قال البيت الأبيض اليوم الأحد إن الولايات المتحدة ستواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة لكنه أحجم عن التعليق على انفجار تسبب في إلحاق أضرار بجسر للقطارات والمركبات بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لشبكة (إيه.بي.سي) "ليس لدينا ما نضيفه للتقارير المتعلقة بالانفجار الذي وقع على الجسر. ليس لدي أي شيء لأوضحه بهذا الشأن".
وتابع "ما يمكنني قوله هو أن السيد بوتين هو من بدأ هذه الحرب والسيد بوتين هو من بإمكانه أن ينهيها اليوم، ببساطة عن طريق نقل قواته إلى خارج البلاد".
وذكر أن كلا الجانبين بحاجة إلى إيجاد سبيل للتفاوض على إنهاء الحرب لكن الرئيس الروسي لم يظهر اهتماما بذلك.
وأضاف "على العكس... باستدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط ومن خلال ضمه سياسيا أو على الأقل محاولة ضم أربع مناطق أوكرانية، فقد أظهر كل دلالة على إصراره على التصعيد".
وأوضح أنه لهذا "السبب، وبمنتهى الصراحة، نتواصل كل يوم تقريبا مع الأوكرانيين وسنستمر في إمدادهم بالمساعدات الأمنية".
أوكرانيا تستعيد 1170 كيلومترا مربعا في خيرسون
وقالت متحدثة عسكرية اليوم الأحد إن أوكرانيا استعادت أكثر من 1170 كيلومترا مربعا من الأراضي في منطقة خيرسون الجنوبية منذ بدء هجومها المضاد على القوت الروسية في أواخر أغسطس (آب.)
وحققت أوكرانيا نجاحا باهرا بهجومها في شمال شرق البلاد، لكن لا تزال تواصل منذ فترة سعيها الدؤوب في الجنوب لإنهاء الوجود الروسي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
وقالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية إن أوكرانيا تحرز تقدما على جبهة خيرسون، لكن هناك الكثير مما يتعين القيام به لتأمين الأراضي المستعادة حديثا.
وأضافت للتلفزيون الوطني الأوكراني "العمل مستمر لتوحيد الأراضي وتطهيرها والقيام بعمليات تثبيت الوضع بينما نواجه العديد من المفاجآت التي خلفها المحتلون (الروس) عندما ندخل التجمعات السكنية".
وقالت هومينيوك "منذ بداية الهجوم المضاد وحتى اليوم، تم تحرير أكثر من 1170 كيلومترا مربعا في اتجاه خيرسون".
قصف على زابوريجيا
واستهدفت عمليات قصف روسية دامية مجددا مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، فيما أعلنت موسكو إعادة فتح جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة غداة انفجار كبير دمر جزءا منه.
وأدى القصف على زابوريجيا إلى سقوط ما بين 12 و17 قتيلا بحسب أرقام مختلفة، وذلك بعد ثلاثة أيام على قصف سابق تسبب بمقتل 17 شخصا في المدينة.
وأعلن أناتولي كورتيف سكرتير مجلس بلدية زابوريجيا في حصيلة أولى "بعد هجوم ليلي بالصواريخ على زابوريجيا قتل 17 شخصا". وأوضح أن الضربات طالت منازل ومباني سكنية من عدة طبقات.
من جهته، أفاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن سقوط 12 قتيلا ونقل 49 شخصا بينهم ستة أطفال إلى المستشفى.
وكتب الرئيس الأوكراني في حسابه على تلغرام "لا معنى إطلاقا. الشر المطلق. إرهابيون ومتوحشون. من الذي أصدر هذا الأمر إلى الذي نفذه. كلهم يتحملون مسؤولية. أمام القانون وأمام الشعب".
وأضاف أن هذه الضربة الروسية "دمرت مساكن خاصة حيث كان أشخاص يعيشون، ينامون بدون أن يهاجموا أحدا".
كذلك أفاد المسؤول المحلي الأوكراني أولكسندر ستاروخ عن سقوط 12 قتيلا، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع في حال العثور على ضحايا آخرين تحت الأنقاض.
عودة الحياة في الجسر
واستؤنفت حركة القطارات والسيارات على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة بعد أن دمر جزئياً، السبت، بسبب انفجار كبير قالت موسكو، إنه ناجم عن شاحنة مفخخة.
وبدأ غواصون روس اليوم الأحد تفقد الأضرار التي خلفها الانفجار على الجسر.
ويعد جسر القرم منشأة أساسية ورمزاً لضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين إن "حركة القطارات على جسر القرم استؤنفت بالكامل"، من دون أن يحدد الوقت، وفق ما نقلت وكالة "ريا نوفوستي".
وأكد أن "جميع القطارات المقررة ستسير". وأوضح في حسابه على "تيليغرام" أن استئناف الحركة يشمل "قطارات الركاب والشحن". وقال "لدينا القدرات الفنية لذلك".
وقالت شركة "غراند سيرفيس إكسبرس" التي تشغل القطارات بين القرم وروسيا قبل ساعات، إن قطارين غادرا شبه الجزيرة في اتجاه موسكو وسان بطرسبورغ، موضحة على "تيليغرام" أن "القطارين سيعبران جسر القرم".
وأعلنت سلطات القرم، بعد ظهر السبت، استئناف حركة المرور للسيارات والحافلات على المسار الوحيد على الجسر الذي ظل سليماً "مع إجراءات تفتيش كاملة". وأكد خوسنولين ذلك، مشيراً إلى أن المسار الثاني سيعود إلى الخدمة "في المستقبل القريب". وأكد أن نتائج التحقيقات التي أجريت، السبت، على الأجزاء المتضررة ستعلن، الأحد.
وتتولى عبارات نقل البضائع بدل الشاحنات. وقال نائب رئيس الوزراء "لا نتوقع نقصاً".
وذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس" في وقت سابق أن حركة القطارات استؤنفت بالكامل للركاب والبضائع، لكن مع حدوث تأخير.
وأظهرت لقطات تم تداولها عبر الإنترنت انفجاراً قوياً مع مرور عربات عدة على الجسر من بينها شاحنة تشتبه السلطات الروسية بأنها كانت مصدر الانفجار.
وأظهرت لقطات أخرى قافلة عربات صهاريج مشتعلة في الجزء الذي يضم السكة الحديد من الجسر، وانهيار أقسام عدة من أحد مساري الطريق.
وبحسب المحققين، أسفر الهجوم الذي وقع السبت في الصباح الباكر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وهم سائق الشاحنة ورجل وامرأة كانا في سيارة قريبة وقت الانفجار وتم انتشال جثتيهما من المياه.
تغريدة ساخرة
ونشر مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك تغريدة ساخرة، صباح السبت، بدا فيها وكأنه يعترف بوقوع هجوم أوكراني على الجسر، ليعود لاحقاً ويشير إلى "ضلوع روسي".
واكتفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه، مساء السبت، بالإشارة إلى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا قائلاً "لسوء الحظ، كانت الأجواء غائمة في القرم"، من دون التطرق إلى الانفجار.
وقالت لجنة التحقيق، إنها تأكدت من هوية صاحب الشاحنة المفخخة، وهو من سكان منطقة كراسنودار في جنوب روسيا، موضحة أن التحقيقات جارية.
هذا الجسر الذي بني بتكلفة كبيرة بأوامر من الرئيس فلاديمير بوتين لربط شبه الجزيرة التي أعلنت موسكو ضمها بالأراضي الروسية، يستخدم خصوصاً لنقل معدات عسكرية للجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا.
وفي حال كانت أوكرانيا وراء الحريق والانفجار على جسر القرم، فذلك سيشكل ضربة لروسيا تتمثل بتمكن القوات الأوكرانية من إلحاق أضرار ببنية تحتية حيوية وبعيدة عن الجبهة.
وكتب بودولياك على "تويتر" "يجب تدمير كل شيء غير قانوني ويجب إعادة كل شيء مسروق إلى أوكرانيا".
