Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن لا ترى "مؤشرات" إلى استعداد موسكو لاستخدام السلاح النووي

أوكرانيا تحصي مكاسبها في الجنوب وروسيا تؤكد صمودها

أعلن البيت الأبيض، الجمعة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أن الولايات المتحدة لا ترى سبباً لتغيير وضعها النووي، وليس لديها ما يشير إلى أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية قريباً.

ويأتي تصريح البيض الأبيض بعد أن حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من أن التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية في النزاع في أوكرانيا تعرض البشرية لخطر حرب "نهاية العالم" (أرماغدون) للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية في منتصف الحرب الباردة.

وقال بايدن في حفل لجمع التبرعات في نيويورك، "لم نواجه احتمال حدوث أرماغدون منذ كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية" في عام 1962، معتبراً أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لم يكن يمزح" عندما أطلق تلك التهديدات.

أضاف الرئيس الأميركي، "يوجد للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية تهديد مباشر باستخدام أسلحة نووية إذا استمرت الأمور على المسار الذي تسير عليه الآن".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية حين سئلت عن تصريحات بايدن "كان يؤكد ما قلناه، وهو مدى الجدية التي نتعامل بها مع هذه التهديدات" من روسيا.

100 مليون يورو من فرنسا لكييف

في سياق متصل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إنشاء "صندوق خاص" لتمكين أوكرانيا "من أن تشتري مباشرة من الجهات الصناعية لدينا العتاد الذي تحتاج إليه دعماً لجهدها الحربي".

وقال ماكرون للصحافيين في براغ إثر قمة للاتحاد الأوروبي "سنزود هذا الصندوق الخاص مئة مليون يورو كبداية".

أضاف أن المناقشات جارية، خصوصاً مع الدنمارك، لتقديم مزيد من مدافع قيصر العالية الدقة المحمولة على شاحنات إلى أوكرانيا، إضافة إلى 18 مدفعاً سبق أن قدمتها فرنسا.

وتابع "فرنسا تزود أوكرانيا بدعم عسكري منذ اليوم الأول بأنظمة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات".

ولفت إلى أن الصندوق الجديد سيتيح "التمكن من العمل مع القاعدة الصناعية للدفاع الفرنسي، ويعكس إرادتنا للعمل كأوروبيين والانضمام إلى هذا الجهد الجماعي لمساعدة أوكرانيا".

وسيعزز الصندوق بشكل كبير الدعم العسكري الذي تقدمه فرنسا لأوكرانيا عبر مبلغ الـ233 مليون يورو الذي أسهمت به فرنسا حتى الآن، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بما عرضه حلفاء آخرون.

والولايات المتحدة هي المورد العسكري الأكبر لأوكرانيا بحيث قدمت ما يعادل 25 مليار يورو، فيما قدمت بريطانيا ما قيمته أربعة مليارات يورو من الأسلحة والعتاد. أما بولندا فقدمت مساعدات تساوي قيمتها 1.8 مليار يورو.

وتشمل الشحنات المعروفة للعلن التي قدمتها فرنسا حتى الآن صواريخ مضادة للدبابات ومضادة للطائرات وناقلات جنود مدرعة ووقوداً ومعدات مشاة، إضافة إلى 18 صاروخ قيصر.

ولفت عديد من كبار المسؤولين الفرنسيين إلى أن مخزون فرنسا من المعدات العسكرية يبقى محدوداً على رغم زيادة باريس إنفاقها العسكري في السنوات الماضية وسعيها لأن يبلغ 44 مليار يورو في عام 2023.

ويمكن أن يستغرق تصنيع الأسلحة الحديثة مثل قطع المدفعية العالية الدقة والصواريخ سنوات، خصوصاً مع تعطيل سلاسل التوريد الذي يؤثر على صناعة بعض القطع وعلى الحصول على المواد الأولية.

وكان ماكرون قد أعلن، الخميس، أن باريس تدرس إرسال مدافع قيصر إضافية إلى أوكرانيا التي تحاول منذ أكثر من سبعة أشهر دحر الجيش الروسي عن أراضيها.

وفي مؤشر إلى انزعاج الكرملين استدعت موسكو السفير الفرنسي بيار ليفي، الخميس، بسبب تسليم فرنسا أسلحة لأوكرانيا.

توسيع اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية وتمديده

قال متحدث باسم الأمم المتحدة، الجمعة، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش وفريقه يعملان على توسيع نطاق اتفاق صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود وتمديده قبل انقضاء أجله في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).

أضاف المتحدث ستيفان دوجاريك إن فريق غوتيريش "يعمل بنشاط لإزالة العقبات الأخيرة أمام تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية".

تابع أن منسق المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث والمسؤولة التجارية البارزة في المنظمة الدولية ريبيكا جرينسبان سيسافران إلى موسكو في غضون أسبوع تقريباً لمناقشة الأمر.

"ضربات وقائية"

موسكو هاجمت من جهتها، الخميس، تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحدث فيها عن "ضربات وقائية" على روسيا، قبل أن توضح كييف أن رئيسها كان يتحدث عن عقوبات وقائية وليس عن ضربات وقائية.

وقال الرئيس الأوكراني، "ماذا الذي يتوجب على حلف شمال الأطلسي أن يفعله؟ القضاء على إمكان أن تستخدم روسيا أسلحة نووية. لكن خصوصاً، أوجه نداء جديداً إلى المجتمع الدولي، كما قبل 24 فبراير (شباط): ضربات وقائية ليعلموا (الروس) ماذا سيكون مصيرهم إذا استخدموا" أسلحة نووية.

ووجه كثير من المسؤولين الروس الكبار، مساء الخميس، انتقادات لتصريحات زيلينسكي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي إن "تصريحات مماثلة ليست سوى دعوة إلى البدء في حرب عالمية جديدة مع تداعيات وحشية وغير متوقعة".

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال بدوره الجمعة، إن تصريحات زيلينسكي "تؤكد الحاجة" لما أسماه "عملية خاصة" في أوكرانيا.

 

أوكرانيا تحصي مكاسبها

ويأتي ذلك في وقت أحصت أوكرانيا للمرة الأولى، الخميس، مكاسبها في الجنوب، كاشفةً أنها استعادت 500 كيلومتر مربع في أسبوعين، في وقت أكدت القوات الروسية أنها تُحافظ على صمود خطها الدفاعي.

ويشن الجيش الأوكراني هجوماً على جميع الجبهات منذ بداية سبتمبر، وقد استعاد بالفعل القسم الأكبر من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، ومناطق لوجيستية مهمة مثل إيزيوم وكوبيانسك وليمان. وفي المنطقة الأخيرة الواقعة في الشرق، وصل الجيش الروسي الذي كان شبه محاصر، إلى شفير كارثة.

وقال الرئيس الأوكراني، مساء الخميس، إنه منذ الأول من أكتوبر وفي منطقة خيرسون وحدها تم تحرير أكثر من 500 كيلومتر مربع من الأراضي وعشرات القرى.

دعوة للاستسلام

ودعا وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الجنود الروس إلى إلقاء سلاحهم، متعهّداً ضمان "حياتهم وسلامتهم".

وقال في تسجيل مصوّر توجّه فيه إلى الجنود الروس، "ما زال بإمكانكم إنقاذ روسيا من مأساة والجيش الروسي من الإذلال"، مضيفاً "نضمن الحياة والسلامة والعدالة لكل أولئك الذين يرفضون القتال فوراً. وسنضمن محاكمة جميع أولئك الذين أعطوا أوامر إجرامية". وأضاف، "تعرّضتم إلى الخداع والخيانة" من الكرملين.

وقال ريزنيكوف، "من الأسهل لهم أن يقولوا لكم إنكم قُتلتم كأبطال في معركة ضد جحافل الناتو (حلف شمال الأطلسي) المتخيّلة. صحيح أن بلدان الناتو تزودنا بالأسلحة، لكن الجنود الأوكرانيين هم الذين يهزمونكم بهذه الأسلحة". وأكد الوزير أن "الجنود الأوكرانيين لا يحتاجون إلى أراض روسية، لدينا ما يكفينا. ونستعيدها جميعها".

الهجوم المضاد

ومع تقدّم القوات الأوكرانية في خيرسون، طلب زيلينسكي الخميس أمام القادة الأوروبيين المجتمعين في براغ، مواصلة تقديم المساعدة العسكرية إلى كييف بحيث "لا تتقدم الدبابات الروسية نحو وارسو أو براغ"، مضيفاً "ينبغي معاقبة المعتدي".

وأكدت القوات الأوكرانية استعادة 29 بلدة من الروس منذ الأول من أكتوبر.

وأكد الجيش الروسي، في تقريره اليومي الخميس، أن "العدو أُبعد من خط دفاع القوات الروسية" في خيرسون.

وأشار إلى أن القوات الأوكرانية نشرت أربع كتائب تكتيكية على هذه الجبهة، أي عدة مئات من العناصر، و"حاولت عدة مرات اختراق الدفاعات" الروسية قرب دودتشاني وسوخانوفي وسادوك وبروسكينسكوي.

والجمعة، أعلنت القوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا، السيطرة على أراض قرب مدينة بخموت في منطقة دونيتسك. وقالت سرية منطقة دونيتسك العسكرية في بيان على "تلغرام"، "على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، حررت مجموعة من القوات من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وبدعم من القوات الروسية، كلا من أوترادوفكا وفيسيلايا دولينا وزايتسيفو".

الوضع العسكري "سيستقر"

وفي مواجهة انتكاسات الجيش الروسي في أوكرانيا والتعبئة الفوضوية في روسيا التي دفعت مئات آلاف الروس إلى الفرار، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن الوضع العسكري "سيستقر".

ووقع بوتين، الأربعاء، قانوناً يكرس ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية بعد إجراء "استفتاء" حول تحديد مصيرها، رغم أن موسكو لا تسيطر على هذه المناطق سوى بشكل جزئي، كما تواجه صعوبات فيها على المستوى العسكري.

بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه ستجري "استعادة" المناطق التي فُقدت.

"ماذا فعلتم؟"

وفي انتقاد علني نادر لكنه متزايد لكبار المسؤولين العسكريين الروس، قال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة المدعومة من روسيا في منطقة خيرسون، إن "الجنرالات والوزراء" في موسكو فشلوا في استيعاب المشكلات على الخطوط الأمامية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم يصدر تعليق حتى الآن من وزارة الدفاع الروسية. وبدأت حالة الاستياء تطفو حتى بين المذيعين الموالين للحكومة على التلفزيون الرسمي الحكومي.

وقال فلاديمير سولوفيوف، وهو أحد أشهر مقدمي البرامج الحوارية الروسية، عبر قناته، "أرجو أن تشرحوا لي ما هي الفكرة العبقرية لدى هيئة الأركان العامة الآن؟".

وتحدث عن القوات الأوكرانية قائلاً، "هل تعتقدون أن الوقت في صالحنا؟ لقد زادوا بشكل هائل كمية الأسلحة التي بحوزتهم... ولكن ماذا فعلتم أنتم؟".

تقدم في زحف واسع

وفي منطقة خاركيف الشمالية الشرقية حيث استعادت القوات الأوكرانية مساحة كبيرة من الأراضي في سبتمبر، قال المسؤول بالشرطة سيرغي بولفينوف إن السلطات عثرت على جثث 534 مدنياً بينهم 19 طفلاً بعد مغادرة القوات الروسية.

وشمل العدد الإجمالي 447 جثة عُثر عليها في إيزيوم. وقال بولفينوف إن المحققين عثروا على 22 "غرفة تعذيب". ولم يصدر تعليق بعد من روسيا.

وقال حاكم إقليمي الخميس إن صاروخاً دمّر مبنى سكنياً في مدينة زابوريجيا في المنطقة التي تحمل نفس الاسم والتي أعلنت روسيا ضمها. وقالت خدمة الطوارئ الأوكرانية في بيان، إن فرق الإنقاذ انتشلت 11 جثة وأنقذت 21 شخصاً من تحت أنقاض المباني التي دمرت في هجمات صاروخية هناك.

وفي كلمة عبر الإنترنت لندوة بشأن الأمن والطاقة عقدها منتدى "المجتمع السياسي الأوروبي"، اتهم زيلينسكي موسكو باستهداف الموقع نفسه مرتين لقتل فرق الإنقاذ التي وصلت بعد الهجوم الأول. وأضاف، "في زابوريجيا، بعد الضربة الصاروخية الأولى اليوم، عندما جاء الناس لرفع الأنقاض، شنت روسيا ضربة صاروخية ثانية. إنها خسة مطلقة، وشر مطلق".

وتقول روسيا إنها لا تستهدف المدنيين.

وأفادت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية بأن صاروخاً أوكرانياً أصاب حافلة في مدينة خيرسون التي تسيطر عليها روسيا، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة.

وقال الجيش الأوكراني في وقت مبكر من صباح الجمعة، إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الـ24 الماضية ثمانية هجمات صاروخية و15 هجوماً جوياً وأطلقت أكثر من 70 رشقة من قاذفات صواريخ متعددة الفوهات في خيرسون.

إنشاء منطقة حماية

واستقبلت كييف، الخميس، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الذي من المقرر أن يتوجه إلى موسكو.

وناقش المسؤول خصوصاً إنشاء "منطقة حماية" حول محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، والتي تُستهدف بانتظام بقصف يتبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات بشأنه.

وشدد غروسي على أن هذا المحطة الأكبر من نوعها في أوروبا، لا تزال "بالتأكيد" أوكرانية رغم استحواذ موسكو عليها رسمياً، الأربعاء، عبر مرسوم وقعه الرئيس فلاديمير بوتين.

وأضاف، "نستمر في قول ما ينبغي القيام به، أي تفادي حادث نووي في المحطة، الأمر الذي يبقى احتمالاً واضحاً جداً"، مندداً بـ"ظروف لا يمكن تحملها" يعمل في ظلها الطاقم الأوكراني في المحطة.

المزيد من دوليات