Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طقوس وتقاليد العام الإثيوبي الجديد 2015

تقويمها يتأخر 8 سنوات عن السنة الميلادية والأعياد ترتبط بموروثات دينية وثقافية تتشابه لدى القوميات في المدن أو الأقاليم

تتشابه احتفالات رأس السنة الإثيوبية بين القوميات بالبلاد  (أ ف ب)

تستقبل إثيوبيا عامها الجديد (2015)، اليوم الأحد (11) سبتمبر (أيلول) الحالي، بعد إكمال شهرها الثالث عشر للسنة الإثيوبية الماضية، ويسمى شهر "باغمي"، وهو ليس كغيره من أشهر السنة فهو خمسة أيام فقط تنتهي بغروب شمس اليوم الحادي عشر من سبتمبر من كل عام. وأديس أبابا متمسكة بالتقويم الإثيوبي للكنيسة القبطية الذي يتأخر عن نظيره الميلادي بـثماني سنوات كما تظل متفردة في الموروثات والمواسم والأعياد.

بلد الغرائب

المواسم في إثيوبيا واضحة المعالم لا يتأخر فيها فصل عن آخر، وترتبط بموروثات دينية وثقافية تتشابه فيها طرق الاحتفالات لدى القوميات الإثيوبية سواء في المدن أو الأقاليم، وعلى الرغم من التغيرات الكونية التي غشيت العالم الآونة الأخيرة لم يحدث تغيير ذو أثر واضح في الأجواء الإثيوبية وفي نسق تعاطي الإثيوبيين مع تراثهم، فحينما عانت كل بقاع الأرض الجفاف وارتفاع درجات الحرارة واشتعال الحرائق في بعض الدول بأوروبا وحتى أجزاء من أفريقيا كالجزائر، كانت إثيوبيا تشكو كثرة الأمطار وانخفاض درجات الحرارة ليدل ذلك على أنها بالفعل بلد الغرائب.

يتبع دخول العام الإثيوبي الجديد انتشار زهور "انقطاطاش" وهي زهور متعددة القسمات صفراء اللون تجدها في كل مكان في الميادين والبيوت والحدائق وعلى الطرقات ومساري المنخفضات، وهي أهم المعالم لانتهاء موسم الأمطار ودخول السنة الجديدة، زهور غريبة الأطوار تظل متخفية طيلة عام كامل في شجيراتها وظهورها دلالة على توقف الأمطار وسطوع الشمس بعد تواريها داخل السحب لما يقارب أربعة أشهر.

 

فرحة لا تغيبها السياسة

عديد من المظاهر تجدها مرافقة للاحتفال بالسنة الإثيوبية الجديدة، حيث تشهد الأحياء السكنية والميادين العامة حركة الشباب والبنات يدقون الدفوف ويتغنون بأهازيج الأغاني والكلمات، ويطرق البيوت في مختلف الأحياء أطفال وصبية وكبار يقدمون تهانيهم لأهل البيوت والمحال التجارية بفنون التراث والرقصات الشعبية، ويمجدون من يكرمونهم بزهيد المال ضمن أغانيهم المتنوعة.

تتميز إثيوبيا بكثرة احتفالاتها وأعيادها، بينها "عيد جنا"، و"عيد بوهي"، و"عيد انقطاطاش" وكلها أعياد ذات أبعاد دينية للكنيسة الأرثوذكسية ذات الانتشار والثقافة الطاغية على مختلف القوميات. وأعياد إثيوبيا يأتي معظمها بالتزامن مع تغيرات فصول السنة والمواسم الزراعية.

عيد السنة الإثيوبية الجديدة "انقطاطاش" لا يفرق بين الأديان ليجمع سواد الشعب الإثيوبي مسيحيين بمختلف النحل، ومسلمين، ولا دينيين، ويأتيه المغتربون والسياح ليشاركوا فرحة العام الجديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تأتي السنة الإثيوبية الجديدة "2015" مصحوبة هذا العام بشعار السلام الذي رفعته الحكومة الإثيوبية، وعلى الرغم من أنه لا يزال خياراً صعباً في ظروف الواقع الحالي فإن جموع الإثيوبيين في مجالسهم الاحتفالية يشيرون للسلام كهدف قومي.

فإذا صادف طريقك مفروشات زهور وحشائش وزينات تباع على قارعة الطريق، وفتيات بثياب صارخة الألوان، وأدوات قهوه منتشرة في الأماكن العامة والطرقات، فأنت تصادف العام الإثيوبي الجديد، وإذا رأيت خروفاً محمولاً على الأعناق أو على دراجة هوائية، فأنت لم تضل طريقك إلى أديس أبابا.

ديك بعرف أحمر

مناسبة العام الجديد لا تستثني أحداً، الفقراء يشابهون الأغنياء في فرحتهم هذا يذبح شاةً سمينة، وذاك يذبح دجاجة أو ديكاً بعرف أحمر على رأسه، والكل مبتهج بطعامه وحلول العام الجديد، كما تصادف في طريقك وفي كل مكان كلمات تتكرر بالتهاني "عام سعيد" وبالأمهرية "انكوانا درسا".

السنة الإثيوبية تتكون من 13 شهراً، وكل شهر 30 يوماً باستثناء الشهر الأخير "باغمي" الذي يتكون من خمسة أيام تزداد يوماً واحداً كل ستة أعوام، وهو شهر لا تدفع فيه رواتب للموظفين أو العمال. ويتبع السنة الإثيوبية الجديدة عادة كثير من المستجدات سواء في البرامج أو الخطط الحكومية، إلى جانب استعدادات وتغيرات في المرافق الرسمية والخاصة وروح نشاط تتجدد بقدومها، كما يربط الأهالي وعامة الناس مشاريعهم المستقبلية من تجارة وأعمال وحتى مشاريع الزواج، بانتهاء موسم الأمطار وقدوم العام الجديد.

وضمن مشاركته فرحة السنة الإثيوبية الجديدة  بعث رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد السبت برقية تهنئة للشعب جاء فيها "إن إثيوبيا مرت بعدد من التحديات خلال السنوات الماضية، وإن الحكومة تعمل الآن لتقوية وحدة إثيوبيا وشعبها، ومضى "إذا انتصرنا على التحديات التي تواجهنا سنكون أقوياء وهو ما يؤكده تاريخ بلادنا"، وأضاف "عشية هذا اليوم نستعد بالترحيب بالعام الجديد وتوديع العام الماضي وضميرنا مثقل بأحداث العام الماضي، وكلنا آمال واعدة بالمستقبل الجديد".

وكانت رئيسة جمهورية إثيوبيا ساهلي وورك زودي قالت "إن التسامح والاحترام والتعلم والمعرفة هي مصادر السلام"، مؤكدة "أهمية السلام لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد".

المزيد من منوعات