يعتقد عالم الفيزياء الفلكية السويسري ساشا كوانز أن البشرية قد تكشف عن أدلة على وجود حياة خارج نظامنا الشمسي خلال السنوات الـ25 المقبلة.
جاء ذلك خلال حديث للدكتور كوانز في مؤتمر صحافي عقد بتاريخ الثاني من سبتمبر، تناول فيه التكنولوجيات الجديدة التي يجري تطويرها في "المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا" في زيورخ واسمه المختصر "إي تي أتش" ETH، والتقنيات المستخدمة حاضراً كتلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، والتقدم العلمي الذي تحقق فعلياً حتى الآن مع اكتشاف أكثر من خمسة آلاف كوكب سيار خارج المجموعة الشمسية، وهي تسمى "إكزو بلانيتس" Exoplanets لأنها تدور حول نجوم غير شمسنا. [تأسس معهد "إي تي أتش، زيورخ" في 1855 بوصفه كلية بوليتكنيك فيدرالية، وحاضراً يعتبر من أبرز الجامعات المرموقة عالمياً في العلوم والتكنولوجيا].
وقد اعتبر كوانز تلك التطورات أسباباً تدعو إلى التفاؤل، وفق تقرير صادر من موقع "سبايس. كوم" Space.com. [النجوم هي شموس، بالتالي فإن نجمة نظامنا الكواكبي هي الشمس].
وأشار كوانز إلى أنه "لا يوجد ضمان للنجاح، لكننا سنتعلم أشياء أخرى عبر هذا المسار".
وضرب الدكتور كوانز مثلاً على ذلك التقدم بنشر أول صورة مباشرة لكوكب خارج المجموعة الشمسية في الأول سبتمبر بواسطة "تلسكوب جيمس ويب"، وهي صورة للكوكب سيار غازي التركيب موجود في الفضاء الخارجي، ويحمل اسم "أتش أي بي 65426" HIP 65426.
وكذلك أوضح الدكتور كوانز أن "النظام النجمي الذي يدور فيه "أتش أي بي 65426"، يتميز بخصوصية فائقة، إنه كوكب غازي عملاق يدور حول نجم بعيداً جداً، إن هذا ما يمكن للتلسكوب جيمس ويب أن يفعله في ما يتعلق بالتقاط صور للكواكب السيارة، بالتالي إننا لن نتمكن من رؤية الكواكب السيارة الصغيرة، إن التسلكوب "جيمس ويب" لا يملك من القوة ما يكفي لفعل ذلك".
ويعمل الدكتور كوانز وزملاؤه في "إي تي أتش، زيورخ" على جهاز تصوير يعمل بالأشعة تحت الحمراء المتوسطة وتقنية التحليل الطيفي، وصممت تلك الأداة لتكون في خدمة "التلسكوب الفائق الضخامة" Extremely Large Telescope الذي يجري تطويره حالياً من قبل "المرصد الأوروبي الجنوبي" في تشيلي.
وحينما سيدشن سيكون ذلك التلسكوب أكبر تلسكوب مثبت على الأرض مع مرآة قطرها 130 قدماً، إضافة إلى الأداة التي يجري تطويرها في "المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا" بزيورخ، مما سيمكنه من دراسة الكواكب السيارة الخارجية التي لا يستطيع "تلسكوب ويب" رصدها.
ونوه الدكتور كوانز أن الهدف الأساسي للأداة المشار إليها آنفاً يتمثل بالتقاط الصورة الأولى لكوكب خارجي قابل للحياة مشابهاً للأرض حول أحد أقرب النجوم إلينا. وأضاف "في المقابل، تتضمن رؤيتنا الطويلة الأمد في تكرار الأمر نفسه [التقاط صور ذلك النوع من الكواكب] ليس لعدد قليل من النجوم بل لعشرات منها، وكذلك استكشاف الغلاف الجوي لعشرات الكواكب الخارجية القابلة للحياة".
الجدير بالذكر أن الدكتور كوانز هو أيضاً أحد مديري "مركز أصل الحياة ومدى انتشارها" الذي أنشأه "إي تي أتش زيورخ"، وأعلنه في التاسع من سبتمبر. وصمم المركز الجديد كي يكون قادراً على الجمع بين تخصصات عدة، توصلاً إلى للإجابة عن الأسئلة المهمة حول مصدر الحياة على الأرض وكيفية تطورها، ومدى إمكانية وجودها ضمن أي مكان آخر في الكون.
© The Independent