Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جوزيب بوريل وجدلية الحديقة والغابة

هل هي عودة لفكرة المركزية الأوروبية أم أن "القارة العجوز" باتت تقرأ مستقبلها في ماضيها؟

جوزيب بوريل... زلة لسان أم توجه فكري؟ (أ.ب)

مرة جديدة تقوده تصريحاته لوضع أوروبا في مواجهة جيرانها أول الأمر، وبقية العالم لاحقاً.

إنه جوزيب بوريل المسؤول الأول عن الشؤون الخارجية والتعاون الأمني في الاتحاد الأوروبي، الرجل الذي صدرت عنه تعبيرات سيئة الحظ في أكثر من مناسبة، جاء آخرها خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية الجديدة في بلجيكا، وذلك حين اعتبر "أوروبا حديقة وبقية العالم أدغال وغابات".

عرف عن بوريل زلاته اللسانية، ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، وصف روسيا بالدولة الفاشية ضمن تعليقه على الحرب الدائرة في أوكرانيا، ما أثار حنق وغضب موسكو عليه وعلى المؤسسة الأوروبية بشكل عام.

وفي أواخر الشهر نفسه، هاجم إسبانيا التي قررت مراجعة مواقفها من المغرب، الحليف المقرب من الاتحاد الأوروبي تجارياً وسياسياً وثقافياً.

وقبل ذلك في 2019، هاجم القضاء البلجيكي بسبب إيواء بروكسل لعدد من القادة القوميين الإسبان الانفصاليين.

بوريل عاد واعتبر أنه لم يكن يدعو للعنصرية أو التعصب بالمرة، وأن تصريحاته أسيء فهمها، وجل قصده كان القول إنه "يجب على البستانيين الذهاب إلى الغابة، أي على الأوروبيين الانخراط أكثر مع بقية العالم، وإلا فإن بقية العالم سوف تغرق الأوروبيين".

عطفاً على ذلك تذرع رجل السياسة الأوربية الأول، بأن استعارة عبارتي "الحديقة" و"الغابة"، ليست من اختراعه، بل إن هذا المفهوم حاضر في النقاشات الأكاديمية والسياسية منذ عقود.

والشاهد أنه على رغم المبررات، فإن اتهاماً لاحق وسيلاحق بوريل مفاده أنه أشعل نيران مفهموم قديم، يدور حول فكرة المركزية الأوروبية، ذلك الإحساس فوق الغربي التقليدي الذي يخبو طويلاً، لكنه ما يلبث أن يطفو ثانية على السطح حين تستدعي النوازل التفكير في مستقبل أوروبا وأحوال الأوروبيين، وهو حديث أكاديمي وعقلاني لا ينقطع باعتراف بوريل نفسه.

عن المركزية الأوروبية أول الأمر

يمكن إرجاع هذا المصطلح الذي طفا على السطح في سبعينيات القرن الماضي، واصطكه الاقتصادي المصري الأصل الفرنسي الجنسية، سمير أمين، وفيه تفكيك للعقلية الاستعمارية الأوروبية، التي سعت لإعطاء مبررات لهيمنة الحكم الأوروبي خلال الفترة الاستعمارية.

كتب المؤلف الموسوعي الألماني "يوهان هاينريش زيدلر"، ذات مرة من عام 1741 يقول "إنه على الرغم من أن أوروبا هي أصغر القارات الأربع في العالم، إلا أنها لأسباب مختلفة لها ما يجعلها قبل كل الآخرين، فسكانها لديهم عادات ممتازة، فهم مهذبون ومثقفون في كل العلوم والحرف".

من هنا تبدو المركزية الأوروبية، كطريقة للسيطرة على تبادل الأفكار، وذلك لإظهار تفوق منظور واحد ومقدار القوة التي يمتلكها على مختلف المجموعات الاجتماعية.

أما جورج هيغل (1770-1831)، الفيلسوف الألماني الشهير، على رغم اعترافه بأن تاريخ العالم بدأ في الشرق، إلا أنه يرى أنه انتهى في الغرب، وربما كان هيجل هو صاحب الأساس الفكري الذي بنى عليه فوكاياما رؤيته لنهاية التاريخ.

 فيما ماكس فيبر (1864-1920)، عالم الاجتماع المؤرخ الألماني الذي لا يقل شهرة عن هيغل، يبدو أكثر حماسة لفكرة مركزية أوروبا، معتبراً أن الرأسمالية هي تخصص أوروبي، وفي كتابه "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية"، كتب موضحاً كيف أن الرأسمالية العقلانية لا تظهر إلا في البلدان الغربية البروتستانتية، التي اعتبرها تخصصاً أوروبياً، والمعنى والمبنى عند فيبر، أن أوروبا هي محركة العالم الحديث اقتصادياً، بالتالي فإن لها السيادة والريادة على بقية أرجاء المسكونة.

كبلنغ وحديث الشرق والغرب

والثابت أن عديداً من شعراء ومفكري الغرب، لم ينفكوا يجذرون لهذا المفهوم الفوقي، وربما حفظ التاريخ عبارة لها معان ومبان واضحة للشاعر الإنجليزي المعروف روديارد كبلنغ ( 1865-1930)، صاحب جائزة نوبل في الآداب لعام 1907، فقد كتب يقول، "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبداً".

كتب المؤرخ الأميركي، رئيس جمعية التاريخ العالمي "كافين رايلي" ذات مرة يقول، إنه "ما من مجتمع آخر أنتج مجموعة من الشعراء والفلاسفة والدبلوماسيين المؤمنين بالعنصرية، كتلك التي أنتجتها الطبقة الحاكمة الأوروبية والأميركية".

من هنا يفهم المرء لماذا يحاجج بوريل وأنداده بأنها المنتج الأوحد للقيم الإنسانية، والحكم المطلق في وضع تقنين معايير التقدم والتخلف، والمرجع الأوحد في تسجيل انتقال شعب ما أو ثقافة محددة من البربرية والهمجية إلى المدنية.

لم تسلم هذه الرؤية الفوقية من النقد، سيما أن تقسيم العالم إلى شرق وغرب أمر يشوبه نوع من التشابك والخلط، بخاصة عندما يتعلق الأمر بالحضارة وأسسها ومقوماتها.

وقد ظلت مياه حوض البحر الأبيض المتوسط تجري رابطة بين الشرق والغرب حيناً، وفاصلة بينهما أحياناً أخرى، على قاعدة الكر والفر أو المد والجزر.

كما أن الغرب مسؤول عن تخلف الشرق بسبب السياسة الاستعمارية التي اعتمدها تجاهه، ونهبه من ثم لخيرات شعوبه، الأمر الذي مكن أوروبا بنوع خاص من مراكمة رؤوس الأموال منذ نحو خمسة قرون ونيف.

وفي كل الأحوال، تبدو قضية نقد الاستعلاء الكامن في متن المركزية الأوروبية، قضية فلسفية وسياسية في حاجة إلى قراءة معمقة، لكن يبقى التساؤل المحوري، هل أوروبا بالفعل هي الحديقة التي تحدث عنها السيد بوريل في خطابه الأخير، أم أن أحوالها آلت إلى العكس من ذلك؟

حديقة صدرت أيديولوجيات الموت

ربما كان على السيد بوريل أن يراجع الأيديولوجيات التي نمت وازدهرت في الحديقة الأوروبية، قبل أن يبادر إلى حديث الغابات، بخاصة في ضوء ما ظهر في القرن الفائت، ذلك القرن الطويل الذي صدرت فيه أوروبا للعالم ثلاث أيديولوجيات قاتلة نشير إليها من دون اختصار مخل كالتالي:

ـ الشيوعية، تلك التي سحقت الملايين من شعوب الجمهوريات السوفياتية، وفي المقدمة الروس أنفسهم، ولا تزال سيبيريا وسجون الغولاغ شهود على ذلك.

كما أن الطرح الشيوعي الذي استلب أدوات الإنتاج من الأفراد لحساب الدولة، وتحويل المجتمع من زراعي إلى صناعي أدى إلى هلاك الملايين من الجوع والفقر.

ـ النازية، التي تصفها أستاذة التاريخ في جامعة السوربون، "ثوم فرانسوز" بـ "اليوتوبيا العنصرية"، ولا تزال صيحات الرايخ الثالث الذي سيعمر ألف سنة، وشعارات "ألمانيا الآرية فوق الجميع"، حاضرة ضمن أضابير التاريخ الأوروبي القريب.

قاد جوهر الاستبداد النازي إلى حرب عالمية أهلكت نحو ستين إلى سبعين مليون نسمة، ما جعل الحديقة الأوربية أحراشاً للموت.

ـ الفاشية، مع بدايات عام 1919 تخلقت في الرحم الإيطالي بذور حركة سياسية جمعت بين التعصب القومي والعداء لكل من اليسارية والسياسة المحافظة.

وفي عام 1922 كان الزعيم الإيطالي موسوليني يرسي دعائم الفاشية، لتتجذر بحلول عام 1936، وتالياً أخذت في الانتشار خارج أوروبا وأضحت حركة فكرية لها أتباع كثر في أوروبا، وهذا ما يوضحه الكاتب الأسترالي كيفن باسمور في كتابه الشهير "الفاشية".

ولاحقاً كان من الطبيعي أن تتضافر جهود وتوجهات الشمولية التوتاليتارية بين النازية والفاشية بسمتها الأوروبية، لتخرج لنا حربين كونيتين مهلكتين.

مستقبل الحديقة الأوروبية العجوز

لا تبدو الحديقة الأوربية في انتظار مستقبل ديموغرافي واعد، بل يبدو سيف ديموقليس السكاني مسلطاً على رقابها، وذلك جراء تناقص عدد السكان، ورفض شبابها فكرة قيود الزواج، والاكتفاء بمبدأ المساكنة إلا النفر القليل، الأمر الذي أصابها في مقتل ديموغرافي، وعليه فإن غالبية المراقبين يتوقعون أن يضع التراجع السكاني مستوى التنمية الاقتصادية في أوروبا في مأزق حقيقي.

شهدت أوروبا في الفترة من 2008 إلى 2018، ما يمكن أن نطلق عليه "العشرية الضائعة ديموغرافياً"، ولا يتوقع أن تكون من 2018 إلى 2028 أفضل حالاً، لا سيما في ظل النوازل الجديدة المتمثلة في أزمات الطاقة والركود الاقتصادي، وتبعات جائحة "كوفيد-19"، عطفاً على المخاوف الناجمة عن الحرب الروسية – الأوكرانية ومآلاتها المستقبلية.

خذ إليك على سبيل المثال لا الحصر، دولة مثل فنلندا، ففي عام 2016، بلغ عدد الوفيات 53 ألف، فيما أرقام المواليد سجلت 52 ألفاً.

هنا يرى رجل الاقتصاد الفنلندي الشهير، "تيمو هرفونين"، أن ما جرى يذكر بشكل صادم كيف أن أوروبا تتحول إلى حديقة عجوز، وبأن المعضلة الديموغرافية ستلقي بكامل ثقلها على الاقتصاد في العقود المقبلة.

هل فنلندا وحدها من يواجه هذا المصير؟

بالقطع لا، فإيطاليا على سبيل المثال جراء التدهور السكاني، باتت قرى بأكملها فيها خاوية على عروشها، ومن هنا ذهب بعضهم إلى منازل كاملة بسعر يورو واحد للمنزل بهدف إعمارها من جديد.

وفي كل الأحوال، فإن أوروبا التي تهتم بالإصلاحات الاقتصادية، والحرب الأوكرانية، ومواجهة الدب الروسي وأزمة الطاقة، تهمل التخطيط الديموغرافي لوقف نزيف السكان وتحولها إلى حديقة للشيوخ لا مستقبل لها.

بين يمين متطرف وعلمانية جافة

تبدو الحديقة التي يفاخر بها السيد بوريل، وكأنها تعيش مرحلة تحول فكري وذهني خطير ومثير، فمن عصر التنوير وشعارات الحرية والمساواة والإخاء، تلك التي رفعتها الثورة الفرنسية، لتفتح طرقاً واسعة للإبستمولوجيا، ها هي تعاود من جديد الاختباء وراء ضيق الأيديولوجيات اليمينية المتعاظمة.

لقد تابع العالم نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيطاليا، وقبلها السويد وألمانيا وفرنسا، حيث صعدت التيارات اليمينية ذات الصبغة العنصرية... فهل كان الأمر ردة حضارية وانتكاسة إنسانوية في حديقة قبول الآخر، وعودة من ثم إلى شعار "الآخرون هم الجحيم"، لجان بول سارتر فيلسوف الوجودية الأشهر في ستينيات القرن الماضي؟

إن أوروبا الحريات أمام "زلزال سياسي"، والتعبير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، بخاصة في ظل الصعود المريع للأحزاب اليمينية المتطرفة، تلك التي لا تواري أو تداري جذروها الفاشية والنازية، ما يضع القارة العجوز أمام تحد كبير سيما مع علو أصوات المعادين لفكرة أوروبا الموحدة، والمطالبين بالتمترس من جديد وراء حدود القوميات، ما رآه العالم بنوع خاص خلال جائحة "كوفيد –19" في الأعوام الثلاثة المنصرمة.

ولعل ما يعجل بجفاف تربة حديقة السيد بوريل، انتشار ما أسماه الفيلسوف الفرنسي اليساري المعروف "ريجيس دوبرييه"، "العلمانية الجافة"، وقدم تحليلاً مهماً لها في كتابه المعروف "الأنوار التي تعمي".

جل ما يود دوبرييه قوله، هو سيادة نموذج علماني متطرف يحاول إجبار الآخرين بشمولية بغيضة على قبول ما لا يقبل، وأسوأ مثال على ذلك الترويج للمثلية الجنسية ووضعها كمعيار إجباري لحقوق الإنسان بغض النظر عما إذا كانت تلائم شرائع ونواميس وثقافات الشعوب الأخرى وآدابهم وتقاليدهم الحياتية.

لم تعد علمانية أوروبا اليوم فصل للدين عن الدولة، بل تطرف مطلق تجاه الفكر الديني والإيماني والوجداني، واقتربت من حدود الانقلاب على فيلسوف التسامح الإنجليزي الأشهر "جون لوك"، من أعمال القرن السابع عشر، الذي يقول، "يجب أن تتسامح الدولة مع جميع أشكال الاعتقاد الديني والفكري والاجتماعي، وأن تنشغل في الإدارة العلمية وحكم المجتمع فقط، لا أن تنهك نفسها في فرض هذا الاعتقاد أو منع ذلك التصرف".

أوروبا ومصير الإمبراطورية الرومانية

 لعل السيد بوريل قد فاتته قراءات عصرانية محدثة، ترى أن مصير أوروبا المعاصرة يكاد يقارب مآلات ومصائر الإمبراطورية الرومانية القديمة، والبداية عادة من عند الانهيار الاقتصادي.

يكاد المشهد الاقتصادي المعاصر في أوروبا، والتضخم الذي يضرب منطقة اليورو، يشابه ما حدث في القرن الثاني بعد الميلاد مباشرة، حيث تهاوت العملة الخاصة بالإمبراطورية الرومانية، في إثر تفشي ما عرف بوباء الطاعون الأنطوني، ما يستدعي التساؤل، هل يكرر التاريخ نفسه مع الأوروبيين بعد تفشي فيروس "كوفيد-19"، ومن ثم تهاوي اليورو؟

في أوائل سبتمبر الماضي، أعلن البنك المركزي الأوروبي أن التضخم في منطقة اليورو سيتصاعد في 2023 و2024، ما يعني أن دولة الرفاهية الأوروبية التقليدية قد ولى زمانها؟

قد يكون هناك ومن أسف مؤشر خطير آخر موصول بالتغيرات المناخية، في عموم القارة الأوروبية.

هنا نقول إن درجة 35 مئوية بالنسبة إلى دول ما، قد يكون معدلاً طبيعياً، لكن أن تصل درجات الحرارة إلى 38 في ألمانيا وبولندا، وفي إسبانيا تتخطى حاجز الـ 40 درجة، فهذا أمر غير طبيعي سيؤدي ولا شك إلى انقلاب في مناحي الحياة، فموجات الحرارة هي أكثر أدوات القتل رعباً في العالم المعاصر، وقد يتذكر المرء أن موجة حارة ضربت روسيا سنة 2010 أدت إلى مقتل نحو 60 ألف شخص.

يخبرنا المؤرخ الشهير نيل فيرغسون، أنه من المحتمل جداً أن تتعرض نسخة الحضارة الغربية للانهيار المفاجئ من جراء التغيرات المناخية، وعلى الخصوص بعد أن تمكنت الصين وبلدان آسيوية كبيرة، وكذلك دول في جنوب أميركا من تضييق الفجوة الاقتصادية القائمة بين الغرب وبقية أنحاء العالم.

هل ولت إذاً أفضل أيام القارة – الحديقة، وما من عزاء للسيد بوريل؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هاس ومستقبل أوروبا الماضي

في مؤلفه الأخير "العالم مقدمة مختصرة"، يتحدث المنظر الأشهر للسياسة الأميركية، "ريتشارد هاس" عن أيام أوروبا التي ولت، ومستقبل الاتحاد الأوربي المشكوك فيه.

يرى هاس أن أوروبا شهدت فترة زمنية قصيرة، تحولت خلالها من المنطقة الأكثر استقراراً القابلة لتوقع مستقبلها، إلى شيء مختلف تماماً، ولم تعد الديمقراطية والازدهار والسلام، قيماً راسخة بقوة كما   بدا قبل ذلك، ولم يستقر بعد كثير مما كان هناك من اعتقاد على نطاق واسع أنه استقر وتمت تسويته.

ليس هناك تفسير واحد لتلك التطورات، ذلك أن ما نراه هو شعبوية على اليسار، نتيجة ركود الأجور وتزايد عدم المساواة في الداخل والاستياء من النخب، وشعبوية على اليمين تغذيها القومية وسط التغيرات المحلية والعالمية، بخاصة معارضة الهجرة، ومن جانبه فقد الاتحاد الأوروبي تدريجاً سيطرته على المخيلة العامة، وسوف يصبح بعيداً جداً وضعيفاً للغاية، نتيجة خروج بريطانيا منه، هذا ما يؤكده هاس.

هل لا يزال السيد بوريل على رأيه بأن أوروبا حديقة والعالم غابة؟

المزيد من تقارير