Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نيازك تضرب المريخ والبشر يسجلون أصواتها

التقطها وكالة "ناسا" بفضل إحدى مركباتها شبه الجوالة على الكوكب الأحمر

صورة للمركبة الروبوتية "مارس إن سايت لاندر" أثناء عملها على سطح الكوكب الأحمر (ناسا)

إنه اختراق علمي نادر، ولعل في ثناياه ما يذكر بإنجاز سير البشر على سطح القمر في 1969. واستباقاً، يكمن بعض الفارق في أن الأمر هذه المرة يتعلق بالروبوت بأكثر مما يتصل بالبشر، وتلك مفارقة جديرة بالتأمل.

فمن تموجات الهواء واهتزازات الصخور والتراب، استطاعت المركبة الروبوتية "مارس إن سايت لاندر" أن تسجل أصوات ارتطام النيازك على سطح المريخ، للمرة الأولى في تاريخ علاقة البشر مع الكوكب الأحمر. وفي خبر مفصل عرضته صحيفة "اندبندنت"، يظهر بوضوح أن تلك المركبة التي وضعتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على سطح الكوكب الأحمر في مارس (آذار) 2018، قد التقطت تموجات الهواء التي حملت صوت ارتطام النيازك بسطح المريخ.

ويذكر ذلك الأمر بأن الوكالة الفضائية نفسها ذكرت في وقت سابق أن الصوت ينتقل بسرعتين مختلفتين في المريخ، مما يلقي الضوء على جزء من الصعوبات الطبيعية والتقنية التي تمكن علماء "ناسا" من تخطيها في هذا الإنجاز التاريخي.

وكذلك لم يفت "اندبندنت" لفت الأنظار إلى أنها المرة الأولى التي يعمل فيها البشر على تسجيل أصوات ارتطام النيازك على سطح كوكب سيار غير الكرة الأرضية التي يعيشون عليها.

واستطراداً، فالأرجح أن هذا الإنجاز يذكر بأن البشر ساروا للمرة الأولى على "أرض" غير سطح الكوكب الأزرق، حينما خطا رائد الفضاء الراحل نيل أرمسترونغ على التربة القمرية الهشة في 20 يوليو (تموز) 1969. وبعد ذلك بما يزيد على نصف قرن، التقط البشر أصوات ارتطام النيازك بكوكب سيار غير الأرض.

ونقلاً عن ورقة بحثية نشرتها مجلة "جيو ساينس" [حرفياً، علوم الجيولوجيا] التي تشكل جزءاً من الموقع العلمي الشهير "نايتشر"، أشار المقال الذي كتب عن هذا الإنجاز في "اندبندنت" إلى أن التقاط أصوات ارتطام النيازك بالسطح الصلب لكوكبنا الأرضي، يعد حدثاً نادراً، خصوصاً أن ما سجل على المريخ شمل أيضاً تسجيل الاهتزازات الفائقة الرهافة التي تولدت جراء ارتطام النيازك بسطح المريخ. وبحسب "اندبندنت"، أدى رصد تموجات السطح المريخي إلى تمكين علماء "ناسا" من تحديد مواقع ارتطام النيازك بسطح الكوكب الأحمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، يتوقع أن يؤدي تحليل تلك الأصوات المريخية "المزدوجة"، بمعنى محمولة بالهواء واهتزازات الصخور، إلى تعميق معرفة العلماء بطبيعة التكوين الجيولوجي للمريخ، وفق "اندبندنت".

وتوضيحاً، انتقلت أصوات ارتطامات النيازك بسرعة تفوق السرعة العلمية المعروفة للصوت، لكنها أيضاً تموجات مرهفة وفائقة الدقة لم يكن سهلاً رصدها، لولا التطور الكبير في الأدوات التي تحملها المركبة "مارس إن سايت لاندر".

ووفق "اندبندنت" تنتمي المركبة الروبوتية "إن سايت لاندر" إلى فئة المركبات الثابتة على السطح، بأكثر من كونها مركبة مؤتمتة جوالة. وتحمل تلك المركبة التي يتشكل اسمها من اختصار عبارة مشتقة من وصف عملها بأنه "الاستكشاف باستخدام البحوث السيزمية وعلوم الرياضيات الجيولوجية وانتقال الحرارة"  Interior Exploration using Seismic Investigations، Geodesy and Heat Transport، أدوات في رصد التكوينات الجيولوجية [يسمى ذلك مسحاً سيزمياً] وآلات لاستشعار الحرارة، مصممة لجمع وتحليل المعلومات عن بواطن المريخ، بحسب "اندبندنت". 

سار البشر على جرم فضائي غير أرضهم، وسجلوا أصوات ارتطام نيازك على جرم فضائي ليس بأرضهم. والأرجح أن يرد إلى الأذهان بسرعة أن السير على القمر حققته أقدام بشرية، فيما تسجيل أصوات قصف النيازك على المريخ التقطه "آذان" الروبوت، لأن المركبة "إن سايت لاندر" ليست سوى آلة روبوتية تعمل بالذكاء الاصطناعي. ولعل تلك الأمور تعيد إلى الأذهان أشياء كثيرة من بينها المستقبل القلق والغامض للعلاقة بين حضارة البشر والذكاء الاصطناعي وآلاته وروبوتاته وأدواته.

المزيد من علوم