Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملفات ساخنة على طاولة اليوم الأول من "قمة العشرين" في أوساكا

ترمب يمطر القادة ومرشحي "الديمقراطيين" بتغريداته... وبوتين يصفه بالـ"موهوب"

هبطت طائرة الرئيس الأميركي "Air Force One" في مطار أوساكا الدولي وسط عاصفة ممطرة، حرص معها دونالد ترمب على أن يمطر العالم بتغريداته المثيرة للجدل، التي عادة ما تشغل وسائل الإعلام وتشعل وسائل التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي غازل فيه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واصفاً إياها بأنها "شخص رائع" وأنه "سعيد بأن يكون صديقاً لها"، انتقد، في المقابل، حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، قائلا "إنني أتطلع إلى التحدث مع رئيس الوزراء مودي حول حقيقة أن الهند ولأعوام طويلة فرضت رسوماً جمركية عالية على بضائع الولايات المتحدة". وكانت دلهي قد رفعت التعريفات الجمركية أخيراً التي قال عنها ترمب إنها "غير مقبولة ويجب سحبها!". على الرغم من ذلك تنتظر القمة مواضيع ساخنة على الطاولة سيتم الحديث عنها اليوم.

المجاملات... والمناظرة

وفي ظل  الانتقادات الأخيرة من سيّد البيت الأبيض للهند واليابان، يُتوقع أن يجري نقاشات إيجابية مع الطرفين. وكانت قد خيّمت المجاملات الدبلوماسية على لقاءات اليوم الأول بين قادة القمة. فالجانب الياباني الذي يترأس المجموعة هذه السنة وتستضيف بلاده "قمة العشرين" وصف الهند والولايات المتحدة واليابان بأنها "أساس السلام والازدهار في المنطقة".

فيما علق ترمب مازحاً "غادرنا اليابان للتو وعدنا الآن"، في إشارة إلى زيارته لطوكيو الشهر الماضي. وأثناء وجود ترمب في آسيا للمشاركة في أعمال "قمة العشرين" في أوساكا اليابانية التي يتوجه بعدها لزيارة كوريا الجنوبية، عقد المرشحون الديمقراطيون الذين يتنافسون على ترشيح حزبهم للانتخابات الرئاسية السنة المقبلة مناظرتهم الأولى، التي وصفها ترمب بأنها "كانت مملة".

ترمب وموريسون

الرئيس الأميركي بدأ لقاءاته مع القادة الدوليين في قمة "مجموعة العشرين" بعشاء عمل مع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون. وهنأه على "فوزه الرائع"، كما قال عن إعادة انتخابه. وقال إنه "على الرغم من أن موريسون لم يكن مفضلاً للفوز"، إلا أنه لا يعتبر انتصاره مفاجأة. وأشاد موريسون بالروابط القوية بين الولايات المتحدة وأستراليا. وقال إنه سيثير قضية الأضرار الجانبية الناجمة عن الحرب التجارية الأميركية معه، لكنهما لم يطرحا المسألة أمام الصحافيين. وردّاً على سؤال عما إذا كانت سياسات "أميركا أولاً" تضعف العلاقات الأميركية مع الحلفاء، قال ترمب إن البلدين تعاونا بشكل وثيق في القضايا التجارية، وإنه يرغب في زيارة أستراليا لمشاهدة بطولة كأس الرئيس للغولف في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

التعاون الأمني

وعلى هامش القمة، ناقش شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، مع الرئيس الأميركي موضوعي التجارة وكوريا الشمالية، في حين تطرق كلاهما في تصريحاتهما، إضافة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى موضوع تعزيز التعاون الأمني في بحر الصين الجنوبي وتحدثوا عن مسألة "هواوي" عملاق الاتصالات الصيني الذي أدرجه ترمب على "القائمة السوداء" معتبراً أن الشركة "تشكل تهديدا للأمن القومي" لاحتمال أن تكون تستخدم معداتها للتجسّس الإلكتروني لمصلحة بكين.

مديح بوتين

لكن الحدث الرئيس كان أول لقاء علني بين الرئيس الأميركي ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ قمة هلسنكي في يوليو (تموز) الماضي، التي رفض فيها ترمب أن يقف إلى جانب وكالات الاستخبارات الأميركية في اتهاماتها لروسيا بالتدخل في مجرى الانتخابات الأميركية في العام 2016 التي قادت إلى فوزه. ووصف بوتين نظيره بأنه "موهوب". هذا الدفء بين الزعيمين أغضب بلا شك أركان حزب الديمقراطيين والإعلام الأميركي على حدّ سواء.

وكان زعيم الحزب في مجلس الشيوخ تشاك شومر، كان قد حضّ ترمب على مواجهة  الزعيم الروسي مباشرة في شأن التدخل في الانتخابات، وإرسال إشارة "ليس فقط إلى بوتين بل إلى جميع خصوم الولايات المتحدة، بأن التدخل في الشأن الأميركي غير مقبول، وأن من يقوم بذلك سيدفع ثمناً باهظا إذا ما حاول تكرار التدخل في انتخابات الرئاسة المقررة في السنة المقبلة 2020".

شهادة مولر

ويبدي مستشارو ترمب قلقاً من إمكان استخدام الرئيس الأميركي قمة "مجموعة العشرين" لمهاجمة مستشاره الخاص روبرت مولر الذي يدلي بمعلوماته في التحقيق في العلاقة التي يُقال إنها مشبوهة بين ترمب وروسيا. وكشف التحقيق عن أدلة شاملة على تدخل روسي في الانتخابات الأميركية، خصوصاً بعدما وافق مولر على الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الشهر المقبل.

الحرب التجارية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويحضر ترمب القمة السنوية لمجموعة العشرين، قبل أن يتوجه إلى كوريا الجنوبية للتحدث عن التجارة بينهما وعن الملف الكوري الشمالي المتعلق ببرنامج الأسلحة النووية. ويزخر جدوله بلقاءات قمة، بحيث يكون الاجتماع الأهم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يتطلع الجانبان من خلاله إلى تسوية تتيح إنهاء حرب تجارية استمرت عاما بينهما. وتراقب أسواق العالم بحذر شديد الاجتماع وتسعى إلى معرفة ما إذا كان الرئيسان قادرين على تضييق هوة خلافاتهما.

ويلتقي أيضاً مع عدد من قادة "مجموعة العشرين" التجمع الذي يضم أكبر الاقتصادات في العالم. هذه اللقاءات تأتي بعد أيام من تراجع ترمب عن الانزلاق إلى نزاع مسلّح مع إيران، وهذا الملف سيكون مطروحاً داخل أروقة القمة.

 أميركا والهند

ويتوقع أن يكون لقاء ترمب مع رئيس الوزراء الهندي مودي عاصفاً، خصوصاً بعد فرض الحكومة الهندية رسوماً على منتجات أميركية، في ردّ هندي على قرار إدارة ترمب سحب المعاملة التفضيلية الممنوحة للمنتجات الهندية. وكان وزير خارجيته مايك بومبيو قد زار دلهي الأربعاء الماضي، وأبلغ وزير الشؤون الخارجية الهندي إس جايشانكار الحاجة إلى تحسين وضع التجارة بينهما. وعلى هامش مشاورات القمة التي ستركز ضمن ملفاتها على إصلاح "منظمة التجارة العالمية"، من المتوقع أن يعقد الزعيمان الأميركي والهندي اجتماعاً يركز على المشكلات المشتركة، وفي مقدمها الموضوع التجاري.

 الاتفاقية الأمنية

ويسبق لقاء ترمب ومودي اجتماع آخر مرتقب بين ترمب ومضيفه شنزو آبي رئيس الوزراء الياباني. وكان الرئيس الأميركي أعلن لدى وصوله إلى مدينة أوساكا أنه سيناقش مع آبي القضايا التجارية والعسكرية وغيرها من المواضيع المشتركة. ورفض كبير وزراء الحكومة اليابانية يوشيهيد سوجا الخميس شكاوى ترمب من أن الاتفاقية الأمنية بين اليابان والولايات المتحدة تضع عبئاً غير عادل على الجانب الأميركي، واصفاً تصريحات ترمب بأنها "غير ذات صلة"، وقال إن الالتزامات بين الجانبين متوازنة.

طوكيو والتجارة

أما نائب وزير المالية الياباني للشؤون الدولية ماساتسوجو أساكاوا الذي أشرف على اجتماع وزراء مالية "مجموعة العشرين" في وقت سابق من هذا الشهر، فأكد أن بلاده ستتخذ موقفاً محايداً في الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وتحضّ اليابان الدول على حل التوترات ضمن إطار متعدد الأطراف. وأكد أن طوكيو لن تتخذ أي خطوة تتعارض مع قواعد "منظمة التجارة العالمية" وستواصل اتباع نهج متعدد الأطراف في تعزيز التجارة الحرّة. وتأتي تصريحات أساكاوا في وقت ينخرط فيه أكبر اقتصادين في العالم في نزاع تجاري مكلف ضغط على الأسواق المالية وألحق الضرر بالاقتصاد العالمي. وقد أجبرت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين "صندوق النقد الدولي" على خفض توقعاته للنمو العالمي وألقت بظلالها على اجتماعات "مجموعة العشرين" التي تختتم أعمالها في أوساكا في الـ 29 من يونيو (حزيران).

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد