Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الصومالي يواصل عمليته الأمنية و"الشباب" تدمر الآبار

الرئيس حسن شيخ محمود توعد بالعمل على استئصال "الحركة" وتجفيف مواردها ومنابع قوتها

"حركة الشباب" الصومالية تعتبر واحدة من بين الأقوى بين نظيراتها في القارة الأفريقية (أ ب)

على مدى الأسبوعين الماضيين شهدت الصومال حكومة وشعباً تغيراً جذرياً في تعاملهما مع "حركة الشباب"، إذ يمكن القول بوجود صدى حقيقي لدى القبائل الصومالية للخطاب التصعيدي الذي اعتمده الرئيس الجديد للبلاد حسن شيخ محمود الذي توعد بالعمل على استئصال الحركة وتجفيف مواردها ومنابع قوتها. وأشار مهتمون بالشأن الصومالي إلى عوامل عدة تضافرت للوصول إلى هذه المرحلة من مواجهة الحكومة والشعب الصوماليين لحركة إرهابية تعتبر واحدة من بين الأقوى بين نظيراتها في القارة الأفريقية من حيث عديد مقاتليها واتساع مواردها والخبرة التي اكتسبتها قيادتها على مدى عقد ونصف العقد من العمل على الأرض الصومالية وعبر الحدود.

مشاركة مقاتلي القبائل حاسمة

ولعب انخراط مقاتلين من أبناء القبائل في ولايتي غامدوغ والجنوب الغربي وغيرهما دوراً كبيراً في التقدم الذي حققته القوات الحكومية ضد حركة "الشباب" الإرهابية جنوب البلاد، وقال العقيد في القوات المسلحة الصومالية عدن أحمد حرسي إن "الدور الذي لعبه أبناء القبائل مهم للغاية، فهم يعرفون الأرض جيداً ويمكنهم الحصول على معلومات استخباراتية ضرورية لإيقاع ضربات موجعة بالحركة، لأنهم اضطروا إلى مجاورة مقاتليها فترة من الزمن".

وأضاف حرسي أن "الدور الذي يقوم به مقاتلو القبائل حاسم في محاربة الحركة الإرهابية، لكن لا يمكن اعتبارهم قوة قائمة بذاتها، فخلال السنوات الماضية نجح مقاتلو قبائل بعينها في الحد من نشاط الحركة ضمن مناطقهم، ويمكنني تأكيد موقف الحكومة باعتبار دورهم شكلاً من أشكال التعاون، على رغم هامش المرونة الكبير الذي يمتلكونه، لكن ذلك لا يعني أنه يمكنهم التصرف بعشوائية، فالحرب تقودها الحكومة الصومالية وليس للمجموعات القتالية القبلية قيادة عسكرية مستقلة عن القوات الحكومية، وعليه فلا يمكنها شن هجمات من تلقاء نفسها، إذ لا يوجد موقع نفذت فيه هذه القوات هجمات بمفردها، سوى ما تقتضيه الضرورة في حال مصادفتها مجموعات مقاتلة تابعة للحركة أثناء عمليات الاستطلاع والتمشيط".

تدمير مصادر المياه تضاف إلى جرائم "الشباب"

ورأى مراقبون أن استمرار مقاتلي "الشباب" في ارتكاب شتى الجرائم ضد السكان المدنيين الأبرياء نقطة ضعف حقيقية تكشف عن عكس ما ينادون به من قيم ومبادئ، وعن هذا الأمر قال العقيد حرسي إن "ما نحاربه هو الإرهاب الدولي الذي يستخدم عبوات ناسفة مزروعة في المرافق مثل الطرق، أو بين أماكن وجود المدنيين، وهذا أسهم في انتفاء كل ما يبرر التعايش معهم ويدفع بالشعب الصومالي نحو الانتفاض ضدهم، والأمر ذاته ما حرك رجال القبائل لمساندة الجيش، ونأمل في ألا يتراجع هذا الزخم الذي غير مسار الأمور".

وفي سياق متصل قال الخبير الأمني سعيد محمد ورسمه "يمكن بوضوح رصد انغماس الحركة في سلوكها الدموي ومخالفتها كل الشرائع، إذ أصبحت تمارس اعتداءات فاقت ما كانت اعتادته من جرائم الاغتيال والقتل والتفجير، مثل قيامها بإحراق 20 مدنياً مسافرين في سياراتهم مطلع الشهر الماضي، وتستمر على النهج نفسه من خلال تدمير معدات حفر الآبار في ظل الجفاف المنتشر في البلاد، ناهيك عن تكرار تسميم وتدمير الآبار القليلة المتوافرة للرعاة والنازحين على مدى السنوات الست الماضية، وشهدت عمليات تفجير الآبار ومضخات المياه تصاعداً خلال الفترة الأخيرة ضمن محافظات ولاية غلمدغ".

تحول أميركي تجاه الصومال

ومع التغيير الذي شهدته السياسة الأميركية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الدور العسكري الذي تلعبه بلاده في القرن الأفريقي، فقد تم رصد تقدم في هذا الإطار على الأرض الصومالية، بخاصة في ظل الزيارة الأخيرة للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى الولايات المتحدة ولقائه قيادات في وزارة الدفاع الأميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت المديرة التنفيذية لمعهد "هيرال" سميرة غيد في العاصمة مقديشو، "لقد استجابت الولايات المتحدة لطلب من الحكومة الفيدرالية الصومالية لتقديم مزيد من الدعم للقوات الصومالية ضد حركة الشباب الإرهابية، فمنذ الـ 18 من سبتبمر (أيلول) الماضي نفذت القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) غارات جوية ضد مقاتلي حركة الشباب، بدءاً بالغارة التي أسهمت في صد هجوم لمقاتلي الحركة ضد قوات الجيش الوطني الصومالي قرب بلدة "بولوبردي" في الـ 19 من سبتمبر، مما أدى إلى مقتل 27 إرهابياً من الحركة فيما لم يصب أي مدني".

وأضافت غيد أن "الإسهام الأميركي المباشر أدى إلى السماح لكل من الجيش الصومالي والقوات الأفريقية الموقتة باستعادة المبادرة ومواصلة عمليات إعاقة قدرة حركة الشباب على تنفيذ عملياتها بحرية في مناطق واسعة من الجنوب الصومالي".

دعم عربي مطلوب

وعلى رغم تشارك الصومال مع دول عربية عدة مشكلة وجود الجماعات الإرهابية، إلا أن كثيراً من المراقبين يعتقدون بوجود مجال كبير لدى الدول العربية للإسهام في مسعى الدولة والشعب الصوماليين إلى التخلص من هذه المشكلة، وتلقي الصحافية نجمة يوسف الضوء على هذا الأمر قائلة إن "الحكومة المصرية أبدت دعماً كبيراً للحكومة الصومالية بعد زيارة الرئيس حسن شيخ محمود الأخيرة إلى القاهرة، وقدمت مصر مساعدات طبية مهمة من خلال استقبالها عدداً من الجنود الجرحى خلال العمليات الأخيرة ضد حركة الشباب في محافظتي هيران وجلجدود، بحسب ما كشف إلياس شيخ السفير الصومالي في جمهورية مصر العربية".

وأضافت يوسف أن "الخطر الذي يعيشه المدنيون الأبرياء آت من تيارات فكرية نشأت خارج القرن الأفريقي وتشكل الخطر نفسه على العالمين العربي والإسلامي، وفي ظل القيود المفروضة على الصومال من حيث التسليح وعدد الجيش فإن الدعم العربي مهم للغاية، خصوصاً مع وجود دعم كبير تقدمه دول إقليمية أخرى من خارج العالم العربي".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات