Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما بين وندسور وبالمورال... "بيت العائلة" المالكة

من بين نحو 30 قصراً وقلعة للعائلة الملكة البريطانية تحمل 4 منها أهمية خاصة

قلعة بالمورال في اسكتلندا كانت تعد بمثابة المقر الصيفي للملكة (رويترز)

خيم الحزن على بريطانيا بعد الإعلان عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96 عاماً، التي احتفل الشعب البريطاني هذا العام باليوبيل البلاتيني لجلوسها على عرش المملكة المتحدة.
 
وظهرت الملكة بشكل علني، الثلاثاء الماضي، حين قبلت استقالة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون وكلفت رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس تشكيل الحكومة الجديدة.

واضطر جونسون وتراس للسفر إلى اسكتلندا للقاء الملكة في قلعة بالمورال التاريخية، وخلافاً للتقاليد الملكية فى بريطانيا، كانت هذه المرة الأولى فى عهد الملكة إليزابيث الثانية التى يتم فيها تسليم السلطة في بالمورال بدلاً من قصر باكنغهام في لندن.

ولأن الملكة إليزابيث على مدى أكثر من سبعة عقود كانت تحافظ على تلك التقاليد والمراسم، واعتبرها البريطانيون "حامية التقاليد"، لفت إجراء تلك المراسم في بالمورال الانتباه، ثم جاء الإعلان، الخميس، عن وضع الملكة تحت الملاحظة الطبية، ما نشر موجة من القلق المغلف بالحزن في كل أنحاء بريطانيا وأعلن في ما بعد عن وفاتها.

كانت صحة الملكة إليزابيث الثانية أخذت في الاعتلال بعد وفاة زوجها، دوق أدنبره الأمير فيليب، العام الماضي، الذي وصفته بأنه "الصخرة" التي كانت تستند إليها، وفي حين توفيت الملكة في قلعة بالمورال في اسكتلندا فإن الأمير فيليب توفي بقلعة وندسور في الريف الإنجليزي في أبريل (نيسان) من العام الماضي.

وما بين بالمورال في أقصى شمال المملكة ووندسور في جنوب المملكة، لدى العائلة المالكة البريطانية نحو 30 قصراً وقلعة، بعضها مأهول ويسكنها بعض أفراد العائلة المالكة، وبعضها للمراسم فقط أو للمناسبات. 

بيت العائلة

المقر الرسمي  للعائلة المالكة هو قصر باكنغهام في وسط العاصمة البريطانية لندن، ومنه وفيه تقوم الملكة بكل مهامها المتعلقة بالدولة، من مراسم استقبال للزيارات الرسمية وغيرها، وهي في الأخير مهام شرفية لا علاقة لها بإدارة شؤون البلاد، إذ إن طبيعة الحكم في بريطانيا أن الملكة تملك ولا تحكم، أما إدارة شؤون البلاد فمتروكة تماماً للحكومة، الجهاز التنفيذي للدولة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحافظ الملكة إليزابيث الثانية على تلك التقاليد بصرامة، ولا تتدخل مطلقاً في أي أمور سياسية، وتحافظ أيضاً على تقاليد الحكم باللقاء الأسبوعي مع رئيس الحكومة وعقد "المجلس الاستشاري" حين الضرورة- وهو المكون من كبار رجال الحكومة، ويتم كل ذلك تقليدياً في قصر باكنغهام الذي يمكن اعتباره رسمياً "بيت العائلة".

وكان قصر سان جيمس القريب من باكنغهام ويفصل بينهما شارع، هو مقر البلاط الملكي البريطاني في عهد أجداد الملكة إليزابيث ويقيم فيه الآن بعض من أفراد العائلة المالكة غير الأساسيين. لكن الملكة غالباً ما كانت تقضي أغلب أوقاتها إما في قلعة وندسور أو في بالمورال، وإن كان يمكن القول، إن القصور الأربعة تشكل بيت العائلة المالكة الكبير.

وأحياناً ما كانت الملكة تؤدي مهاماً رسمية من قلعة وندسور القريبة من العاصمة لندن، ففيها استقبلت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في زيارته الرسمية لبريطانيا قبل سنوات، وفيها أيضاً كان حفل زفاف الأمير هاري، لكن من النادر أن تشهد قلعة بالمورال مهام ملكية رسمية.

ومنذ وفاة الأمير فيليب، قضت الملكة إليزابيث الثانية أغلب أوقاتها في قلعة وندسور التي تحمل اسم "عائلة وندسور". وعلى الرغم من أن الأمير فيليب توفي في وندسور، حيث كان هو والملكة يقيمان وقتها، فإن جثمانه نقل إلى المقر الرسمي، قصر باكنغهام في لندن، لإتمام مراسم الجنازة والدفن.

القصور الأربعة

المعلم الأساسي للحكم الملكي في بريطانيا هو قصر باكنغهام الذي أصبح المقر الرئيس للملكية البريطانية مع تولي الملكة فيكتوريا عرش بريطانيا عام 1873، وبني في عام 1703، واكتسب اسمه من صاحبه الأول حين كان يملكه دوق باكنغهام قبل أن يشتريه الملك جورج الثالث عام 1761 ليجعله سكناً للملكة شارولت وأصبح يعرف باسم "بيت الملكة"، وكان القصر في البداية عبارة عن منزل ريفي كبير، وفي القرن الـ19 تمت توسعته بإضافة ثلاثة أجنحة تحيط بالفناء الرئيس أمام المنزل الريفي القديم، وكان آخر تحديث معماري للقصر بنهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20 حين أضيف الجناح الشرقي الواقع خلف البوابة الرئيسة الحالية، الذي يضم الشرفة الملكية الشهيرة التي تجتمع عليها العائلة المالكة لتحية الجماهير في المناسبات المهمة.

أما القصر الأعرق من بين القصور الأربعة، فهو قصر سان جيمس الذي كان المقر الرسمي للعائلة المالكة حتى انتقل المقر إلى قصر باكنغهام في القرن الـ19، وبني القصر بأمر من الملك هنري الثامن في بداية الثلاثينيات من القرن الـ16 (من عام 1531 إلى عام 1536). واكتسب اسمه من الأرض التي بني عليها، حيث كان مستشفى لمرض الجذام يحمل اسم القديس جيمس الأصغر، وما زال القصر يضم بعض المكاتب المهمة للملكية. كما أن كل السفراء لدى بريطانيا ما زالوا يقدمون أوراق اعتمادهم باعتبارهم "سفراء لدى بلاط سان جيمس".

تظل قلعة وندسور من بين أقدم القصور الملكية المأهولة في أوروبا، وتعاقبت عليها الأسر الحاكمة في إنجلترا منذ القرن الـ11. وتقع القلعة خارج العاصمة لندن وتطل على أحد أهم روافد نهر التيمز، ومنذ عهد الملك هنري الأول مطلع القرن الـ12، أضيفت عدة مبان للقلعة القديمة، وكان أهم تلك الإضافات المعمارية القصر الذي بناه الملك هنري الثالث في القلعة بالقرن الـ13، وأضاف إليه الملك إدوارد الثالث. وزاد معدل استخدام قلعة وقصر وندسور مع الملك هنري الثامن والملكة إليزابيث الأولى، حتى جعلته الملكة إليزابيث الثانية مقر إقامتها الرئيس تقريباً منذ عام 2011.

ومقابل المقر الرئيس للملكة في وندسور، قلعة بالمورال في اسكتلندا كانت تعد بمثابة المقر الصيفي للملكة، والقلعة في قرية تبلغ مساحتها 50 ألف فدان، اشتراها الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا عام 1852. وتعد القرية والقلعة ملكية خاصة للملكة، وليست جزءاً من الثروة الملكية للعائلة المالكة.

وشهدت قلعة بالمورال والقرية المحيطة بها كثيراً من جولات الملكة الراحلة إليزابيث الثانية مع زوجها الراحل الأمير فيليب. 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير