Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل كنتم تعرفون حالات الرهاب التي يعانيها هؤلاء المشاهير؟

سواء كان الخوف من الحشرات أو المهرجين أو حتى اللحى، تتعدد الأسباب والرعب واحد. نستعرض في ما يلي مجموعة من الوجوه الشهيرة التي سيطر عليها رهاب غير منطقي، من مارغريت تاتشر إلى نيال هوران

(غيتي-اندبندنت)

كل منا يخاف من شيء ما. سواء كنا نتحدث عن شيء شرير مثل المهرجين القتلة، أو أمر عادي مثل العلاقة الحميمة، ربما لا يوجد شخص على قيد الحياة لا يعاني في أعماق لاوعيه من نوع خاص به من الرهاب.

وعلى رغم أن مظاهر الشهرة والثروة قد تحمي الشخص من بعض مصاعب الحياة، يبدو أن عديداً من المشاهير هم ضحية لحالات رهاب غير عادية - وغريبة في بعض الأحيان. خذوا على سبيل المثال الوجه التلفزيوني الأميركي، تايرا بانكس، التي اعترفت بخوفها الدائم من الدلافين (رهاب الدلافين) الذي يتجلى في هيئة كوابيس متكررة. أو المغني نيال هوران، نجم فرقة ون دايريكشن، الذي اعترف بخوفه الشديد من طيور الحمام - وهو أمر أكده زميله السابق في الفرقة هاري ستايل. اعترف هوران بعد حادثة دخلت فيها إحدى هذه الكائنات الشريرة ذات الريش من نافذة حمام منزله: "أعتقد أن الحمام يستهدفني".

من المحتمل أن يكون الكاتب ستيفن كينغ متسبباً في عدد من الكوابيس للبشر أكثر من أي إنسان آخر على هذا الكوكب بسبب كتاباته، لكنه شخصياً ليس محصناً ضد الخوف: اعترف المؤلف اللامع بأنه يعاني رهاب الرقم 13. قال ذات مرة: "أثناء الكتابة، من المستحيل أن أتوقف عن العمل أبداً عندما يكون رقم الصفحة 13 أو من مضاعفاته... لا بد أن أستمر في الكتابة حتى أصل إلى رقم آمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تستكشف حالات الرهاب هذه وغيرها لدى المشاهير في كتاب "كتاب الرهاب والهوس: تاريخ العالم في 99 هاجساً" The Book of Phobias and Manias: A History of the World in 99 Obsessions الواقعي للكاتبة كيت سمرسكيل. من خلال استعراض 99 نموذجاً فريداً من الرهاب أو الهوس، تمزج الكاتبة بين الرؤية النفسية وحالات مثيرة للاهتمام – نشأ كثير منها من الثقافة الشعبية.

ما الذي حدث أولاً: الخوف من الدجاجة أم الخوف من البيضة؟ لست متأكداً من أن أحداً يمتلك الإجابة، لكن ألفريد هيتشكوك ادعى أنه يعاني رهاب البيض. قال للصحافية الإيطالية أوريانا فالاتشي في عام 1963: "إنه يثير اشمئزازي"، قبل أن يصف تلك المادة الغذائية بنفور وكأنها آتية من الفضاء تقريباً، قائلاً، "ذلك الشيء المستدير الأبيض الخالي من أي ثقوب، وعندما تكسرينه، تجدين بداخله ذلك الشيء الأصفر، المستدير، من دون أي ثقوب... يا إلهي!".

واحدة من أغرب المخاوف التي شخصت هو رهاب الدفن قبل الأوان. اشتهر عديد من الشخصيات الثقافية بهذا، بمن فيهم الملحن البولوني فريدريك شوبان والمؤلف الدنماركي هانز كريستيان أندرسن، الذي كان يترك ملاحظة بجانب سريره كل ليلة تشير إلى أنه كان نائماً فقط. حتى إن رجل الأعمال البرازيلي فرويد دي ميلو بنى سرداباً مدروساً به "فتحات تهوية، ومخزن للفاكهة، وجهاز تلفزيون ومكبرات صوت"، في حال حدوث مثل هذا الاحتمال.

في حقبة زمنية أخرى تحدث جوني ديب عن خوفه من المهرجين، فقال ذات مرة: "يبدو دائماً أنهم يخفون ظلامية كامنة خلف ما نراه على السطح... إمكانية لشر حقيقي... أعتقد أنني أخاف منهم لأنه من المستحيل تمييز ما إذا كانوا سعداء أو ما إذا كانوا على وشك عضك في وجهك، وذلك بسبب ابتساماتهم المرسومة".

غالباً ما تظهر فكرة الرهاب على أنها مسلية أكثر من كونها مؤذية، لكنها ليست آمنة دائماً. تحدث الفنان ماكولي كلكن عن رهاب الأماكن المكشوفة بعد نجاح فيلم "وحيداً في المنزل" Home Alone. يصنف الأطباء رهاب الخلاء على أنه "رهاب معقد" (ليس مثل الخوف من حيوان أو كائن معين)، وهو وفقاً للموقع الإلكتروني لهيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية "يميل إلى أن يكون معيقاً أكثر من الرهاب البسيط". قال كلكن في لقاء مع الإعلامي لاري كينغ في عام 2004: "شعرت أن المباني ستأكلني. كان هناك مصورون موجودون دائماً خلف الشجيرات وما إلى ذلك". بالتأكيد ليس الممثل الشخص الوحيد الذي يعاني هذا الخوف، تذكر سمرسكيل أن انتشار رهاب الخلاء ازداد خلال وباء كورونا، حيث تفاقمت الأعراض غالباً لدى أولئك الذين يعانون الحالة بالفعل.

كان الرسام الشهير سلفادور دالي يعاني بشدة من رهاب الحشرات، وقام ذات مرة بجرح ظهره بشفرة حلاقة عندما اختلط عليه الأمر بين بثرة على جلده وبرغوث صغير (تعاني الممثلة سكارليت جوهانسون من حالة مشابهة، حيث كشفت ذات مرة في لقاء صحافي أن خوفها من الصراصير قاتل).

قد يسبب بعض أنواع الرهاب ضرراً لمهنة الشخص المشهور - ليس أقلها رهاب الخطابات العامة أو الحديث أمام الجمهور. يذكر الكتاب أن الممثل إيان هولم "أصيب بالشلل بسبب الخوف" أثناء أداء مسرحية "أقبل رجل الثلج" The Iceman Cometh على خشبة مسرح ألدويتش عام 1976، مما دفعه إلى اعتزال التمثيل المسرحي لـ15 سنة.

على كل، قد يكون الخوف نعمة في بعض الأحيان. ليس بالمعنى التطوري – مع أنني افترض أن الخوف الطبيعي من الدببة الكبيرة بالتأكيد أنقذ عديداً من البشر المتجولين في عصور ما قبل التاريخ، لكن خذوا مثلاً ستيف جوبز، المؤسس المشارك الراحل لشركة "آبل". من المفترض كما يقال إن جوبز كان يعاني الخوف من الأزرار. نتج عن ذلك أنه كان دائماً يرتدي البلوزات القطنية عديمة الأزرار التي اشتهر بها، وعلى ذمة مهندس التصميم أبراهام فاراك، كانت النتيجة الثانية فأرة الحاسوب الخالية من الكبسات، التي أصبحت سمة تصميم رئيسة لأجهزة الكمبيوتر التي ينتجها.

أما الصحافي وكاتب قصص الأطفال الشهير روالد دال فلديه رهاب من اللحى - ووظف اشمئزازه هذا في الإبداع الأدبي. أحد الأمثلة على ذلك، شخصية السيد تويت، الرجل الملتحي الغريب في قصة الأطفال الكلاسيكية "آل تويت" The Twits. حتى إن دال كتب مقالاً عن هذا الموضوع وصف فيه اللحية بأنها "مثيرة للاشمئزاز" و"ستار من الشعر يختبئ المرء خلفه". يقال أيضاً إن مارغريت تاتشر كانت تعاني هذا البلاء أيضاً، على رغم أن السبب قد لا يكون فطرياً إلى حد كبير، لكنه متعلق أكثر بارتباط اللحية بالثقافة المضادة واليسار السياسي.

ما الذي يهمنا من هذه المعلومات؟ هل نحن، كنوع حي، محكومون بأن تهيمن المخاوف والأمراض العصابية على حياتنا؟ ربما لا، ما يبعث الأمل في ظاهرة الرهاب هو أنها قابلة للعلاج عادة. سواء أكان ذلك من خلال العلاج بالتعرض لمسبب الرهاب أو العلاج بالكلام (الاستشارة أو العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي) أو الأدوية، فإن علاج الرهاب يصنف ضمن الاضطرابات العقلية ذات فرص النجاح الأعلى، لذا قبل أن تشرعوا في بناء سرداب صالح للعيش إرضاء لخوفكم من الدفن، ربما من الأفضل أن تحاولوا التحدث مع شخص ما أولاً.

يتوفر الآن "كتاب الرهاب والهوس: تاريخ العالم في 99 هاجساً" لكيت سمرسكيل، الصادر عن دار بروفايل بوكس للنشر.

© The Independent

المزيد من منوعات