Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يعاقب المسؤولين عن القمع في إيران

مصادر دبلوماسية تؤكد موافقة الدول الـ 27 على القرار ويتم تأكيده الاثنين المقبل في اجتماع وزراء الخارجية

وافقت الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على معاقبة المسؤولين الايرانيين الضالعين في قمع التظاهرات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا اميني، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية اليوم الاربعاء.

وقالت المصادر نفسها إن الاتفاق السياسي الذي توصل اليه سفراء الدول في بروكسل يجب ان يؤكده وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم الاثنين في لوكسمبورغ.

وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية الأربعاء، 12 أكتوبر (تشرين الأول)، أن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وصف التظاهرات المناهضة للحكومة بأنها "أعمال شغب متفرقة" من تدبير الأعداء.

وقال خامنئي "أعمال الشغب المتفرقة تلك هي تدبير أخرق من جانب العدو ضد التطورات العظيمة والإبداعية للشعب الإيراني".

وانتشرت احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني (22 سنة) أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في أنحاء إيران في الأسابيع الأربعة الماضية.

احتجاجات المحامين وتواصل الإضراب العام

وقد أظهرت صور نشرها ناشطون تجمعا احتجاجيا وسط طهران لنقابة المحامين الإيرانيين وهي من كبرى المؤسسات المدنية في البلاد، وقد أطلق المشاركون في التجمع الشعار الأبرز في الانتفاضة: ": المرأة والحياة والحرية".

 

واستمر الإضراب العام في عدد من المدن الإيرانية خاصة في إقليم كردستان إذ شهدت بعض المدن مثل سنندج وسقز وبانه ومريوان مشاركة واسعة لأصحاب المحلات التجاربة في الإضراب، ومن المدن المشاركة في الإضرابات مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني.
 

 

مواصلة الاحتجاجات
 
دعت جهات عدة، لا سيما طلابية، إلى مواصلة الاحتجاجات، الأربعاء، ومن المتوقع أن تكون جامعة طهران إحدى ساحات هذه الاحتجاجات.

وتتواصل سلسلة الشخصيات الدولية المؤيدة لتحركات فئات واسعة من الشعب الإيراني، ومنها أوبرا وينفري، مقدمة البرامج الأمريكية ، نازانين فنادي الممثلة الإيرانية الأميركية، وآنا مايا هنريكسون وزيرة العدل في فنلندا، وفريق كرة القدم الوطني السويدي للسيدات.

واستمرت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في إيران، الثلاثاء 11 أكتوبر، وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي دبابات تُنقل إلى المناطق الكردية التي كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني لدى احتجاز الشرطة لها.

واجتاحت الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط المؤسسة الدينية أنحاء إيران منذ وفاة أميني، وهي امرأة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاماً، في 16 سبتمبر (أيلول) أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" في طهران.

وتشن السلطات حملة قمع دامية. وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي شاحنات تنقل دبابات خضراء داكنة إلى مناطق كردية.

وتصاعد التوتر بشكل خاص في المناطق الكردية التي تنحدر منها أميني. وتقول منظمات حقوقية، إن الأقلية الكردية في إيران، والتي يزيد عددها على 10 ملايين شخص تتعرض للاضطهاد منذ فترة طويلة، وهو اتهام تنفيه طهران.

 

108 قتلى

قتل 108 أشخاص على الأقل خلال الحملة الأمنية التي تشنها إيران منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على تظاهرات في أنحاء البلاد، أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، بحسب ما أعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقراً.

كما قتلت قوات الأمن الإيرانية 93 شخصاً آخرين على الأقل خلال مواجهات منفصلة في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، على ما أضافت المنظمة في بيان.

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية (22 سنة) في الـ 16 من سبتمبر، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، لعدم التزامها بقواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية.

وفي الـ 30 من سبتمبر اندلعت أعمال العنف في زاهدان خلال احتجاجات غاضبة إثر تقارير عن اغتصاب قائد شرطة في المنطقة لمراهقة.

وعبرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، الثلاثاء، عن قلقها إزاء حجم القمع في مدينة سنندج، عاصمة محافظة كردستان، المنطقة التي تنحدر منها أميني غرب إيران.

وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم في بيان الأربعاء، إن "على المجتمع الدولي أن يمنع وقوع مزيد من القتل في كردستان بإصدار رد فوري".

وأضافت المنظمة أن التحقيق الذي أجرته حول القمع في كردستان عرقلته قيود الإنترنت، وحذرت من "قمع دموي وشيك" للمتظاهرين بالمحافظة الواقعة غرباً.

وشهدت مدينة سنندج بمحافظة كردستان احتجاجات واسعة وحملة قمع دموية خلال الأيام الثلاثة الماضية بحسب ما قالت المنظمة، مضيفة أن حصيلة القتلى التي أعلنتها لا تشمل الذين قتلوا خلال تلك الفترة.

وقالت المنظمة كذلك إنها سجلت لغاية الآن 28 وفاة في محافظة مازندران، و14 في كردستان، و12 في غيلان وأذربيجان الغربية، و11 في محافظة طهران.

وأكدت أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت عدداً من الأطفال الذين كانوا يتظاهرون في الشارع والمدارس خلال الأسبوع الماضي.

وقال أميري مقدم إن "الأطفال لديهم الحق القانوني بالتظاهر، والأمم المتحدة ملزمة بالدفاع عن حقوق الأطفال في إيران بممارسة ضغط على الجمهورية الإسلامية".

وأوضحت المنظمة أن حصيلتها لا تشمل ست وفيات وقعت، وفق تقارير، خلال احتجاجات داخل سجن رشت المركزي شمال إيران الأحد، مؤكدة أنها تواصل التحقيق في القضية.

وقالت إن عمالاً انضموا إلى إضرابات وتظاهرات تشهدها البلاد في منشأة عسلوية للبتروكيماويات جنوب غربي إيران، وفي عابدان غرباً وبوشهر جنوباً.

اتهامات بإثارة الشغب

وفي السياق، وجه القضاء الإيراني اتهامات إلى أكثر من 100 شخص من مثيري الشغب على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني، وفق ما أفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الأربعاء.

ونقل الموقع عن مسؤولين قضائيين قولهم إنه تم اتهام 60 شخصاً في طهران و65 آخرين في محافظة هرمزكان، وهم موقوفون لضلوعهم في أعمال شغب وقعت أخيراً، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ وفاة أميني.

السجن لسياسي إصلاحي

من ناحية أخرى أصدر القضاء الإيراني حكماً بالسجن خمسة أعوام بحق السياسي الإصلاحي مصطفى تاج زادة (65 سنة) الموقوف منذ يوليو (تموز) بتهمة تقويض أمن الدولة، وفق محاميه.

وأوقف تاج زادة الذي يعد من أبرز وجوه التيار الإصلاحي والمعروف بمواقفه المنتقدة للسلطات الإيرانية في منزله يوم الثامن من يوليو الماضي على خلفية العمل ضد الأمن القومي، وبدأت محاكمته في أغسطس (آب).

وكتب محاميه هوشنك بور بابائي عبر "تويتر" ليل الإثنين - الثلاثاء، "تمت إدانة موكلي مصطفى تاج زادة والحكم عليه بالسجن خمسة أعوام للتآمر ضد الأمن، وعامين لنشر الأكاذيب، وعام للدعاية ضد النظام السياسي".

وأضاف أن هذه الأحكام "نهائية وقيد التطبيق" نظراً إلى أن موكله لم يتقدم بطلب استئناف، مشيراً إلى أنه من إجمال الأعوام الثمانية سيقضي العقوبة الأشد وهي خمسة أعوام، وفق ما تقتضيه القوانين النافذة في إيران.

وعرف تاج زادة خلال الأعوام الأخيرة بمواقفه المنتقدة للسلطات، وشغل منصب نائب وزير الداخلية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997 - 2005)، وتقدم إلى الانتخابات الرئاسية عام 2021، لكن مجلس صيانة الدستور لم يصادق على ترشحه مما حال دون خوضه السباق الرئاسي الذي انتهى لمصلحة المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدأت المحاكمة في الـ 13 من أغسطس "في الفرع (15) للمحكمة الثورية" في طهران، وفق ما أفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.

وأكدت زوجة تاج زاده الناشطة الإصلاحية فخر السادات محتشمي نبأ الحكم بحقه مبدية أسفها لبقائه "في الحبس الانفرادي على رغم مرضه".

وسبق لتاج زادة أن أدخل السجن عام 2009 على هامش الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وتمت إدانته بالمساس بالأمن القومي والدعاية ضد النظام السياسي للجمهورية الإسلامية.

ومنذ الإفراج عنه عام 2016 طالب السلطات الإيرانية مراراً بمنح الحرية لقائدي احتجاجات عام 2009 مهدي كروبي ومير حسين موسوي الخاضعين للإقامة الجبرية منذ أكثر من 10 أعوام.

وخلال الأعوام الماضية عمل تاج زادة من أجل إجراء تغييرات هيكلية واتخاذ إجراءات لتعزيز الديمقراطية في الجمهورية الإسلامية.

وفي أغسطس الماضي دعت "الجبهة الإصلاحية"، وهي أبرز تكتل إصلاحي في الجمهورية الإسلامية، إلى "الإفراج عن تاج زاده في أقرب وقت ممكن"، وذلك عبر رسالة مفتوحة إلى السلطة القضائية، مشددة على أنه "لم يقم سوى بالإدلاء بآرائه وتحليلاته".

إطلاق نار وصراخ

وأفادت مجموعة "هنجاو" لحقوق الإنسان عن نشوب "صراع شديد" الثلاثاء بين المتظاهرين وقوات الأمن في ثلاث مدن في إقليم كردستان، وهي سنندج وبانه وسقز حيث دفنت أميني الشهر الماضي.

وذكرت هنجاو أن المحتجين في سقز أضرموا النار في تمثال لأعضاء بالحرس الثوري الإيراني.

وفي مقطع فيديو نشرته مجموعة "تصوير1500" على "تويتر" من سنندج، أمكن سماع إطلاق للنار وصراخ سيدات. 

ولقي ما لا يقل عن 185 شخصاً، بينهم 19 قاصراً حتفهم، وأُصيب المئات واعتقلت قوات الأمن الآلاف، بحسبما قالت منظمات حقوقية. وتقول الحكومة الإيرانية إن أكثر من 20 من قوات الأمن قتلوا.

وقالت السلطات، إنها ستحقق في مقتل المدنيين. وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان، إن قوات الأمن قتلت 30 محتجاً على الأقل وأصابت 825 آخرين واعتقلت أكثر من ألفين في المناطق ذات الغالبية الكردية.

وأنحت السلطات الإيرانية باللوم في أعمال العنف على أعداء بمن فيهم معارضون مسلحون من الأكراد الإيرانيين بعد أن هاجم الحرس الثوري قواعدهم في العراق المجاور عدة مرات خلال أحدث الاضطرابات.

وكرر وزير الداخلية أحمد وحيدي الاتهامات بأن الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة تدعم الاحتجاجات وقال، إن قوات الأمن "ستعمل على تحييد الجهود اليائسة المناهضة للثورة".

قطاع الطاقة

استمرت الاضطرابات في ساعة متأخرة من مساء الإثنين وخلال الليل بعد أن امتدت المظاهرات إلى قطاع الطاقة الحيوي في البلاد، وفقاً لما أظهرته مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلنت قناة مجلس تنظيم احتجاجات عمال عقود النفط توقيف عدد من المتظاهرين خلال إضراب عمال "عسلوية"، وفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال".

وقال الموقع، إن نقابة عمال "هفت تبه" لقصب السكر نشرت بياناً أعربت من خلاله عن دعمها إضراب عمال النفط والبتروكيماويات.

ووصفت هذه النقابة الإضرابات بأنها "أمل وحياة جديدة" وطالبت قطاعات العمل والإنتاج الأخرى بالانضمام إلى الإضراب.

وقال حساب "تصوير 1500" على "تويتر"، إن حركات إضراب نُظمت بمنشآت الطاقة في جنوب غربي إيران لليوم الثاني الثلاثاء، إذ احتج العمال في مصفاة نفط عبادان، وكانجان ومنشأة بوشهر للبتروكيماويات.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على الحساب عشرات العمال وهم يهتفون "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.

وقال مسؤول في المنطقة، الثلاثاء، إن العمال في مصنع عسلوية كانوا غاضبين بسبب خلاف يتعلق بالأجور وليس بسبب وفاة أميني.

ونقلت قناة وكالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية للأنباء على "تيليغرام" عن علي هاشمي حاكم عسلوية القول، إن بعض الإيرانيين حاولوا استغلال احتجاجات العمال عبر ترديد شعارات ضد الحكومة.

دور محوري للطلاب

ولعب طلاب الجامعات دوراً محورياً في الاحتجاجات، حيث نظموا إضراباً في عشرات الجامعات.

وأظهر مقطع فيديو نشره "تصوير 1500" متظاهرين يضرمون النار في مكتب إمام مُصلى في مدينة فولادشهر بأصفهان وسط البلاد.

ودفعت حملة القمع التي تشنها السلطات على المحتجين بعض الدول الغربية إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران، مما أثار توتراً دبلوماسياً في وقت توقفت فيه محادثات إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الثلاثاء، إن هناك خمسة فرنسيين محتجزين الآن في إيران، وإن الاتحاد الأوروبي وافق على الجوانب الفنية لفرض عقوبات على طهران تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل.

وانتقدت فرنسا إيران في السادس من أكتوبر واتهمتها باتباع "ممارسات ديكتاتورية" واحتجاز مواطنيها رهائن بعد بث فيديو يظهر فيه فرنسي وفرنسية يعترفان بالتجسس.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط