Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي يصطف مع رواية السعودية ضد بايدن

اتهم البيت الأبيض المملكة بدعم روسيا والرياض تثبت عملياً عكس ذلك بلسان أوكرانيا 

الأمير محمد بن سلمان التقى بايدن خلال زيارة الأخير إلى السعودية في يوليو الماضي (أ ب)

لا يبدو أن عاصفة "القبضة" تكفي الرئيس الأميركي جو بايدن في اختبار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ فاحتاج الأمر إلى مباراة أخرى، إذ رأى أميركيون وليس فقط السعوديون أن رجل السعودية القوي قلب فيها الطاولة على زعيم الحزب الديمقراطي. 

قد تبدو في الأمر مبالغة، قبل أن يأتي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه ليشكر الأمير محمد بن سلمان على أكثر من جهد قام به شخصياً لصالح أوكرانيا في جوانب عدة. 

وقال في تغريدة له على "تويتر" "تحدثت إلى ولي عهد السعودية محمد بن سلمان فشكرته على دعم وحدة أراضي أوكرانيا، بالتصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى التعاون في إطلاق سراح أسرى الحرب. اتفقنا على تقديم مساعدات مالية لأوكرانيا"، ومثله فعل سفيره لدى الرياض الذي أكد المضامين نفسها.

الانتخابات النصفية

لم يكن ذلك في واقع الأمر الضربة الأولى التي تتلقاها رواية بايدن وفريقه من السعودية؛ إذ كان تسريب الرياض مناشدة بايدن لها تأجيل قرار "أوبك+" شهراً واحداً، كما أشار بيان وزارة الخارجية السعودية، حجراً ثقيلاً آخر ألقاه الأمير الشاب في تقدير وسائل إعلام غربية في مياه بايدن المتلونة، وهو يخلط بين السياسي والاقتصادي، معتبراً بواعث قلقه من خفض "أوبك+" إنتاجها تارة لزعم أنها تدعم روسيا ضد أوكرانيا وأخرى خشية دفع الأسواق لمزيد من التضخم، قبل أن ينكشف وفق المحللين أن الغاية خشية التأثير على موقع حزب الرئيس في الانتخابات النصفية الشهر المقبل، ما قيل إنه قلب السحر على الساحر.

تأكيد سعودي

وكانت وكالة الأنباء السعودية "واس" أكدت هي الأخرى الرواية الأوكرانية وقالت، إن رئيس مجلس الوزراء السعودي بين في اتصاله مع زيلينسكي أن "تصويت السعودية لصالح القرار نابع من دعمها الالتزام بالمبادئ الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتأكيدها احترام سيادة الدول، ومبادئ حسن الجوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما عبر الرئيس الأوكرانى عن شكره وتقديره لاستعداد الأمير محمد بن سلمان للاستمرار في "جهود الوساطة الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة... وعلى قرار القيادة السعودية بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بـ400 مليون دولار، التي ستسهم في تخفيف معاناة المواطنين الأوكرانيين في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد"، مؤكداً أن المساعدات هذه "دليل على ما يوليه ولي العهد من حرص للإسهام في تخفيف المعاناة الإنسانية، ولن ينسى الشعب الأوكراني هذه المواقف الإنسانية النبيلة التي تثبت صداقة السعودية لأوكرانيا"، بينما جدد الجانب السعودي التأكيد على موقفه "الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة التصعيد، واستعداد السعودية للاستمرار في جهود الوساطة".

ومع أن المبادرة السعودية ليست الأولى من نوعها في سياق التفاعل الإيجابي مع تحديات الحرب في أوكرانيا، فإن أهميتها هذه المرة تعود إلى ما تقوله عن انكشاف زيف رواية البيت الأبيض وفق تقدير السعوديين، فلا يمكن أن يتهم زيلينسكي بأنه "عميل روسي"، كما يرى الساخرون.

تراجع أميركي

وكانت إدارة بايدن استدركت لهجتها الاستعلائية التي أثارت غضب السعودية، وبدأت الخارجية الأميركية تعيد التذكير بأهمية علاقات البلدين، في اتجاه قد يكون من بين أسبابه بحسب المراقبين، اتجاه الرأي العام الأميركي إلى تلمس خيوط اللعبة التي يريد بايدن واليسار إيقاعهم في فخها. 

لكن تصاعد لهجة السجال بين الرياض وواشنطن على الرغم من تجددها، فإن الجانبين وفق "رويترز" يواجهان قيوداً في كيفية الضغط على بعضهما عملياً، بحسب مقابلات أجرتها مع محللين في الخليج، "فلن ترغب واشنطن في فعل أي شيء للمخاطرة بأمن قطاع النفط في الرياض، وأي ضرر قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل متصاعد وربما يدفع السعودية إلى الاقتراب من الصين وروسيا" في وقت لا تنكر فيه السعودية أيضاً أهمية علاقاتها التاريخية مع أميركا لكلا البلدين والمنطقة والعالم.

وقالت وزارة الخارجية السعودية على "تويتر" الخميس 13 أكتوبر (تشرين الأول)، إن السعودية ترفض أي إملاءات قائلة، إن الرياض تعمل على "حماية الاقتصاد العالمي من تقلبات سوق النفط".

وكان بايدن قطع في حملته الانتخابية وعداً بجعل السعودية "دولة منبوذة" إلا أن مصالح بلاده دفعته إلى الرياض في 15 يوليو (تموز) الماضي للقاء القيادة السعودية، فصارت تحية الأمير له بـ"القبضة" أيقونة يتداولها الإعلام الغربي للدلالة على تمسك الرياض بمواقفها أمام تذبذب السياسة الأميركية نحو دول المنطقة.

المزيد من تقارير