Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحلة جورج البهجوري الفنية تحط في غاليري بيكاسو

يرسم أعماله بخط متصل لا يتوقف إلا حين يكتمل

لوحة في معرض جورج البهجوري (خدمة المعرض)

يستضيف غاليري بيكاسو للفنون في القاهرة معرضاً لأعمال الفنان المصري البارز جورج البهجوري، ويسلط المعرض الضوء على مسيرة البهجوري الفنية عبر عرض نماذج من أعماله المختلفة، ويتيح المعرض فرصة التطلع إلى تجربة البهجوري مع الفن ورحلته الممتدة مع الصورة، هذه الرحلة التي بدأها قبل تخرجه في الفنون الجميلة في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.

 عمل البهجوري رسام كاريكاتير في مجلة "روزاليوسف" قبل تخرجه بسنوات، وعاصر أثناء عمله في رسم الكاريكاتير مجموعة من كبار المشتغلين في هذا المجال لعل أبرزهم الشاعر المعروف صلاح جاهين، وكان رساماً للكاريكاتير كذلك في المجلة نفسها، في "روزاليوسف" استفاد الفنان من ممارسته الرسم بشكل يومي، فقد أعطاه الكاتب إحسان عبد القدوس صفحتين تحت عنوان "أخبارهم على وجوههم"، فكان يرسم بورتريه للشخصية التي يدور حولها الخبر، وكانت الصفحتان تضمان على الأقل عشرة أخبار وعشرة بورتريهات، فأكسبه هذا التدريب اليومي تمرساً على رسم الوجوه والشخصيات.

 

كان لاستغراق البهجوري في مجال الكاريكاتير أثر في تجربته بلا شك، لكنه كان دافعاً كذلك لشق طريقه في عالم الفن بتغيير مساره، لقد دفعه ذلك التخوف من الاستغراق في هذا المجال كما يقول، إلى محاولة تجاوزه والانتقال بفنه إلى مرحلة مختلفة، من أجل هذا سافر البهجوري إلى باريس في منتصف السبعينيات لإقامة معرض هناك، لكنه  قرر الاستقرار في العاصمة الفرنسية وامتدت هذه الإقامة لسنوات، ومن هناك عاد الفنان من جيد إلى مساحة اللوحة، وابتعد قليلاً من الرسم الكاريكاتيري، لكنه لم يبتعد مطلقاً من حس الطرافة والمفارقة اللتين  تميزان أعماله وشخصيته. ظلت العناصر المرسومة في أعماله محتفظة بالمبالغة نفسها، واستمر اعتماده على الخط في تشكيل مفرداته ورسم ملامح أعماله التصويرية.

 يقول البهجوري، سفري إلى باريس كان أشبه بالميلاد الجديد بالنسبة إلي، فقد شبعت من العطاء للصحافة حتى كدت أن أنسى الفنان صاحب اللوحات، وأردت أن أعود إلى اللوحة مرة أخرى.

 

يرسم البهجوري عناصره بخط متصل لا يتوقف إلا حين يكتمل، تتشكل غالبية أعمال البهجوري وفق طريقة البناء هذه حتى وإن لم يظهر الخط على نحو صريح، لكن الاشتباك والفواصل بين المساحات تشي به حتماً.

 

ولا يقتصر المعرض القاهري على أعمال التصوير فقط، بل يتضمن أيضاً عدداً من أعمال النحت التي أنجزها البهجوري في فترات سابقة، وعلى رغم قلة الأعمال التي أنجزها البهجوري في مجال النحت إلا أنه يشير إلى ولعه بالتجريب والمغامرة، ومن بين المغامرات الكثيرة التي خاضها البهجوري خلال مسيرته يحب دائماً الحديث عن مغامرته مع الكتابة، فهو يجيد التعبير بالكلمة عن نفسه كما يجيد الرسم، وينظر البهجوري إلى تجربته مع الكتابة كنوع من المغامرة، بخاصة أنه خاض غمارها بعد سن الستين، لكنها مغامرة لم تنته حتى اليوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا تقل كتابات البهجوري طرافة وخفة عن رسومه الكاريكاتيرية، فكأنه استبدل الكاريكاتير بالكتابة، وتمثلت أول تجاربه تلك في كتاب يروي فيه سيرته الذاتية تحت عنوان "يوميات فلتس". يقول البهجوري، فلتس هو اسم شعبي في العائلة القبطية، وكان منتشراً في عائلتي، لذا أسميت روايتي الأولى أيقونة فلتس مشيراً لنفسي، أما أبطال الرواية فهم أبي وزوجة أبي وعمي وأقاربي. كتب عن هذه الرواية وباركها شيخ النقاد علي الراعي، كما كتب عنها أيضاً إدوارد الخراط وآخرون.

بعد هذا الكتاب لم يتوقف البهجوري عن الكتابة، فقد صدرت له مجموعة كتب أخرى يروي من خلالها بالرسم والكتابة تجاربه المختلفة مع الحياة، منها أيقونة باريس، وبهجر في المهجر.

ولد الفنان جورج البهجوري في مدينة الأقصر جنوب مصر عام 1932 وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1955 واستكمل دراسته في باريس وحصل على دبلوم في فن الرسم من معهد لوس أنجليس للفنون، وأقام لأعماله أكثر من ثلاثين معرضاً فردياً، وشارك بأعماله في عديد من المعارض والأنشطة المحلية والدولية، وله أكثر من ستة إصدارات مطبوعة بين الرواية والسيرة الذاتية والانطباعات المرسومة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة