وافق الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس، 20 أكتوبر (تشرين الأول)، على فرض عقوبات على ثلاثة أفراد وكيان يزودون روسيا بطائرات مسيرة إيرانية الصنع تستخدم لقصف أوكرانيا، وفق ما أعلنت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي.
وكتبت الرئاسة على "تويتر" أنه "بعد ثلاثة أيام من المحادثات اتفق سفراء الاتحاد الأوروبي على إجراءات ضد الكيانات التي تزود روسيا بالطائرات المسيرة الإيرانية الصنع التي تضرب أوكرانيا".
وأفاد شهود من "رويترز" بأن خمس طائرات مسيرة قصفت مدينة ميكولايف الجنوبية، الخميس، لكن لم يتضح موقع الانفجار أو حجم الأضرار التي لحقت بها.
وتتهم أوكرانيا روسيا باستخدام طائرات انتحارية إيرانية الصنع تحلق صوب هدفها وتنفجر، وتنفي إيران إمداد موسكو بها، كما نفى الكرملين استخدامها.
إيران تنفي
كما نفت إيران عزمها تزويد روسيا صواريخ لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وذلك في اتصال بين وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان ونظيره جوزيب بوريل، الخميس.
وقال أمير عبداللهيان "اليوم، خلال مباحثة هاتفية مع جوزيب بوريل، أعدت تذكيره بأن سياستنا الواضحة هي معارضة الحرب والتصعيد في أوكرانيا"، وذلك في تغريدة عبر "تويتر".
وشدد على أن "مزاعم إرسال صواريخ إيرانية إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا لا أساس لها من الصحة"، مشيراً إلى وجود "تعاون في المجال الدفاعي مع موسكو، إلا أن سياستنا بالتأكيد ليست إرسال الأسلحة والطائرات المسيرة ضد أوكرانيا".
وفي ظل الاتهامات، أكدت إيران مراراً أنها لم تزود أياً من روسيا وأوكرانيا معدات "لاستخدامها في الحرب"، بينما نفى الكرملين الثلاثاء علمه باستخدام الجيش الروسي مسيّرات إيرانية.
وكانت الخارجية الإيرانية أعربت، الثلاثاء، عن استعدادها لإجراء مباحثات مع كييف لتوضيح "مزاعم" تزويدها موسكو بأسلحة وطائرات مسيرة لاستخدامها في الحرب التي بدأتها القوات الروسية في 24 فبراير.
وفي اليوم ذاته، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنه اقترح على الرئيس فولوديمير زيلينسكي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بالكامل، بعدما خفضت كييف الحضور الدبلوماسي لطهران على أراضيها بشكل كبير في سبتمبر (أيلول)، وذلك لأسباب عدة منها "احتمال استمرار تزويد إيران لروسيا بالأسلحة".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نشرت تقريرا في 16 أكتوبر، أشارت فيه إلى أن إيران تعتزم إرسال مزيد من الطائرات المسيّرة "وصواريخ أرض أرض" إلى روسيا، وذلك وفق مصادر أمنية من الولايات المتحدة ودول حليفة لها.
تنديد روسي
من جانبها نددت موسكو، الخميس، بـ "الضغط" الذي تمارسه واشنطن والاتحاد الأوروبي على طهران بعدما وافقت الدول الأعضاء في التكتل على فرض عقوبات على إيران بسبب طائراتها المسيرة التي يتهم الجيش الروسي باستخدامها في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي، "كل ما يتم القيام به حالياً مرهون بهدف واحد وهو الضغط على هذا البلد، وواشنطن تحشد لذلك دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لدعم موقفها. إنه أمر واضح".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أثارت مسألة احتمال إمداد مسيرات إيرانية إلى روسيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وأبلغ نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي الصحافيين أن روسيا ستعيد تقييم تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وموظفيه إذا أرسل غوتيريش خبراء إلى أوكرانيا لفحص الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها والتي أكدت أوكرانيا والغرب أنها صنعت في إيران.
وقال بوليانسكي إنه غير متفائل في شأن التوصل إلى اتفاق مع غوتيريش وغيره من مسؤولي الأمم المتحدة في مفاوضات لتمديد وتوسيع اتفاق الـ 22 من يوليو (تموز) الذي أدى إلى استئناف صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من البحر الأسود، وقد ينتهي أجل الاتفاق الشهر المقبل.
وفي غضون ذلك فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا، مستهدفة شبكة اتهمتها بشراء تقنيات عسكرية وذات استخدام مزدوج من شركات أميركية لمصلحة مستخدمين روس.
عقوبات بريطانية
وفي السياق ذاته قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن وزير الخارجية جيمس كليفرلي سيصدر في وقت لاحق الخميس إعلاناً في شأن اتخاذ إجراء في ما يتعلق بالطائرات المسيرة الإيرانية، وذلك باللجوء إلى نظام العقوبات البريطاني المستقل.
واستخدمت روسيا عشرات من الطائرات المسيرة "الانتحارية" في هجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في العاصمة كييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول أوكرانيا إنها طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد -136".
ونددت بريطانيا بما قالت إنه قرار إيران تزويد روسيا بطائرات مسيرة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية "قيام إيران بتقديم طائرات مسيرة يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2231) ويعد دليلاً آخر على الدور الذي تلعبه إيران في تقويض الأمن العالمي".
ولم ترد تفاصيل أخرى حول كيفية إصدار الإعلان أو الإجراءات التي ستتخذ.
"شاهد - 136"
وأبلغت أوكرانيا منذ أسابيع عن شن روسيا هجمات بمسيرات إيرانية من طراز "شاهد - 136"، وهي طائرات من دون طيار تنفجر رؤوسها الحربية في عمليات هبوط انتحارية، كما تحركت كييف لقطع العلاقات مع طهران.
وأعلن الجيش الأوكراني، الأربعاء، أنه أسقط أكثر من 220 طائرة مسيرة إيرانية الصنع في نحو شهر، على رغم أن قصف كييف بطائرات مسيرة أسفر، الإثنين، عن وقوع خمسة قتلى.
وتقول الولايات المتحدة إن تزويد إيران لروسيا بمسيرات حربية ينتهك القرار (2231) الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2015 والذي رعى اتفاقاً نووياً بات الآن في حكم المنهار.
وعام 2020 انتهى الحظر الذي يفرضه القرار على مبيعات الأسلحة التقليدية الإيرانية على رغم محاولات إدارة دونالد ترمب السابقة تمديده.
لكن القرار يحظر حتى أكتوبر 2023 كل صادرات الأسلحة الإيرانية التي لا تتم بإذن من مجلس الأمن في حال كانت تعود بالفائدة على قدرات الصواريخ الباليستية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، الأربعاء، إن "تزويد إيران روسيا بهذه الأنواع المحددة من الطائرات من دون طيار يعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2231) وهي مسألة تخص مجلس الأمن الدولي".
قصف مواقع الطاقة
من ناحية أخرى قالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن قواتها واصلت قصف أهداف عسكرية ومواقع للطاقة في أوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضافت الوزارة أن القوات الروسية صدت هجوماً مضاداً أوكرانياً في منطقة خيرسون الجنوبية، حيث يقوم المسؤولون المحليون الذين عينتهم موسكو بإجلاء عشرات الآلاف من السكان.
وشدد الجيش الأوكراني الخناق على القوات الروسية التي تسيطر على مدينة خيرسون الجنوبية، الخميس، مع إصدار الحكومة أوامر بفرض قيود على استخدام الكهرباء في جميع أنحاء البلاد بسبب الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على محطات الطاقة.
في خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ بدء حربها قبل ثمانية أشهر، بدأت الإدارة التي عينتها موسكو إخلاء المدينة التي تسيطر على الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا عام 2014، وكذلك مصب نهر دنيبرو.
وكتب نائب رئيس الإدارة المدعومة من روسيا في خيرسون كيريل ستريموسوف، الأربعاء، على "تيليغرام" أن أوكرانيا شنت هجوماً على نوفايا كاميانكا وبيريسلاف في منطقة خيرسون.
وفي حين ظلت أوكرانيا متكتمة حول تفاصيل عملياتها، قال جيشها خلال تحديث في شأن منطقة خيرسون في وقت باكر من اليوم الخميس إن 43 جندياً روسياً قتلوا ودمرت ست دبابات ومعدات أخرى.
وبث التلفزيون الرسمي الروسي لقطات لأشخاص يفرون بالقوارب عبر نهر دنيبرو، وقال إن النزوح الجماعي محاولة لإجلاء المدنيين قبل أن تتحول المنطقة لساحة قتال.
وقال فلاديمير سالدو حاكم خيرسون الذي عينته روسيا، إنه سيتم نقل ما بين 50 إلى 60 ألف شخص خلال الأيام الستة المقبلة، مع التأكيد على أن روسيا لديها الموارد اللازمة للسيطرة على المدينة وحتى شن هجوم مضاد إذا لزم الأمر.
قيود على استخدام الكهرباء
من جانبها، فرضت الحكومة الأوكرانية قيوداً على استخدام الكهرباء في جميع أنحاء البلاد للمرة الأولى منذ العملية العسكرية الروسية بعد وابل من الهجمات على محطات الطاقة قبل حلول فصل الشتاء.
وكثفت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية لإمدادات الكهرباء والمياه في أوكرانيا في الأيام الأخيرة.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور مساء الأربعاء، "هناك أضرار جديدة للبنية التحتية الحيوية، إذ دمر العدو ثلاث منشآت للطاقة اليوم".
ومن المقرر أن يلقي زيلينسكي كلمة أمام قمة الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس، وسيبحث زعماء الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، خيارات لمزيد من الدعم لأوكرانيا، بما في ذلك معدات الطاقة والمساعدة في استعادة إمدادات الكهرباء والتمويل طويل الأجل لإعادة الإعمار.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز أمام مجلس النواب (بوندستاغ) إن "تكتيك الأرض المحروقة الروسي يعزز عزم ومثابرة وأوكرانيا وشركائها".
وأضاف المستشار الألماني في حديثه أمام النواب قبل بدء قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل "الإرهاب الذي تمارسه روسيا بالقنابل والصواريخ هو عمل يائس".
وأضاف أن الحاجات المالية لكييف تمت تغطيتها حتى نهاية العام.
وعن مسألة الغاز قال شولتز "لا يمكن أن تعمل آلية وضع سقف لأسعار الغاز المقترحة في الاتحاد الأوروبي إلا مع شركاء من خارج الكتلة".
احتراق مركز لاجئين
وفي شمال ألمانيا أتى حريق بشكل شبه كامل على مبنى يستقبل لاجئين أوكرانيين من دون أن يسفر عن ضحايا، وفق ما أعلنت الشرطة المحلية قائلة إنها تحقق في ما إذا كانت الحادثة متعمدة.
وأوضحت الشرطة المحلية في بيان أنه تم إجلاء اللاجئين الأوكرانيين البالغ عددهم 15 شخصاً وموظفي المركز الواقع في غروس سترومكيندورف (مكلنبورغ -فوربومرن) في الوقت المناسب.
واندلع الحريق مساء الأربعاء ودمر المبنى بشكل شبه كامل، بحسب الصور التي نشرتها وسائل إعلام ألمانية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن "الشرطة تعتقد أن الحريق متعمد"، مضيفة أن دورية زارت المكان الأربعاء بعد اكتشاف صليب معقوف مرسوم على الباب.
كذلك أتى حريق آخر على مركز يستقبل أوكرانيين في أبولدا مطلع أكتوبر، لكن المبنى كان خالياً وقت الحريق، وبعد أن قال المحققون إنه يمكن أن يكون متعمداً يرجحون الآن أن الحريق عرضي.
وسجلت ألمانيا منذ بدء الهجوم الروسي وصول أكثر من 967 ألف لاجئ أوكراني.
صاروخ روسي قرب طائرة بريطانية
وفي سياق ذي صلة، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الخميس، إنه لا يعتبر إطلاق صاروخ من طائرة روسية قرب طائرة بريطانية تقوم بدوريات في المجال الجوي الدولي تصعيداً متعمداً.
وأبلغ بن والاس للبرلمان، "لا نعتبر ذلك تصعيداً متعمداً من الروس تحليلنا يؤكد أنه كان عطلاً".
وأضاف، "مع ذلك إنه تذكير بمدى الخطورة عندما تختار استخدام مقاتليك بالطريقة التي فعلها الروس على مدى فترات زمنية طويلة".
وقال بن والاس إن طائرة روسية أطلقت صاروخاً بالقرب من طائرة بريطانية كانت تقوم بدورية في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود.
ونوه إلى أن مقاتلتين روسيتين اعترضتا طائرة عسكرية بريطانية غير مسلحة كانت في مهمة روتينية فوق البحر الأسود في الـ 29 من سبتمبر، مبيناً أن روسيا بررت هجومها على طائرتنا فوق البحر الأسود بأنه خلل فني.
انتهاكات الفودكا
قالت المفوضية الأوروبية، الخميس، إن 20 زجاجة من الفودكا أرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني بمناسبة عيد ميلاده تنتهك العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو بعد اجتياح أوكرانيا.
وأثار برلسكوني، المقرر أن يشارك حزبه "فورزا إيطاليا" في الحكومة الائتلافية الجديدة، الجدل هذا الأسبوع عندما قال إنه عاود التواصل مع بوتين وتبادل معه رسائل لطيفة أخيراً.
وبحسب تسجيل صوتي نشرته وكالة "لابريس" للأنباء، قال برلسكوني، الذي أتم (86 سنة) الشهر الماضي، لأعضاء حزبه في مجلس النواب "بمناسبة عيد ميلادي أرسل لي 20 زجاجة فودكا ورسالة لطيفة للغاية".
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بيان إن حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تم الاتفاق عليها في أبريل (نيسان) مددت حظر استيراد البضائع الروسية لتشمل المشروبات الروحية، بما في ذلك الفودكا، مضيفاً أنه لا يوجد إعفاء للهدايا.
ومع ذلك فإن الأمر متروك للدول الأعضاء في الاتحاد لتنفيذ العقوبات، ولم يتضح على الفور ما إذا كان سيتم اتخاذ أي إجراء لمتابعة المسألة من قبل السلطات الإيطالية.
ورداً على تعليقات برلسكوني حول بوتين والحرب في أوكرانيا، قالت جيورجيا ميلوني التي من المتوقع أن تكون رئيسة وزراء إيطاليا المقبلة، الأربعاء، إن حكومتها الجديدة ستكون مؤيدة لحلف شمال الأطلسي وجزءاً أساساً من أوروبا.