Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرية والتغيير... لهذه الأسباب قبلنا اللقاءات المباشرة مع المجلس العسكري

بابكر فيصل: لا يمكن أن تمضي الوساطة إلى الأمام من دون تفاوض وجهاً لوجه

استأنف المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان وقادة حركة الاحتجاج مساء الأربعاء الثالث من يوليو (تموز) المفاوضات بشأن تشكيل هيئة انتقالية، والتقى ثلاثة عسكريين بينهم نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" وخمسة ممثلين عن "تحالف الحرية والتغيير" الذي يقود الاحتجاجات، بحضور الوسطاء من أثيوبيا والاتحاد الأفريقي في فندق في الخرطوم.

وهكذا، فإن قوى الحرية والتغيير السودانية تتجه إلى طريق العمل السياسي والتفاوضي بصورة جادة، عقب إعلانها رسمياً استجابتها لدعوة الوساطة الأفريقية الإثيوبية المشتركة، ودخولها في لقاءات مباشرة مع المجلس العسكري الانتقالي تحسم في الأيام القليلة المقبلة.

اللقاءات المباشرة بين الطرفين جاءت بعد تغيير كبير في موقف المعارضة الرافض للجلوس مع العسكريين الذين يديرون البلاد، بحجة عدم الثقة فيهم بعد إقدامهم على فض اعتصام المدنيين، أمام مقر الجيش الشهر الماضي.

لا مجال لإهدار مزيد من الوقت

وفي هذا الصدد قال القيادي بالحرية والتغيير بابكر فيصل لـ "اندبندنت عربية"، "تغيير في موقفهم الرافض جاء استجابة لطلب الوسيطين الأفريقيين محمد الحسن ولد لبات، والإثيوبي محمود درير، اللذين أبلغاهما بأن وساطتهما وصلت مرحلة لا يمكن معها أن تمضي للأمام من دون أن تعقد لقاءات في مكان واحد بين الطرفين ليتناقشا بصورة مباشرة تتيح للوساطة سماع الطرفين في الوقت ذاته، وتقديم مقترحاتهما لحل النقاط الخلافية من دون الحاجة للرجوع إلى كل طرف على حدة، ومن وجهة نظري، ذلك أمر مهم، فهو يحسم النقاط بصورة واضحة وسريعة، إذ لا مجال لإهدار المزيد من الوقت وزيادة معاناة الشارع السوداني من الفراغ الدستوري والتنفيذي منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي".

إعطاء مساحة للحل الدبلوماسي

وحول تباعد مكونات قوى الحرية والتغيير في مواقفها بعد تسريبات رشحت بأن مواقف التحالف غير موحدة، إذ قال تحالف قوى الإجماع الوطني أحد مكونات الحرية والتغيير إنه رافض لتلك اللقاءات المباشرة، قال فيصل "نحن بعد أن تلقينا طلب الوسيط بعقد تلك اللقاءات عقدنا اجتماعاً ضم كل ممثلي قوى الحرية والتغيير، جرت خلاله مناقشة الآراء الرافضة للقاءات المباشرة والأخرى المؤيدة، وبعد التباحث أُقر مبدأ إعطاء مساحة للحل الدبلوماسي والتفاوضي حتى يفضي إلى نتيجة تحقق للجميع مطالبهم من دون إقصاء أحد، كما تفهمنا رؤية الوسيطين اللذين أعلنا لنا بوضوح أنهم غير قادرين على مواصلة التفاوض على الرغم من التقدم الكبير الذي أحدثاه، وذلك أمر مهم بالنسبة لنا".

وعن تعطيل مسار التصعيد والاتجاه نحو الخيارات السلمية، أوضح فيصل أننا "لن نتوقف عن برامجنا الاحتجاجية التي أعلناها الإثنين الماضي والتي تستمر حتى 14 يوليو (تموز) الحالي، وهو حق من حقوق الشعب وأيضاً هو خيارنا... ونحن نسير في الجانب السياسي والتفاوضي في مسارين متوازيين، كل واحد منهما يدعم الآخر، واضعين في الاعتبار أن للمعركة شقين هما الدبلوماسي والتصعيدي، ولهذا نريد أن يكون العمل محكماً بين الجانبين".

تقرير الوسيطين

وأشار القيادي بالحرية والتغيير بابكر فيصل إلى أن "أحد الأسباب التي دفعت للموافقة على اللقاءات المباشرة هو تقرير الوسيطين اللذين سيقدمانه لمجلس السلم والأمن الأفريقي الذي سيناقش أوضاع السودان في جلسته التي سيعقدها يوم الجمعة المقبل، وهو أمر مهم بالنسبة لنا، ونحن لا نريد أن نظهر أمام العالم أننا أصحاب الموقف المتصلب والمتعنت الرافض للجلوس".

وفي الجانب المتعلق بالملاحظات الست التي قدمتها قوى الحرية والتغيير للوساطة قال، "شملت بنداً مهماً تمثل في ضرورة تكوين لجنة للتحقيق في المجازر التي ارتكبت، وفض الاعتصام في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، على أن تكون اللجنة مستقلة برقابة أفريقية ودولية، وتلك نقطة مهمة يتحدث عنها الشارع السوداني ويعتبرها من أهم المطالب الثورية، وسلمنا تلك النقطة للوسيط الذي قال إنه أدرجها في مسودة الاتفاق وهو أمر جيد، كما قدمنا له خمس ملاحظات أخرى، هي ضرورة إعادة خدمات الإنترنت، ووقف ملاحقة قادة الحرية والتغيير، وتهيئة المناخ العام، وإطلاق سراح المعتقلين، وتلك نقطة سمعن أنها دخلت حيز التنفيذ، إضافة إلى تسليمنا المقترح المعدل للاتفاق مكتوباً من قبل سكريتارية الوساطة، نعم نحن اطّلعنا عليها لكن بصورة غير رسمية".

وأكد فيصل أنهم "ينتظرون الردود على تلك الملاحظات من قبل الوساطة خلال الساعات المقبلة، وعلى ضوئها سنقرر هل سنعقد الاجتماعات المباشرة ومتى، على أن تقيد تلك المفاوضات بإطار زمني قدره 72 ساعة، وحتى الآن لم نتسلم رأي الوساطة عن ذلك الإطار الزمني لكن لا أعتقد أنه سيتجاوز ذلك".

إلى نهاية الثورة

وفي الجانب المتعلق بلقاء نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو "حميدتي" مع قادة فصائل مسلحة في تشاد وإريتريا، أكد فيصل أنهم يعلمون طبيعة تلك اللقاءات.

وأوضح "نعلم أن المجلس عقد لقاءات منفصله مع بعض الحركات المسلحة، مثل قائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وممثل عن حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم، وليست لدينا مشكلة في ذلك، والحركات المسلحة أطلعتنا على تلك اللقاءات وقالوا لنا إنهم أكدوا للمجلس أنهم ملتزمون بالخط السياسي للحرية والتغيير، وأنه لا التفاف عليه، وأن المجلس العسكري سيكون واهماً إذا اعتقد أن تلك اللقاءات تعني التفافة علينا أو وضعنا أمام الأمر الواقع لكونه يمارس مهام قادة الدولة الحقيقيين لفرض سياسة الأمر الواقع، لأن ذلك يعني العودة إلى دائرة مفرغة لا تضيف شيئاً للجميع".

وفي ختام حديثه أكد فيصل أن "الشعب السوداني مصمم على أن يسير إلى نهاية طرق الثورة وعلينا دعمه حتى تتحقق غاياته، وسيعملون على تفاوض لا يفقد ما تحقق من مكاسب، خصوصاً أن المجتمع الدولي والإقليمي يقف إلى جانبنا الآن".

المزيد من العالم العربي