ولاحقاً، نسب الانفجار في بيان نشرته الرئاسة إلى صراع داخلي بين جهاز الأمن الفيدرالي الروسي والجيش الروسي.
وقال بودولياك في البيان "من الملائم أن نلاحظ أن الشاحنة التي انفجرت، وفق كل المؤشرات دخلت الجسر من الجانب الروسي. إذاً، ينبغي البحث عن الأجوبة في روسيا. كل ذلك يشير بوضوح إلى ضلوع روسي".
في المقابل، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن ردود الفعل الأوكرانية تشير إلى "الطبيعة الإرهابية" للسلطات الأوكرانية.
الإمداد مستمر
من جهته، أكد الجيش الروسي الذي يواجه صعوبات على جبهة خيرسون في جنوب أوكرانيا، أن إمدادات قواته ليست مهددة، وأعلن أن "الإمداد يتم بشكل مستمر وكامل على طول ممر بري وجزئياً عن طريق البحر".
وقصفت أوكرانيا جسوراً عدة بمنطقة خيرسون في الأشهر الأخيرة لتعطيل الإمدادات الروسية، وكذلك قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم، وهي هجمات لم تعلن مسؤوليتها عنها إلا بعد أشهر.
وفي حين لم تتهم موسكو كييف مباشرة، دان رئيس برلمان القرم الذي أنشأته روسيا فلاديمير كونستانتينوف ضربة وجهها "مخربون أوكرانيون".
وحاول زعيم شبه الجزيرة سيرغي أكسيونوف طمأنة السكان بالقول، إن القرم لديها احتياطيات من الوقود تكفي لمدة شهر وطعام يكفي شهرين.
ولطالما أكدت روسيا أن الجسر آمن على الرغم من القتال في أوكرانيا لكنها هددت في الماضي كييف بالانتقام إذا هاجمت القوات الأوكرانية هذه البنية التحتية أو غيرها في شبه جزيرة القرم.
وقتل 17 شخصاً على الأقل، الأحد، في قصف على مدينة زابوريجيا (جنوب أوكرانيا)، بعد ثلاثة أيام على وقوع ضربات خلفت 17 قتيلاً أيضاً، وفق مصادر رسمية.
ومنذ مطلع سبتمبر (أيلول)، أجبرت القوات الروسية على التراجع في نقاط كثيرة على الجبهة. واضطرت خصوصاً للانسحاب من منطقة خاركيف (شمال شرق) والتراجع في منطقة خيرسون.
في مواجهة هذه النكسات أمام الجيش الأوكراني المتحمس والذي عززته إمدادات الأسلحة الغربية، أصدر الرئيس بوتين في نهاية سبتمبر مرسوماً بتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وأعلن ضم أربع مناطق أوكرانية علماً أن موسكو لا تسيطر عليها سوى جزئياً.
وفي مؤشر إلى استياء النخبة الروسية من مجريات العمليات، أعلنت موسكو، السبت، أنها عينت مسؤولاً جديداً لقيادة "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، هو الجنرال سيرغي سوروفكين (55 عاماً).
إلى ذلك أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السبت، أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية الأوكرانية، فقدت آخر مصدر تزويد خارجي بالكهرباء بسبب عمليات قصف جديدة وباتت تعتمد على مولدات الطوارئ.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة عبر الاتصال المرئي، السبت الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، إن القوات الأوكرانية تخوض قتالاً عنيفاً للغاية بالقرب مدينة باخموت الشرقية ذات الأهمية الاستراتيجية التي تحاول روسيا الاستيلاء عليها.
التقدم سيتباطأ
وعلى الرغم من أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على مساحات من الأراضي تبلغ آلاف الكيلومترات المربعة في الهجمات الأخيرة في الشرق والجنوب، فإن المسؤولين يقولون، إن التقدم سيتباطأ على الأرجح بمجرد أن تواجه قوات كييف مقاومة أشد وطأة.
مدينة باخموت
وحاولت القوات الروسية مراراً الاستيلاء على مدينة باخموت الواقعة على طريق رئيس يؤدي إلى مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك. وتقع المدينتان في منطقة دونباس الصناعية التي لم تسيطر عليها موسكو بالكامل بعد.
وقال زيلينسكي "نحن نحتفظ بمواقعنا في دونباس لا سيما في اتجاه باخموت، حيث أصبح القتال صعباً وعنيفاً للغاية الآن"، وكرر مناشدته الحلفاء الغربيين من أجل توفير كميات أكبر من الأنظمة المضادة للطائرات.
إطلاق الصواريخ
وتواصل القوات الروسية إطلاق الصواريخ على المدن الأوكرانية، وتتهمها كييف باستخدام طائرات مسيرة إيرانية انتحارية.
وقال مسؤول في مدينة زابوريجيا، جنوب البلاد، إن صاروخاً روسياً أصاب مبنى في ساعة متأخرة من مساء السبت.
وفي سياق منفصل، قال مسؤولون إن عدد القتلى جراء هجوم صاروخي روسي على زابوريجيا، الخميس، ارتفع إلى 18، وكان أفيد باستهداف المدينة (جنوب أوكرانيا)، بسبعة صواريخ، وفق ما أعلن مصدر رسمي أوكراني.
وقال الأمين العام لمجلس بلدية المدينة أناتولي كورتيف على تطبيق "تيليغرام" إن "الأنباء المحزنة تصلنا بفضل تحليل الأنقاض من المباني المتضررة من الهجوم. حتى الآن، ارتفع عدد القتلى إلى 14".
من جهتها قالت خدمة الطوارئ الأوكرانية، مساء السبت، إن الحصيلة ارتفعت إلى 17 قتيلاً بينهم طفل.
كارثة
وأصابت سبعة صواريخ زابوريجيا سقطت ثلاثة منها على وسط المدينة. ونسف مبنى يطل على الشريان الرئيس لهذه المدينة، بالكامل تقريباً، ولم يبق سوى الطابق الأرضي من طوابقه الخمسة، أما ما تبقى فقد أصبح ركاماً.
وهذه ليست أول كارثة تشهدها المدينة، ففي 30 سبتمبر (أيلول)، قتل 31 شخصاً في ضواحي زابوريجيا في موقف للسيارات سقط فيه صاروخ. وباستثناء شرطي، كان الـ30 الآخرون يسعون للعودة إلى الجزء الخاضع للسيطرة الروسية من أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني، الجمعة، على "تيليغرام" إن زابوريجيا "تتعرض لهجمات صاروخية ضخمة كل يوم"، مديناً "جريمة ترتكب عن وعي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقع مدينة زابوريجيا التي يسيطر عليها الأوكرانيون في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وأعلنت موسكو ضمها مع أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
وهي تبعد حوالى 60 كيلومتراً شمال شرقي محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي يحتلها الروس منذ بداية مارس (آذار)، وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصفها منذ أشهر.
التفاوض
في الأثناء، أكد أليكسي بولشوك رئيس الإدارة الثانية لرابطة الدول المستقلة لدى الخارجية الروسية، أن كييف عطلت عملية التفاوض مع روسيا بأمر من الدول الغربية التي لا تريد السلام في أوكرانيا، وشدد على أن روسيا كانت دائماً مستعدة للمفاوضات مع أوكرانيا، وفي نهاية فبراير (شباط)، استجابت لطلب السلطات الأوكرانية لبدئها.
أضاف "كانت أوكرانيا مستعدة لاتخاذ وضع الحياد الدائم والوضع غير النووي وغير التكتلي واجتثاث النازية ونزع السلاح مقابل ضمانات أمنية"، وأشار إلى أن أوكرانيا أوقفت المفاوضات عندما بدأت الخطوط العريضة المقبولة للاتفاق في الاصطفاف، وقال، "من الواضح أن ذلك حصل بأمر من أسيادهم الغربيين الذين لا يحتاجون إلى السلام".