Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملكة إليزابيث تعبر عن امتنانها في ختام الاحتفالات باليوبيل البلاتيني

العائلة المالكة البريطانية تتطلع إلى مستقبلها و"اهتمام" الملكة أن تكون الأمور في وضع جيد للأمير تشارلز

قالت الملكة إليزابيث إنها تأثرت بالدعم الذي تلقته خلال الاحتفال باليوبيل البلاتيني لجلوسها على عرش بريطانيا بعد أن هلل حشود لدى ظهورها بشرفة قصر بكنغهام إلى جانب ولي عهدها الأمير تشارلز واثنان آخران من ملوك المستقبل.

ولوحت الملكة إليزابيث للجماهير خارج قصر بكنغهام الأحد مع انتهاء الاحتفالات على مستوى البلاد لإحياء الذكرى السبعين لتوليها عرش بريطانيا.

وقوبلت الملكة (96 سنة) بعد ظهر الأحد بهتافات ضخمة وأبواق ونشيد وطني قبل أن تتراجع إلى الداخل.

وأشاع فريق "ماما ميا" البهجة بين الناس بأداء "الملكة الراقصة" على خشبة المسرح خارج القصر.

وكانت الملكة ترتدي اللون الأخضر الفاتح لدى ظهورها بجانب ولي العهد الأمير تشارلز وحفيدها الأمير وليام وابنه الأكبر الأمير جورج.

تأثر شديد

وقالت الملكة إليزابيث إن شعوراً "بالتأثر العميق" انتابها عندما رأت الحشود الكبيرة التي خرجت للاحتفال باليوبيل البلاتيني لجلوسها على العرش، وذلك في ختام أربعة أيام من الاحتفالات بهذه المناسبة.

 

وقالت الملكة في بيان "عندما يتعلق الأمر بكيفية الاحتفال بمرور 70 عاماً على تولي العرش، لا يوجد دليل إرشادي يجب اتباعه... شعرت بالتأثر الشديد لأن الكثير من الناس قد نزلوا إلى الشوارع للاحتفال باليوبيل البلاتيني".

وجاء اليوم النهائي في الاحتفالات بعد أن قدم ابن الملكة وريث العرش الأمير تشارلز (73 سنة) إشادة خاصة بوالدته في حفل موسيقي خارج قصر بكنغهام مساء السبت.

وقال لها في هذه الإشادة "وقوفك إلى جانبنا طوال هذه السنوات السبعين. لقد تعهدت بالخدمة طوال حياتك وتواصلين العطاء. لهذا نحن موجودون هنا".

اعتلت الملكة إليزابيث العرش وهي في الـ25 من عمرها بعد وفاة والدها جورج السادس عام 1952، في وقت كانت بريطانيا تعاني من ويلات الحرب العالمية الثانية، وبينما كان ونستون تشرشل رئيساً للوزراء.

وإجمالاً، شهدت الملكة خلال جلوسها على العرش تولي 14 رئيساً للوزراء، فضلاً عن تعاقب ما يزيد على 14 رئيساً للولايات المتحدة، وبناء جدار برلين ثم إسقاطه، وانضمام بريطانيا للاتحاد الأوروبي وخروجها منه.

وشهدت الملكة كذلك تفكك الإمبراطورية البريطانية التي كانت قوية ذات يوم، ثم حل محلها كومنولث من 54 دولة كان للملكة دور أساسي في تشكيله ويعتبر الكثيرون نجاحه أعظم إنجاز لها.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية مريحة تعتقد بأن النظام الملكي يجب أن يبقى. وأظهر استطلاع أجرته شركة إبسوس في الآونة الأخيرة أن تسعة من كل عشرة شملهم الاستطلاع يؤيدون الملكة.

العائلة المالكة تتطلع لمستقبلها

وبينما شهد الملايين احتفالات اليوبيل البلاتيني تعبيراً عن امتنانهم للملكة إليزابيث، كانت الاحتفالات على مدى أربعة أيام بالنسبة للنظام الملكي نفسه تدور كذلك حول التطلع إلى المستقبل.

وخلال عروض في لندن وحفل أمام قصر بكنغهام وقداس عيد الشكر، كان الكثيرون في بريطانيا يثنون على استمرار الملكة في الخدمة وصارت أطول الملوك تربعاً على العرش منذ ألف سنة.

لكن غيابها عن كثير من فعاليات الاحتفال باليوبيل البلاتيني بسبب مشكلات صحية كان يعني أن يركز الاحتفال على من يرث العرش من بعدها، وهما ابنها الأمير تشارلز ونجله وليام.

قال كاتب السيرة الملكية روبرت لاسي، وهو أيضاً المستشار التاريخي للمسلسل التلفزيوني الشهير (ذا كراون) "التاج" على منصة "نتفليكس"، إن الملكة تمهد الطريق لمن سيأتي بعدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف لـ"رويترز": "لليوبيل أهمية من جهتين... نعم، لقد جرى الاحتفاء بالملكة وما سيكون يوماً ما من الماضي، ولكنه وفر أيضاً منصة للصيغة والنمط الجديدين للمستقبل".

غابت الملكة عن معظم أحداث اليوبيل الكبرى بسبب ما يسميه القصر "مشكلات في الحركة" اضطرتها لعدم الظهور علناً في الآونة الأخيرة، مما سلط الضوء على تقدمها في العمر.

وفي غيابها، ظهر في المقدمة ابنها ووريث العرش الأمير تشارلز وابنه وليام، التالي في ترتيب العرش.

وقالت الصحافية تينا براون، المراقبة منذ فترة طويلة للعائلة المالكة البريطانية، إن الملكة إليزابيث كانت تركز على الخلافة.

وقالت لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "اهتمامها الوحيد الآن هو أن الأمور يجب أن تكون في وضع جيد لتشارلز، مع القيام بكل شيء ممكن لتيسير فترة توليه العرش".

وقال لاسي وبراون إن هذا هو السبب في أن الملكة استغلت ذكرى مرور 70 عاماً على توليها العرش في فبراير (شباط) لتعلن أنها تريد أن تصبح كاميلا زوجة تشارلز الثانية هي الملكة عند تولي تشارلز العرش، مما أزال أي جدل مستقبلي حول دورها.

تقلب الحظوظ

خلال فترة حكم إليزابيث الطويلة، تقلبت حظوظ النظام الملكي في كثير من الأحيان، وكانت في أدنى مستوياتها في أعقاب وفاة الأميرة ديانا زوجة تشارلز الأولى الآسرة عام 1997، ثم صعدت إلى الذرى عندما أقيم حفل زفاف الحفيد وليام وزوجته كيت وبعدها عند الاحتفال بأعياد ميلاد أبنائهم.

وكانت السنوات الثلاث الماضية صعبة بشكل خاص على المؤسسة الملكية.

فقد أُجبر الابن الثاني للملكة الأمير آندرو على التخلي عن واجباته العامة بسبب صداقته مع رجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، وقام في ما بعد بتسوية دعوى قضائية مع امرأة اتهمته بالاعتداء عليها جنسياً عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها.

ونفى الأمير آندرو هذا الادعاء ولم يتم اتهامه بارتكاب مخالفات جنائية، لكن كان لهذه القضية تأثير بالغ الضرر على سمعته.

في هذه الأثناء، انتقل شقيق وليام الأصغر هاري وزوجته الأميركية ميغان ماركل إلى لوس أنجليس حيث قاما بهجمات لاذعة على قصر بكنغهام، أبرزها اتهام بالعنصرية خلال مقابلة مع المذيعة المشهورة أوبرا وينفري. وقال وليام "لسنا عائلة عنصرية".

سحب قاتمة

وقال لاسي إن اليوبيل ذكّر الكثيرين بالإيجابيات التي جلبها النظام الملكي. وأضاف أن "تشارلز وكاميلا مرتبطان بذلك على نحو لم تكن لتتصور أنه ممكن قبل بضع سنوات".

لكن ومع جميع الاحتفالات التي جرت هذا الأسبوع والخطط الخاصة بالمستقبل، لا تزال بعض السحب القاتمة تخيم في الأفق.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الملكة تتمتع بشعبية ضخمة وأن البريطانيين الأكبر سناً يؤيدون النظام الملكي، لكن الاستطلاعات تشير أيضاً إلى أن الشباب أكثر لا مبالاة وأن الشعبية قد تراجعت خلال العقد الماضي.

وعلى الرغم من بقاء هاري وميغان بعيداً من الأضواء خلال احتفالات اليوبيل، إلا أن الأمير يكتب مذكرات من المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا العام والتي قد تحتوي على المزيد من التفاصيل الصارخة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أزاحت بربادوس الملكة إليزابيث من منصب رئيس الدولة، في حين هناك شعور متزايد بأن المشاعر الجمهورية سوف تتنامى في 14 دولة أخرى تتولى فيها الملكة ذات المنصب.

وعين حزب العمل الجديد المنتمي إلى يسار الوسط في أستراليا، والذي صوت في عام 1999 ضد التخلي عن الملكية، أول "مساعد وزير للجمهورية" في البلاد.

المزيد من دوليات