Screw لهنري جيمس، فتسوّق نفسها على أنها "قصة حب". "نادي منتصف الليل" المستند إلى رواية بالعنوان نفسه كتبها كريستوفر بايك عام 1994، حوّلها فلانغان إلى عمل تلفزيوني بالاشتراك مع المؤلفة ليا فونغ كاتبة سيناريو مسلسل "كان ياما كان" Once Upon a Time، يعد المسلسل الأكثر جاذبية عاطفية الذي تعرضه منصة البث التدفقي حتى الآن. إنه مثل مسلسل "هل أنت خائف من

الظلام؟" Are You Afraid of the Dark? ، لكنه يطرح أسئلة وجودية أكثر ديمومة وعالمية: ماذا يحدث لنا بعد أن نموت؟

يمكن تقسيم الحلقات إلى نصفين. أولاً، نشاهد كيف يمضي الأطفال وقتهم، يتعاملون مع الحزن الناجم عن حالاتهم المستعصية ضمن جلسات علاج جماعية أو يحضرون مشروبات مضاد للأكسدة يأملون في باطنهم في أنها ستنقذهم. (بالنسبة لأي شخص بالغ يشاهد العمل، سيكون التعايش بين ألم الأطفال وأملهم هو الجزء الأكثر رعباً). لكنهم يتجهون لاحقاً إلى الطابق السفلي للحصول على علاج بالرعب غير موصوف لهم. الرعب هو نوع فني غارق في الرموز - الأشرار يتربصون في الظلام، والأبطال المشوشون يركضون في الاتجاه الخاطئ – ولكن عندما يدخل الرعب في نسيج "نادي منتصف الليل" يكون نموذجاً مجازياً طموحاً لوجود هذا النوع الفني. عندما يلتقي هؤلاء الأطفال لسرد قصصهم، فإنهم في الحقيقة يكشفون عن أعمق أسرارهم.

في الحلقة الأولى، تروي إيلونكا، وهي طالبة سابقة في جامعة ستانفورد مصابة بسرطان الغدة الدرقية، قصة مخيفة عن فتاة تدعى جوليا جاءت إلى برايتكليف في السبعينيات. اختفت جوليا في الغابة لبضعة أيام وعندما عادت كانت قد تعافت من السرطان وتمتلك قدرة على التنبؤ بموعد موت الأطفال الآخرين. تلعب إيمان بنسون، نجمة مسلسل "أليكسا وكيتي" Alexa & Katie، دور إيلكونا التي يتصارع الخوف والشجاعة في داخلها، وجوليا هي تعبير عن العلاج الإعجازي الذي لا تزال تأمله، بعد فترة طويلة من إقناع والدها بالتبني بأخذها إلى برايتكليف. يتذمر المرضى الآخرون من قصة إيلكونا للجوئها إلى مجاز الطفل المريض. يحذرها أحدهم: "نحاول ألا نقوم بذلك هنا... إنه انغماس مفرط في الذات شيئاً ما".

بطريقة مماثلة، كانت قصص أخرى بمثابة اعترافات مموهة. تصوغ مراهقة إيرلندية تجلس على كرسي متحرك (جسدتها بأسلوب شرير ممتع الممثلة روث كود) قصة مخيفة حول فتاة تقسم نفسها إلى قسمين للحصول على كل ما تريد. النصف الأول هو فتاة طيبة تقوم بكل شيء كما يجب، والآخر فتاة سيئة تفعل ما يحلو لها. يتعرض كلاهما للعقاب في النهاية، لأن الرغبة خطيرة بطبيعة الحال في برايتكليف. الرغبة هي الوحش المتربص تحت السرير عندما تكون مراهقاً في دار للرعاية. بالنسبة لمجموعة من الأطفال الذين تجمعهم المأساة، يصبح الرعب لغة مشتركة لمناقشة الرغبات التي لم يجرؤوا على ذكرها خلال النهار، عندما يحل الظلام.

هناك وعد أيضاً تلتزم المجموعة به: عندما يحين موعد موت الشخص التالي، فسيفعل كل ما في وسعه للعودة إلى البرزخ ليخبر الآخرين ما الذي ينتظرهم في الجانب الآخر. على رغم أن القسط المتبقي من الحياة أمام هذه الشخصيات صغير جداً، لا يسعها إلا أن تفكر في مستقبلها المشترك والوشيك. أو بمعنى آخر، افتقارها للمستقبل. الموت هو الطريقة التي تنتهي بها أخيراً قصص الرعب التي كان الأبطال يعيشونها - التشخيصات الطبية الفظيعة والعلاجات القاسية التي خذلتهم.

لكن في الليل، عندما لا يكونون تحت مراقبة الكبار، يتبادلون قصص الرعب التي تجعلهم أحراراً.

© The Independent

المزيد من منوعات