Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفاجأة للنباتيين... حليب اللوز والأفوكادو يفتكان بجيوش من النحل

تحتاج عملية تلقيح البدائل الزراعية إلى ممارسات تتسبب في هلاك عدد كبير من الحشرة المجنحة

يعد حليب اللوز أحد أكثر المنتجات النباتية رواجاً (غيتي)

تختلف الدوافع لاتباع النظام الغذائي النباتي بين من يتخذه لأغراض الاهتمام بالصحة ومن يقدم دوافع أخلاقية، ويتبنى أصحاب الدافع الأخلاقي مبدأ الامتناع عن أكل المنتجات الحيوانية بهدف حماية حق هذا الكائن في الحياة. وتعد تلك الفئة هي الأكثر تأثيراً، ويهدفون إلى تجنب ومقاطعة أي منتج غذائي يدخل في صناعته أضرار بكائن حي، ويستبدلون القيمة الغذائية التي يخسرها الجسم بمقاطعة اللحوم ومنتجات الحيوانات بأخرى نباتية تملك ذات القيمة، مثل الفواكه والخضراوات وحليب اللوز ذائع الصيت وواسع الانتشار بينهم، ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن هذه المنتجات لا تحمي مبادئهم، إذ يلجأ بعض المزارعين إلى ملقحات تجارية لزيادة الإنتاج النباتي عبر استئجار خلايا من النحل ونقلها في مقطورات تتسبب في خسارة أعداد هائلة منها، مما يضع مبدأ النباتيين في محك اختبار.

الأفوكادو واللوز ليسا نباتيين

لا يخلو أي نظام غذائي نباتي من الأفوكادو الذي يمكن أن يدخل كمنكه في كثير من الأطباق، أو حليب اللوز البديل لمنتجات الحليب والأجبان البقرية، وفي مسعى إلى مواكبة الطلب الكبير على هذه المنتجات يستعين المزارعون بالنحل كوسيط لتسريع إزهار ثمار الأفوكادو واللوز والبروكلي والتوت والكرز والتفاح والبطيخ والخس.

وبشكل مفصل أكثر، إذا أراد المزارعون أن تنتج أشجارهم الفواكه والخضراوات بشكل أكبر وأسرع، فلا يمكنهم الاعتماد على الرياح وحدها لنشر حبوب اللقاح، ولا يوجد ما يكتفي بالملقحات المحلية مثل الخنافس والنحل الطنان المحلي لزيارة 90 مليون شجرة خلال فترة الإزهار التي تستمر أسبوعين فقط، لذلك يلجأون إلى التلقيح بواسطة مستعمرات النحل المستوردة.

إضافة إلى أن زراعة اللوز المزدهرة في كاليفورنيا مثلاً، استهلكت من 31 إلى 80 ملياراً من النحل المهاجر في عام 2013، وفقاً لمجلة "Scientific American"، وتشير المجلة إلى أن إنتاج كاليفورنيا من اللوز يصل إلى 80 في المئة من جميع أنواع اللوز في العالم ولا يمكنها تحقيق هذا الحجم من دون الاستعانة بالنحل.

وتتطلب مثل هذه المهمة استهلاك جيش هائل من النحل المهاجر الذي يعتمد عليه الأميركيون أكثر من أي نوع آخر، والذي من دونه ستفقد الولايات المتحدة ثلث محاصيلها، كما يضيف التلقيح بواسطة مستعمرات نحل ما لا يقل عن 15 مليار دولار سنوياً إلى قيمة الزراعة الأميركية بفضل العسل المنتج في العملية، بحسب وزارة الزراعة الأميركية.

الممارسة المتبعة

ووصفت تلك الممارسة بأنها "استغلال وأضرار بالنحل المهاجر"، فوفقاً لدراسة أولية أجراها علماء خدمة البحوث الزراعية الأميركية، فإن درجات الحرارة الباردة داخل مستعمرات نحل العسل التي تنقل في مقطورات لمسافات طويلة من أوروبا إلى أميركا تتسبب في خسائر كبيرة في أرواح النحل، إذ يتم كل عام تحميل ما يقرب من مليوني مستعمرة من نحل العسل، أي ما يقارب ثلثي المستعمرات المدارة في الولايات المتحدة، ولكن في غضون أيام من الوصول تموت ولا يبقى إلا قليل لتلقيح المحاصيل.

وأظهر مسح حديث لمربي النحل التجاريين أن 50 مليار نحلة، أي أكثر من سبعة أضعاف سكان العالم تم القضاء عليها في بضعة أشهر خلال شتاء 2018-2019، وتعد أكثر من ثلثي مستعمرات النحل التجارية في الولايات المتحدة، وهو أعلى رقم منذ بدء المسح السنوي في منتصف العقد الأول من القرن الـ 21 وفقاً لصحيفة "ذي غارديان".

ويقول نيت دونلي، أحد كبار العلماء في مركز التنوع البيولوجي الأميركي، "يخلق معدل الوفيات المرتفع نموذجاً تجارياً محزناً لمربي النحل. إنه مثل إرسال النحل إلى الحرب، كثيرون لا يعودون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يمكن تجنب منتجات النحل

في مقال نشر في مجلة "vegan food and living"، وجدت أن هناك مزارع صغيرة لا تحتاج إلى الاعتماد على تربية النحل التجاري للتلقيح ويحاول النباتيون الشراء منها قدر المستطاع، لكن ليس من العملي أو الممكن أن تزود هذه المزارع كل فرد بالمنتجات الملقحة بشكل طبيعي من تلك المزارع الصغيرة.

وتضيف تريسي التي تقود تنظيماً من المطالبين بمعاملة عادلة للحيوانات "يمكن للمتسوقين العاديين تجنب المنتجات التي يتضمن إنتاجها توظيف النحل المهاجر إذا أمكنهم تجنب القيادة على الأسفلت".

وتردف دومينيكا بياسكا، وهي ناشطة نباتية، في المقال ذاته بالمجلة "يتجنب النباتيون استخدام الحيوانات إلى أقصى حد ممكن، ونحن ندرك أن عديداً من أشكال الزراعة تنطوي على ضرر غير مباشر على الحيوانات، ولكن للأسف غير ممكن تجنب ذلك".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة