Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الطاقة الذرية": محطة زابوريجيا أوكرانية رغم استحواذ موسكو عليها

كييف تسترجع مناطق واسعة في خيرسون وروسيا تنفي فرار 700 ألف من مواطنيها

أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الخميس السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، أن محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا هي "بالتأكيد" أوكرانية على رغم استحواذ موسكو رسمياً عليها مكرراً التحذير من خطر وقوع حادثة نووية.

وقال غروسي في مؤتمر صحافي في كييف بعدما استقبله الرئيس فولوديمير زيلينسكي وقبل أن يتوجه إلى موسكو "بالنسبة إلينا، من المؤكد أنها تعود إلى الشركة الأوكرانية المشغلة ’إينرغواتوم‘ ما دامت منشأة أوكرانية"، وأضاف "نستمر في قول ما ينبغي القيام به، أي تفادي حادثة نووية في المحطة، الأمر الذي يبقى احتمالاً واضحاً جداً"، مندداً بـ"ظروف لا يمكن تحملها" يعمل في ظلها الطاقم الأوكراني بالمحطة.

وأعلنت روسيا رسمياً، الأربعاء، الاستحواذ على المحطة التي تسيطر عليها عسكرياً منذ بداية مارس (آذار) وذلك بموجب مرسوم وقعه الرئيس فلاديمير بوتين.

وتقع المحطة في منطقة زابوريجيا، إحدى المناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها الأسبوع الماضي وعلى مسافة غير بعيدة من خط التماس بين الأراضي التي تسيطر عليها كييف وتلك التي تحت سيطرة موسكو.

وتابع غروسي "نحن منظمة دولية تعمل بموجب القانون الدولي، وكما تعلمون فإن عمليات الضم ليست مقبولة بموجب القانون الدولي"، موضحاً أنه يهتم "بالتداعيات العملانية" لعملية الضم.

كييف تسترجع مناطق واسعة 

أعلنت أوكرانيا، الخميس السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، أن جيشها استعاد أكثر من 400 كيلومتر مربع في جنوب منطقة خيرسون في أقل من أسبوع، بعدما أعلنت موسكو ضمّ المنطقة.

وقالت الناطقة باسم القيادة العسكرية الجنوبية ناتاليا غومنيوك، في بيان على الإنترنت، "حررت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 400 كيلومتر مربع من منطقة خيرسون منذ مطلع أكتوبر".

وكان زيلينسكي أعلن الأربعاء أن قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة خيرسون الجنوبية من القوات الروسية. وأضاف في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، "تم تحرير نوفوفوسكريسنسكي ونوفوغريغوريفكا وبيتروبافليفكا في الساعات الـ24 الأخيرة"، مؤكداً أن الهجوم المضاد "مستمر".

روسيا تنفي فرار الآلاف

وفي روسيا، نفى الكرملين الخميس تقارير عن فرار 700 ألف روسي من البلاد منذ أن أعلنت موسكو عن حملة للتعبئة قالت إنها ستستدعي خلالها مئات الآلاف للقتال في أوكرانيا.

وفي إفادة للصحافيين، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه ليس لديه أرقام دقيقة لعدد الأشخاص الذين غادروا البلاد منذ إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن "تعبئة جزئية" في 21 سبتمبر (أيلول).

الحرب النووية والعقوبات

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت بدورها إن روسيا لا تزال "ملتزمة تماماً" بمبدأ عدم السماح أبداً بقيام حرب نووية مع تفاقم المخاوف من تصعيد خطير محتمل في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر في أوكرانيا. وذكرت زاخاروفا في إفادة صحافية الخميس أن موقف موسكو، وهو عدم خوض حرب نووية أبداً، لم يتغير.

وتأتي هذه المخاوف بعدما قال بوتين في تصريح سابق إنه "لم يكن يخادع" بشأن استعداده لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن وحدة أراضي بلاده.

وفي تصريحات بثها التلفزيون الخميس من اجتماع للرئيس الروسي مع مسؤولين حكوميين، قال بوتين إن الطلب الاستهلاكي في البلاد لا يزال ضعيفاً وإنه يتوقع تكثيف ضغوط العقوبات على الاقتصاد الروسي.

"نورد ستريم"

وبالنسبة للتفجيرات التي استهدفت خطي أنابيب "نورد ستريم 1 و2" اللذين يربطان روسيا بأوروبا، قال جهاز الأمن السويدي الخميس إن تحقيقاً بشأن الأضرار التي لحقت بالخطين عزز الشكوك في وقوع "تخريب جسيم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزارة الخارجية الروسية قال من جهتها إنه "من غير المتصور" أن يجرى التحقيق في التصدعات التي حدثت في خطي "نورد ستريم" من دون مشاركة موسكو.

وقالت زاخاروفا إن الغرب عمد إلى خلق عقبات أمام التحقيق وإن استبعاد موسكو وشركة "غازبروم" من التحقيق أظهر أن لديه ما يخفيه.

واتهم بوتين الأسبوع الماضي الولايات المتحدة وحلفاءها بتنفيذ الهجوم على خطي الأنابيب، مما هدد بإخراجهما من الخدمة بشكل دائم.

زابوريجيا تحت القصف

ميدانياً، قال أولكسندر ستاروخ، حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية، في وقت مبكر الخميس، إن قصفاً نفذته القوات الروسية للمنطقة أسفر عن مقتل اثنين على الأقل خلال الليل وتسبب في تهدم أو تدمير مبان سكنية عدة واندلاع حرائق واسعة النطاق.

وكتب ستاروخ على تطبيق "تلغرام"، "توفيت امرأة في القصف ومات شخص آخر في الطريق إلى المستشفى جراء سبع ضربات روسية". وأضاف، "لا يزال خمسة في الأقل أسفل أنقاض المباني، وأنقذ كثير من الناس من بينهم طفلة في الثالثة تتلقى الرعاية المطلوبة، عمليات الإنقاذ مستمرة".

يذكر أن زابوريجيا واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها، وهو ما تقول أوكرانيا إنها لن تقبل أبداً "الاستيلاء غير القانوني على أراضيها بالقوة".

وأمر بوتين الحكومة الروسية بالسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي لا تزال تدار من جانب مهندسين أوكرانيين على رغم سيطرة قوات روسية عليها في مراحل القتال الأولى.

اقتراع سري

في الأثناء، تضغط روسيا من أجل إجراء اقتراع سري بدلاً من تصويت علني عندما تبحث الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضواً، الأسبوع المقبل، إذا ما كانت ستدين تحرك موسكو لضم أربع مناطق محتلة جزئياً في أوكرانيا بعد تنظيم ما وصفته باستفتاءات هناك.

ونددت أوكرانيا وحلفاؤها بعمليات التصويت في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا ووصفوها بأنها غير قانونية وقسرية. ومن شأن صدور أي قرار يعده الغرب ويحظى بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يدين "الاستفتاءات المزعومة غير القانونية" التي أجرتها روسيا و"محاولة الضم غير القانوني" للمناطق التي جرى فيها التصويت.

التصويت علناً

وكتب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في رسالة إلى الدول الأعضاء بالأمم المتحدة يقول، "هذا تطور مسيس واستفزازي يهدف بكل وضوح إلى تعميق الانقسام في الجمعية العامة"، وأضاف أن الاقتراع السري ضروري لأن الضغط الغربي يعني أنه "قد يكون الأمر صعباً للغاية إذا تم التعبير عن المواقف علناً".

وقال دبلوماسيون، إن الجمعية العامة ستضطر على الأرجح إلى التصويت علناً ​​على إذا ما كان ينبغي إجراء اقتراع سري. واستخدمت روسيا حق النقض ضد قرار مماثل في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً، الأسبوع الماضي. ولفت أولوف سكوغ، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة، إلى أن الاتحاد يجري مشاورات على نطاق واسع مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قبل التصويت المحتمل، الأربعاء المقبل.

بطلان الاستفتاء

ولا تسيطر روسيا بشكل كامل على أي من المناطق الأربع التي تقول إنها ضمتها، واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على آلاف الكيلومترات من الأراضي منذ بداية سبتمبر (أيلول).

وتعكس التحركات في الأمم المتحدة ما حدث في عام 2014 بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية. واستخدمت روسيا حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يعارض الاستفتاء على وضع شبه الجزيرة ويحث الدول على عدم الاعتراف به، ثم تبنت الجمعية العامة قراراً يعلن بطلان الاستفتاء بأغلبية 100 صوت مقابل 11 وامتناع 58 رسمياً عن التصويت، بينما لم تشارك 24 دولة.

وتحاول روسيا إنهاء عزلتها الدولية بعد أن صوت ما يقرب من ثلاثة أرباع الجمعية العامة لتوبيخ موسكو ومطالبتها بسحب قواتها في غضون أسبوع من هجومها على أوكرانيا المجاورة في 24 فبراير (شباط).

المزيد من دوليات