Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوز اليمين بانتخابات السويد يدفع رئيسة الوزراء إلى تقديم استقالتها

حقق تحالف حزبي عريض غالبية ضئيلة في البرلمان قد تنتج حكومة ائتلافية هشة

رئيسة الحكومة السويدية خلال مؤتمر صحافي عقدته في ستوكهولم، الأربعاء 14 سبتمبر الحالي (أ ب)

أعلنت رئيس الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، الأربعاء الـ14 من سبتمبر (أيلول) الحالي، أنها ستقدم استقالتها عقب فوز كتلة غير مسبوقة من اليمين واليمين المتطرف في انتخابات الأحد الفائت بغالبية ضئيلة.
ومن أصل 349 مقعداً في البرلمان السويدي، يتوقع أن تحصل كتلة اليمين على 176 مقعداً بفضل تقدم حزب "ديمقراطيي السويد" اليميني المتطرف، بعد فرز أكثر من 99 في المئة من الدوائر.
وقالت زعيمة "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" أندرسون في مؤتمر صحافي، إن "الغالبية ضئيلة، لكنها مع ذلك غالبية، لذا سأقدم غداً (الخميس) استقالتي كرئيسة للوزراء، وستوكل مسؤولية مواصلة العملية إلى رئيس مجلس النواب".
وأظهرت النتائج الأولية تقارباً كبيراً وانتظر المسؤولون احتساب أصوات عشرات آلاف الناخبين في الخارج وأخرى أُدلي بها في فترة سابقة لتأكيد النتائج.
و لم يسبق أن اعتمدت حكومة سويدية على دعم حزب "ديمقراطيي السويد" القومي المناهض للهجرة، الذي خرج الفائز الأكبر في الانتخابات، بتحسين نتيجته بأكثر من ثلاث نقاط مئوية مقارنة بالانتخابات السابقة.
ومع فرز غالبية الأصوات، حل حزب "ديمقراطيي السويد" في المرتبة الثانية بعد حزب "الاشتراكيين الديمقراطيين"، الذي هيمن على السياسة السويدية منذ الثلاثينيات.

رئاسة الحكومة للمعتدلين

لكن منصب رئيس الوزراء سيكون على الأرجح لزعيم حزب "المعتدلين" المحافظ أولف كريسترسون، نظراً لأن زعيم "ديمقراطيي السويد" جيمي أكيسون غير قادر على توحيد الأحزاب الأربعة لقيادة الحكومة.
وقال كريسترسون في رسالة فيديو نشرها على "فيسبوك" "أبدأ الآن مهمة تشكيل حكومة جديدة وقوية".
وكان كريسترسون، لاعب الجمباز السابق، قد قاد انعطافة كبيرة لحزبه عندما بدأ محادثات تمهيدية في 2019 مع "ديمقراطيي السويد" ثم عزز التعاون بينهما.
وحذا حذوه "المسيحيون الديمقراطيون"، وإلى حد أقل الليبراليون، في وقت لاحق.

المناصب الوزارية

وفي الوقت نفسه، لم يُحسم الجدل بشأن مسألة إسناد اليمين المتطرف مناصب وزارية، وهو ما قال أكيسون، مساء الأحد، إنه "هدفهم".
وشكر أكيسون في تصريحات نشرها على "فيسبوك"، "أصدقاء السويد" في أنحاء البلاد. وقال زعيم الحزب "الآن يبدأ العمل على إعادة العظمة للسويد".
وانبثق حزب "ديمقراطيي السويد" من مجموعة من النازيين الجدد وحركة "حافظوا على هوية السويد"، عند تشكيله في مطلع التسعينيات، ودخل البرلمان في عام 2010 بفوزه بـ5.7 في المئة من الأصوات.
وظل حزب "ديمقراطيي السويد" لفترة طويلة منبوذاً على الساحة السياسية، لكنه حسن موقعه مع كل انتخابات جديدة ضمن مساعيه الهادفة لتلميع صورته.
وهيمنت مواقفه المتشددة من مسائل مثل الإجرام وتسوية الحسابات الدامية بين العصابات ومشكلات الاندماج، على الحملة الانتخابية هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


غالبية ضئيلة

وتعني الغالبية الضئيلة أيضاً أن سيطرة حكومة يمينية على السلطة ستكون هشة للغاية، إذ تتعارض مواقف الأحزاب الأربعة بشدة في عدد من القضايا، وخصوصاً الليبراليون و"ديمقراطيو السويد".
وقال خبير الشؤون السياسية في جامعة غوتنبرغ ميكاييل غيليام لوكالة الصحافة الفرنسية، "إنه وضع برلماني صعب". أضاف، "ثم هناك أحزاب لا تحب بعضها البعض، ديمقراطيو السويد والليبراليون" في كتلة اليمين نفسها.
في وضع كهذا، يمكن لعدد قليل من النواب المستائين قلب ميزان القوى.
وحصل "ديمقراطيو السويد" على 73 مقعداً في البرلمان، أي أكثر بـ11 مقعداً من الانتخابات السابقة في عام 2018، بينما نال المعتدلون 68 مقعداً (أقل بمقعدين) و"المسيحيون الديمقراطيون" 19 مقعداً (أقل بثلاثة مقاعد) والليبراليون 16 مقعداً (أقل بأربعة مقاعد).

معسكر اليسار

في كتلة اليسار، حصل "الاشتراكيون الديمقراطيون" على 107 مقاعد (أكثر بسبعة مقاعد) بفوزهم بـ30.3 في المئة من الأصوات، متقدمين على حزبي اليسار والوسط (24 مقعداً لكل منهما) وحزب الخضر (18 مقعداً).
ولن تبدأ عملية التغيير السياسي إلا بعد إعلان أندرسون استقالتها، الخميس.
ثم يمكن لرئيس مجلس النواب أن يسند لأولف كريسترسون مهمة تشكيل غالبية من الأحزاب الأربعة، ما يمهد لفترة مفاوضات.
ولا يمكن اختيار رئيس للحكومة قبل 27 سبتمر الحالي على أقرب تقدير، مع افتتاح دورة البرلمان.

المزيد من الأخبار