Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرص الرجال بالأبوّة عبر التلقيح الاصطناعي تتضاءل بعد الخمسين

يقول الباحثون أنّ ثمة حاجة إلى حملة تثقيف لتبديد الأسطورة القائلة أنّه يمكن لجميع الرجال الاستمرار في الانجاب في الستينات والسبعينات من العمر

أبحاث تتناول التلقيح الاصطناعي (أ.ف.ب.)

اصطدم الرجال الذين يعتقدون أنّه بوسعهم تأجيل حلم الأبوّة والاعتماد على التلقيح الاصطناعي لإنجاب الأولاد بواقعٍ جديد كشفته دراسة تفيد بأنّ الخصوبة لدى الرجال قد تتراجع بالطريقة نفسها كما عند النساء قبل انقطاع الطمث.

إذ وجد الباحثون في المملكة المتحدة بأنّ الرجال في سنّ الخمسين سيرون فرصهم في الحصول على طفلٍ عبر التلقيح الاصطناعي تتقلّص بنسبة الثلث مقارنةً بالرجال في منتصف الثلاثينات. تختبر النساء انقطاع الطمث، كمعدّل، في سنّ الحادي والخمسين بعد أن تتوقفن عن إنتاج البويضات، غير أنّ الخبراء حذّروا بأنّ التراكم التدريجي للطفرات الضارّة في الحيوانات المنوية للرجال قد تحمل أثراً مشابهاً.

ويُعتقد أنّ هذه الآلية تفسّر سبب ارتفاع معدلات اضطرابات النموّ كالتوحّد لدى الأطفال الذين لديهم آباء كبار في السنّ، وقال الباحثون أنّه من الضروري التحرّك لجعل الرجال يعون أنّ خصوبتهم في سنّ متقدّمة ليست امراً مضموناً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول د. غي موريس من مركز الصحة الإنجابية والجينية الذي قاد البحث إلى جانب كلية لندن الجامعية "يبدو أنّ الحيوانات المنوية لدى الرجال لا تتأثّر بأعمارهم وصولاً إلى سنّ الخمسين، عندها يبدأ التراجع الملحوظ. تفقد النساء وظائف أعضائهنّ التناسليّة عندما تبلغن سنّ اليأس. ولدى الرجال، تتراجع جودة وكمية انتاج الحيوانات المنوية مع العمر ممّا يترك أثراً ملحوظاً بعد سنّ الخمسين".

كان روب ستيوارت يبلغ 66 عاماً عندما ولد ابنه الثامن أيدن، وأنجب الممثل الكوميدي الإيمائي شارلي شابلن الأولاد في سنواته السبعين. ولكن يقول الخبراء أنّ هذه الحالات قد تجوز لدى الرجال الأثرياء الذين تكون زوجاتهنّ أصغر سناً، ودعوا إلى إطلاق حملة توعية لتصحيح الاسطورة القائلة أنّه بوسع الرجال الإنجاب بنجاح مع تقدّمهم في السنّ.

وقام فريق كلية لندن الجامعية بتحليل سجلات حوالى خمسة آلاف دورة تلقيح اصطناعي في مركز الصحة الإنجابية والجينية في لندن على مدى السنوات التسع الماضية. ووجدت البيانات التي شملت 4271 رجلاً بأنّ نصف الرجال تحت سنّ الخامسة والثلاثين كانوا قادرين على جعل شريكاتهنّ تحملن. غير أنّه مع بلوغهم 41 إلى 45 عاماً، تدنّت النسبة إلى 35.1 في المئة وفي سنّ 51 تقلّصت نسبة النجاح إلى 30.5 في المئة فقط.

وأظهرت دراسات سابقة أنّ فرص الرجال بالإنجاب طبيعياً تتضاءل مع العمر ولكن تشكّل هذه الدراسة إحدى أكبر الدراسات التي تهدف إلى البحث في نجاح التلقيح الاصطناعي.

وقال البروفسور آدم بالين، رئيس مبادرة تعليم الخصوبة في جمعية الخصوبة البريطانية، "كنا نودّ أن تدرج الخصوبة في مناهج التربية الجنسية والعلاقات، وهذا ما نجحنا فيه. يحتاج الشباب إلى هذه المعلومات - ويحتاجون إلى معرفة أنهم لن يظلوا بالضرورة خصبين طوال حياتهم، ومن المرجح أن يواجهوا مشكلات مع تقدمهم في السن ".

عًرضت النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري والأجنة في فيينا. ولكن الخبراء يعتقدون بضرورة السعي الحثيث للعمل بهذه النتائج فوراً.

تجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد حالياً سن يتوقّف عندها الرجال من الوصول إلى التلقيح الاصطناعي، على الرغم من أن المبادئ التوجيهية توصي بعدم إعطاء النساء علاج الخصوبة بعد سن 42. ويمكن إضافة العمر إلى الوزن وسلسلة من المعايير المستخدمة الأخرى للحدّ من فرص الرجال بالاستفادة من مساعدات التلقيح الاصطناعي في انجلترا مع تقلّص الموازنات.

ويقول البروفسور، ألان باسي، وهو خبير في الخصوبة من جامعة شيفيلد" تريد لجان الاشراف المالي أن يُحدد أعلى سنّ يستطيع الرجال عندها اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي. لا اعتقد أنّ هذا الأمر مسوَّغ لأنّها آلية بيولوجية مختلفة بالكامل - ولكن اللجان ترمي إلى الحصول على أرقام".  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة