Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودانيون يلاحقون البرهان في نيويورك للتنديد بإنقلابه

وقفات احتجاجية وتسيير مواكب استنكاراً لزيارته أميركا

احتشدت أعداد كبيرة من السودانيين في نيويورك رافعة صور قتلى التظاهرات على يد قوات الأمن بالتزامن مع إلقاء البرهان خطاب بلاده أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة (أ ب)

أثارت زيارة قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى نيويورك، الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول)، للمشاركة في أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جدلاً واسعاً وسط السودانيين داخل البلاد وخارجها بخاصة لدى الجالية السودانية في أميركا التي نظمت حملة احتجاج واسعة ضد هذه الزيارة ومناداة بتوقيفه لتنفيذه انقلاباً عسكرياً، في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، أطاح بالسلطة المدنية ممثلة في حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وتعطيله الشراكة مع المدنيين، فضلاً عما قام به من انتهاكات راح ضحيتها 117 قتيلاً ومئات الجرحى منذ الانقلاب.

واحتشدت أعداد كبيرة من السودانيين في مدينة نيويورك، الخميس، أمام مقر الأمم المتحدة رافعة صور قتلى التظاهرات في السودان على يد قوات الأجهزة الأمنية بالتزامن مع إلقاء البرهان خطاب بلاده أمام قادة العالم خلال أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في وقت تنظم الجالية السودانية الأميركية بالتعاون مع دعم لجان المقاومة في منطقة واشنطن، الجمعة، وقفة احتجاجية أمام سفارة السودان رفضاً لزيارة البرهان إلى الولايات المتحدة لتمثيل بلاده في اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها الحالية، كما سينطلق، السبت، موكب كبير "مليونية 24 سبتمبر" في نيويورك، احتجاجاً على دعوة الأمم المتحدة قائد انقلاب 25 أكتوبر لاجتماعاتها، وتأكيداً على رفض السودانيين للحكم العسكري.

رصد تحركاته

وقال نائب رئيس الجالية السودانية في واشنطن خليل إبراهيم ل "اندبندنت عربية"، إن مجموعات كبيرة من السودانيين الذين توافدوا من مختلف المدن الأميركية تتابع وترصد تحركات البرهان منذ وصوله نيويورك للتنديد بهذه الزيارة ومحاصرته أينما حل، وستكون هناك مشاركات واسعة في كل الوقفات والمواكب الاحتجاجية التي دعت إليها الجالية، كما أرسلت رسائل إلى مختلف حكام الولايات الأميركية تستنكر هذه الزيارة لكون أن "غالبية الشعب السوداني تعتبر أن النظام الحاكم في السودان وصل للسلطة بانقلاب عسكري، وأنه يمارس انتهاكات واسعة ضد معارضيه".

أضاف إبراهيم "نحن كجالية جاهزين للبرهان بالمرصاد وفضح ممارساته وانتهاكاته ضد المتظاهرين حتى يعلم قادة العالم أنه منبوذ من شعبه في الداخل والخارج ولا مكانة له، ولن يهدأ له بال، على رغم أن تحركاته منذ وصوله نيويورك، تنفذ من قبل السفارة السودانية بواشنطن بسرية تامة، لكن ظلت مجموعات سودانية ترابط وتراقب حركة تنقله للتنديد بهذه الزيارة".

ولفت نائب رئيس الجالية إلى قيام ناشطين سودانيين بحملة توقيعات تدعو لتوقيف البرهان إذا قيّدت ضده دعوى في محاكم نيويورك، بخاصة أن هناك 18 منظمة سودانية وأميركية حضت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على مقاطعة أي اجتماعات يحضرها أو يخاطبها قائد الجيش السوداني.

مطلب مشروع

من جانبه، أوضح وزير الخارجية السوداني الأسبق إبراهيم طه أيوب أن "البرهان قصد بإصراره زيارة لندن ونيويورك توجيه رسالة للداخل وليس الخارج من دون أن يدري أن كلاهما يقفان في صف واحد مناهض للحكم العسكري الذي يقوده بنفسه". وتابع أيوب "في تقديري ليس في جعبة البرهان أي شيء جديد يمكن أن ينقله للمجتمع الدولي لدى مخاطبته الجمعية العامة للأمم المتحدة بمعنى أنه سيقف عارياً من كل شرعية ومصداقية، وأن الجميع يعلم ذلك وربما أكثر".

وواصل وزير الخارجية الأسبق "قيام الجالية السودانية في أميركا بالاحتجاج على زيارة البرهان هو رد فعل طبيعي لما يجري داخل البلاد من احتجاجات ومعارك ميدانية ضد الانقلاب وسارقي ثورة الشعب، كما أن المطالبة باعتقاله مطلب مشروع بخاصة أن قائد هذا الانقلاب (البرهان) قام بالتعاون مع الزمرة المؤيدة له بقتل الآلاف من أبناء الوطن الذي ظل جريحاً منذ سرقتهم ثورته ومصادرة حريته، فضلاً عن تحطيم مقومات بقاء السودان دولة مستقلة ذات سيادة".

تعزيز الانتقال

وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد البرهان التزامه بالعمل على تحقيق السلام وتعزيز آليات الانتقال السلمي وصولاً لتحول ديمقراطي كامل عبر انتخابات عادلة ونزيهة وشفافة بنهاية الفترة الانتقالية استشراقاً لحكم مدني يمثل السودانيين كافة. وأضاف "لإتاحة كامل الفرصة للمدنيين للحوار والتشاور قررنا انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار وعدم المشاركة في السلطة لإفساح المجال أمام القوى السياسية والثورية المؤمنة بالتحول الديمقراطي لتشكيل حكومة بقيادة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة يشارك فيها الجميع عدا حزب المؤتمر الوطني لإكمال مطلوبات الفترة الانتقالية".

وجدد البرهان التزامه بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وولايتها المنصوص عليها في قرار تشكيلها، كما أكد نظرة حكومته بإيجابية للمبادرات العديدة التي تعمل على تحقيق الوفاق الوطني في السودان بخاصة المبادرات الوطنية والتي تجرى في شأنها حوارات كثيفة تشارك فيها مختلف القوى المدنية من أحزاب سياسية وقوى شبابية ثورية وقيادات أهلية في المجتمع وطرق صوفية ومنظمات مجتمع مدني والجماعات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام، آملين أن تثمر عن توافق عريض يسهل عملية الانتقال الديمقراطي ويفضي إلى إجراء انتخابات نزيهة وشفافة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أنه من أجل تحقيق الوفاق الوطني قدمت بلاده أشكال الدعم كافة للآلية الثلاثية التي تقودها بعثة "يونتامس" والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد"، وعلى رغم ما قدم لها من دعم إلا أنها لم تحقق المطلوب منها، الأمر الذي عقد مسارات حوارات هذا الوفاق.

ونوه قائد الجيش السوداني إلى ما يشهده إقليم دارفور بعد تحقيق السلام والمصالحات المجتمعية من ازدياد في معدلات العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم، فضلاً عن تكوين المجموعة الأولى من القوات المشتركة لتباشر عملها في حماية المدنيين، مبيناً أنه على رغم التحديات المعروفة التى نعمل على تجاوزها ظل السودان يلعب دوراً إيجابياً بناءً وداعماً للسلام والاستقرار والتنمية في هذا الإقليم.

علاقات جديدة

وكان مستشار البرهان العميد الطاهر أبو هاجة وصف الذين يحشدون ضد زيارة رئيس مجلس السيادة إلى أميركا بـ "الخونة الذين يعملون لمصلحة جهات معادية لاستقرار البلاد"، وقال أبو هاجة إن مشاركة البرهان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤسس لعلاقات جديدة وتطوى صفحة ماضية في علاقات السودان مع الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وأن ظلام الأمس سينقشع، وبين أن فصلاً جديداً سيبدأ، قوامه الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتأسيس العلاقات الخارجية على معلومات صحيحة دقيقة وليست مغلوطة كما كان بالأمس.

وفي سبتمبر 2019، مثل رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك البلاد في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث وجد ترحيباً عالمياً، كما أن حكومته أزالت السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في ديسمبر (كانون الأول) 2020، ونجح حمدوك في إعادة السودان إلى دائرة العلاقات الدولية، خصوصاً مع الدول الغربية، لكن عقب انقلاب أكتوبر تدهورت علاقات البلاد الخارجية مرة أخرى.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات