Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإعلام الأميركي يتحدث عن أفول نجم بريطانيا بعد إليزابيث

النخبة السياسية ترجح استقلال اسكتلندا وتقلل من ثقل المملكة

النظرة الأميركية لبريطانيا بعد وفاة الملكة أنها دولة ذات نفوذ متدهور ومعرضة لخطر الانهيار (أ ف ب)

كانت التغطية الإخبارية الأميركية ليوم وفاة الملكة تتميز بالتبجيل إلى حد كبير، لكن بحلول يوم الجمعة بدأت كثير من التغطيات تتحدث بلهجة حادة عن العلاقة التي لا تنفصم بين العائلة المالكة والماضي الإمبراطوري للبلاد، فالنظرة السائدة في أميركا لبريطانيا بعد خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي ووفاة الملكة إليزابيث الثانية هي أنها دولة ذات نفوذ متدهور ومعرضة لخطر الانهيار على المسرح العالمي نتيجة أزمات ذاتية في الغالب.

أستاذة التاريخ بجامعة هارفرد مايا جاسانوف، اعتبرت أن الملكة كانت الوجه الراسخ والتقليدي لفترة دامية بشكل خاص في نهاية الإمبراطورية، حيث كانت القوات البريطانية تقاتل نضالات الاستقلال في كينيا ومالايا وقبرص. 

وقالت جاسانوف في مقالتها مع صحيفة "نيويورك تايمز"، "كانت هذه أعمال عنف وأظهرت أن البريطانيين غير راغبين تماماً في مغادرة المستعمرات، وهو أمر يختلف بشكل غريب عن نقل السلطة الذي يعنيه ذلك ضمنياً".

وترى أستاذة التاريخ أن شبح الإمبراطورية معلق على مجموعة الأزمات الوطنية الحالية في بريطانيا، مشيرة إلى أن خروجها من الاتحاد الأوروبي كان بمثابة ضربة وإعادة توجيه لأفكار معينة حول ما تمثله لندن، وما هو دورها في العالم. 

الوكيل السعيد للكومنولث 

وفي "الواشنطن بوست"، أشار الكاتب إيشان ثارور أيضاً إلى مسؤولية إليزابيث عن الانتهاكات عبر بقايا الإمبراطورية بعد الحرب العالمية الثانية خلال فترة حكمها. وقال، إنها "ربما لم تكن على دراية بكل التفاصيل الدنيئة للعمليات التي نفذت للحفاظ على الإمبراطورية"، لكن الكاتب جادل بأن الملكة صورت نفسها على أنها "الوكيل السعيد للكومنولث" للمستعمرات السابقة، مشيراً إلى أن "تاريخها لم يكن حميداً". 

وقال ثارور، "بعد أن خسرت الإمبراطورية البريطانية ثم تخلت عن مكانتها في الاتحاد الأوروبي، كانت المملكة المتحدة تواجه لحظة من الانكماش وعدم اليقين مع تضاؤل ​​وضعها العالمي" في نهاية الحقبة الإليزابيثية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واليوم ينتشر التشاؤم في شأن آفاق بريطانيا عبر الطيف السياسي الأميركي إذ يقول خبير استطلاعات الجمهوري الرأي فرانك لونتز، الذي عمل أيضاً كمحلل للسياسة البريطانية لـ"الغارديان"، إن "المملكة المتحدة تمر بمنعطف حرج حقاً، سياسياً واقتصادياً وحتى أخلاقياً، فيما تفقد المؤسسات والأشخاص الذين يقودونها ثقة الشعب". 

يضيف لونتز، "القوة الوحيدة الثابتة والمتوقعة كانت الملكة، لكنها ذهبت الآن". وتابع، "بصراحة، أخشى على مستقبل بريطانيا، لقد شاهدت ما يحدث في أميركا عندما لا يوجد أحد لتوحيد البلاد لم يتقدم أحد إلى الأمام، ويمكننا جميعاً رؤية العواقب، كانت الملكة موحداً رائعاً، شخص ما في حاجة ماسة لأخذ مكانها".

اسكتلندا والاستقلال 

قبل وفاة الملكة، وفي بعض التغطيات اللاحقة، ركزت قصص وسائل الإعلام الأميركية حول بريطانيا على سلسلة من الأزمات السياسية المتكررة لحكومة بوريس جونسون، وأزمة الطاقة، وأزمة تكلفة المعيشة، والانهيار الدراماتيكي في قيمة الجنيه الاسترليني، حيث تشير التوقعات إلى اقتراب تكافئه مع الدولار بحلول العام المقبل. 

وقالت الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة نيو هامبشاير إليزابيث كارتر، مشيرة إلى ضرورة عمل الحكومة لاستقرار أسعار الطاقة كمثال: "أعتقد حقاً أنه للخروج من هذا المسار الهابط العميق، يجب أن يكون هناك ابتكار كبير".

وأضافت، "الاستمرار في اللعب وفقاً للقواعد القديمة سيؤدي إلى تدهور طويل الأمد"، مشيرة إلى أن "هذا التراجع قد يكون أكثر حدة من أي شيء شهدته المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية". 

وجادلت بأن البقاء على نفس المسار الهبوطي سيؤدي بدوره إلى زيادة احتمالية تصويت اسكتلندا لصالح الاستقلال، الأمر الذي سيكون بمثابة ضربة مدمرة، وتسريع للانحدار اللولبي للمملكة المتحدة في الساحة العالمية. 

وقال دانيال سيروير، وهو دبلوماسي أميركي سابق وزميل في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، إنه يرى أن إعلان الاستقلال الاسكتلندي أمر لا مفر منه. 

وقال سيروير، "لقد عانت المملكة المتحدة من تراجع مفاجئ في سلطتها ونفوذها". ووصف صفقة التجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي من شأنها أن تعوض بطريقة ما الخسائر الناجمة عن مغادرة سوق الاتحاد الأوروبي بأنها "هراء كامل ومطلق".

وأضاف، "لا تملك المملكة المتحدة النفوذ الذي يتمتع به الاتحاد الأوروبي في المفاوضات التجارية". وقال، "هناك ارتباط هائل في الولايات المتحدة بالمملكة المتحدة، لكن بالنظر إليها بعين الواقعية الباردة، فهي ليست الشريك الذي ربما كانت عليه من قبل". 

المزيد من دوليات