Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطين تشارك المملكة المتحدة حزنها على رحيل الملكة 

لم تزر إليزابيث الثانية إسرائيل التي أسهمت بلادها في تأسيسها خشية المقاطعة العربية بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"

الأمير تشارلز خلال زيارته بيت لحم عام 2020 (وفا)

على الرغم من دور بريطانيا التاريخي في المساهمة بتأسيس إسرائيل، فإن دولة فلسطين سارعت إلى تقديم العزاء في وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي "كانت مرسى في البحار العاصفة، ونموذجاً للياقة والنظام في عالم مضطرب".

وفي محاولة للفصل بين الملكة، وسياسة بلادها حرصت الدبلوماسية الفلسطينية على إظهار مشاعر الحزن والتضامن مع البريطانيين في رحيل أحد رموز مملكتهم التي كانت شاهدة على رحلة أفولها، وتولت الملكة إليزابيت عرش المملكة المتحدة بعد أربع سنوات على نكبة الفلسطينيين عام 1948.
وأبرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث معزياً برحيل الملكة التي "كرست حياتها في خدمة وطنها وشعبها، منذ اعتلائها العرش لعقود طويلة قضتها في العطاء وعمل الخير وتأدية واجباتها الملكية، تاركة إرثاً زاخماً سيبقى محفوراً في أذهان وقلوب الأجيال".
لم تزر إسرائيل
ومع أن الملكة الراحلة زارت نحو 60 في المئة من دول العالم، خلال 100 زيارة دولة، لكنها لم تزر إسرائيل التي أسهمت بلادها في تأسيسها بإصدار إعلان بلفور، وانتدابها على فلسطين الذي مهد لقيامها. وحين كانت الملكة إليزابيث في زيارة إلى الأردن عام 1984، امتنعت عن الوصول إلى إسرائيل، ما أثار حينها قلق اليهود البريطانيين مما وصفوه بتعاطفها مع "محنة الفلسطينيين، وعدم رضاها عن الأفعال الإسرائيلية".

ويعتقد أن الخارجية البريطانية نصحت الملكة بعدم السفر إلى إسرائيل خشية مقاطعة عربية محتملة طبقا لما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست".
لكن حتى بعد تراجع مثل هذا القلق لم تزر الملكة الراحلة إسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

في المقابل، اعتبر السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط أن مواقف العائلة المالكة البريطانية من الملكة إليزابيث وحتى أولادها وأحفادها "متعاطفة مع الشعب الفلسطيني، وتستحق الاحترام"، مشيراً إلى أن ذلك لا ينطبق على الحكومات البريطانية المتعاقبة.

واستذكر زملط كيف أنه حظي بلقاء شخصي مع الملكة وأفراد العائلة المالكة إثر تعيينه رئيساً لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في لندن عام 2018 في موقف لافت يحصل للمرة الأولى مع دبلوماسي فلسطيني في المملكة المتحدة.

وقال زملط، إن تلك الخطوة جاءت "تعويضاً على عدم تسليمه أوراق اعتماده للملكة إليزابيث بسبب عدم اعتراف بلادها بدولة فلسطين". وأوضح أن بريطانيا أسهمت بشكل مباشر في ما حل للشعب الفلسطيني من نكبة، وأن "إسرائيل صنيعتها"، لكنه شدد أن الشعب الفلسطيني متضامن مع الشعب البريطاني في حزنه على رحيل ملكته.
وأشار زملط إلى أن الملك تشارلز الثالث أطلق مواقف لافتة في تضامنه مع الشعب الفلسطيني خلال زيارته إلى دولة فلسطين عام 2020.  وحينها عبر ولي العهد عن أمله في أن يتمكن الفلسطينيون من الحصول على "الحرية والعدالة والمساواة، مما يتيح لكم النجاح والازدهار".
وأعرب الأمير تشارلز خلال زيارته مدينة بيت لحم عن شعوره "بالحزن بسبب المعاناة والمصاعب" التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وضرورة السعي "لعلاج الجروح التي تسببت في مثل هذا الألم".
وفي الذكرى الـ100 على إعلان بلفور عام 1917 طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بريطانيا بالاعتراف بـ"الخطأ التاريخي" الذي شكله الإعلان، وإلى تصحيح "ذلك الخطأ الذي ارتكبته بحق شعبنا الفلسطيني عبر اتخاذ إجراءات ملموسة تهدف إلى إنهاء الاحتلال على أساس القانون الدولي".
وشدد عباس على أن الشعب الفلسطيني "باق هنا، وسيواصل سعيه من أجل استرداد حريته، سواء أكان ذلك من خلال حل الدولتين أو من خلال النضال للحصول على حقوقه في دولة واحدة". 
اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط