Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تهز الاحتجاجات عروش الزعماء الإيرانيين؟

خرج الآلاف إلى الطرقات غضباً بعد مقتل شابة أوقفتها شرطة الآداب

احتجاجات في طهران عقب مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها (رويترز)

من غير المرجح أن تشكل الانتفاضة الشعبية في إيران، التي اندلعت بعد وفاة شابة في الحجز لدى شرطة الأخلاق، تهديداً مباشراً للزعماء الدينيين الذين تغلبت قواتهم الأمنية على احتجاج تلو الآخر في السنوات الماضية، لكن الاضطرابات أحدثت صدعاً آخر في إيران، الخبيرة في التعامل مع الاضطرابات التي سببتها الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، لكنها ليست كذلك في مواجهة نساء يقدن أكبر التظاهرات منذ عام 2019.

وبدافع الغضب لوفاة مهسا أميني (22 سنة)، التي ألقت شرطة الآداب القبض عليها الأسبوع الماضي بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة"، تحدت النساء قواعد الملبس في البلاد وأخذن المسؤولية على عاتقهن ولوحن بحجابهن وأحرقنه. وقامت بعض النساء بقص شعورهن علانية مع دعوة الحشود الغاضبة إلى سقوط المرشد الأعلى علي خامنئي.

وبينما تدرس الحكومة خياراتها لامست قضية أميني وتراً حساساً، وأطلقت العنان لغضب ظل مكبوتاً لسنوات إزاء الحجاب الإلزامي.

ويقول محللون إن وفاة أميني ستمنح الجرأة لمزيد من النساء على تحدي الحكومة في ما يتعلق بقيود الملبس، حتى لو خفتت شعلة الاحتجاجات التي امتدت إلى معظم أقاليم إيران البالغ عددها 31 إقليماً، أو تم القضاء عليها.

تحدي السلطات

وقال أوميد معمريان، وهو محلل إيراني مقيم في الولايات المتحدة، "لقد أطلقت وفاة مهسا أميني الطاقة المكبوتة منذ عقود وإرادة المقاومة لدى النساء. إنها ليست المرة الأولى لكن هذه المرة مختلفة".

وأضاف معمريان أن السلطات قد تبدي في النهاية مرونة في شأن هذه القضية. وقال "لا يحتمل أن تقبل الحكومة الإيرانية أبداً إذا تمت المطالبة بإجراء استفتاء على دستور إيران، لكن يمكن إلغاء فرض الحجاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبموجب دستور إيران، الذي فرض بعد ثورة عام 1979، فإن النساء ملزمات بتغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة. وتواجه المخالفات التوبيخ العلني والغرامات والحبس.

لكن بعد مرور عقود على الثورة لا يزال رجال الدين الحاكمون يعانون لأجل تطبيق القانون، إذ ترتدي عديد من النساء من جميع الأعمار والخلفيات معاطف ضيقة وأوشحة ذات ألوان زاهية مع إسدالها إلى الخلف على رؤوسهن بما يكشف كثيراً من الشعر.

ومع أن هذا التحدي شائع إلا أن الصدمة التي خلفتها وفاة أميني والاحتجاجات التي انتشرت على مستوى البلاد زادت من الأخطار، وسط مطالبات النساء الإيرانيات بمزيد من الحريات.

وأزعجت موجات الاحتجاجات المناهضة للحجاب المؤسسة الدينية في السنوات الماضية. وفي عام 2014 أطلقت الناشطة الحقوقية مسيح علي نجاد حملة عبر "فيسبوك" بعنوان "حريتي الخفية"، عندما شاركت صوراً لإيرانيات غير محجبات مرسلة إليها.

لا تغيير مرتقباً

وقالت مديرة "مشروع التقاضي الاستراتيجي" في مؤسسة "المجلس الأطلسي" للأبحاث جيسو نيا "الآن بعد أن خرج المتظاهرون بشكل واضح إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني والمطالبة بالتغيير، لم يعد هناك مجال للجدل في أن الناس يسعون في نهاية المطاف إلى تغيير النظام ويرغبون في حقوق الإنسان وحكومة تمثلهم".

وحتى الآن لا تزال قوات الحرس الثوري الإيراني والباسيج مقيدة نسبياً، لكن يمكن نشرها سريعاً.

وقال المحلل في مجموعة "أوراسيا" هنري روم "الحرس الثوري والباسيج يتصرفون بوحشية وهم مخلصون ولهم فاعلية في نهاية المطاف في قمع الاحتجاج، ولديهم خبرة كبيرة على مر السنين في القيام بذلك". وأضاف "خطر الاحتجاجات على الاستقرار الحالي للحكومة أقل منه على شرعيتها واستدامتها على المدى الطويل".

وتعرضت إيران لهزة الاضطرابات في عامي 2017 و2018. وفي عام 2019 قالت إيران إن 200 ألف شخص شاركوا في ما قد يكون أكبر تظاهرة مناهضة للحكومة في تاريخ الجمهورية الممتد 40 عاماً. وقتل المئات على أيدي قوات الأمن.

ووصف أستاذ السياسة الإيرانية في جامعة "رايشمان" في إسرائيل مئير جويد نفار أحدث الاحتجاجات بأنها علامة فارقة للإيرانيين الغاضبين من "نظام فاسد وغير كفء". وقال "لن تكون هذه الاحتجاجات الأخيرة. سنرى مزيداً منها، لكن من غير المرجح أن نشهد ثورة ما لم يبدأ أحد القادة وفي الأقل بعض من القوات المسلحة الإيرانية في الوقوف إلى جانب الشعب ضد النظام. لم يحدث شيء من هذا بعد".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل