Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رودريغ سليمان: المسرح يجدد طاقة الممثل

تميز في الأعمال التلفزيونية والسينمائية ويتهيأ لعرض مسرحي في فرنسا

الممثل والمخرج اللبناني رودريغ سليمان (صفحة الممثل - فيسبوك)

رودريغ سليمان ممثل ومخرج. درس الإخراج المسرحي في كلية الفنون الجميلة (الجامعة اللبنانية)، وفي باريس درس الإخراج السينمائي، وتخرج في إحدى جامعاتها. تجربته الفنية غنية ومتنوعة، وهو استمر بشكل متواز بين السينما والمسرح والتلفزيون، ونجح بالتوفيق بين هذه المجالات الثلاثة.

انطلاقته الفنية كانت سينمائية من خلال فيلم "رصاصة طايشة" عام 2009 الذي فاز بجائزة المهر الذهبي كأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان دبي السينمائي الدولي. ومن بعده شارك في أفلام عدة من بينها "بالحلال"، "وينن"، "غدي"، "الوادي"، "المسافر"، "بيت عالبحر"، "من السماء" وغيرها.

ويضم رصيده التلفزيوني عدداً كبيراً من المسلسلات، عدا عن مشاركته في الأعمال الخاصة بالمنصات من بينها: "عالحد"، "شريعة الغاب"، "العودة"، "ثواني"، "الشحرورة"، "وأشرقت الشمس"، "قيامة البنادق"، "الحب جنون"، "ورد جوري"، "الشحرورة". أما مسرحياً فهو لمع وتميّز عبر أعمال مختلفة كـ "مترو بيروت"، "الحياة الزوجية"، نقطة عالسطر"، "طقس بيروت"، إضافة الى مشاركته في أعمال مسرحية باللغة الفرنسية. وخاض أيضاً تجربة التمثيل في الأغاني المصورة مع المطربة عبير نعمة.

عروض مسرحية وسينمائية

إلى جانب انشغاله في أعمال سينمائية وأعمال لمصلحة التلفزيون والمنصات، يستعد سليمان للمشاركة في عمل مسرحي جديد بعد فترة من الاعتكاف فرضتها أزمة كورونا، ويقول عنه: "أزمة كورونا انعكست على المسرح ولكننا بدأنا بالعودة إليه بشكل تدريجي. وسوف أسافر الشهر المقبل إلى فرنسا للبدء بالتمارين على مسرحية لبنانية تبنتها شركة إنتاج فرنسية. فترة التمارين سوف تستغرق حوالى السنة وسوف أمضيها ذهاباً وإياباً من فرنسا إلى لبنان. وسيتم الافتتاح في مدينة ليون الفرنسية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على أن نجول بها في مرحلة لاحقة على عدد من الدول من بينها لبنان. لا بد من أن أوفق بين عشقي للمسرح والتزاماتي الفنية الأخرى التي لها علاقة بتصوير أعمال درامية. وقد تكون هناك عروض للمشاركة في أعمال سينمائية".

ويؤكد سليمان أنه لا يساوره شعور بأن الفنان اللبناني يحظى بتقدير أكبر خارج وطنه، ويوضح: "أنا مقدر كثيراً في لبنان، وهذا ما ألمسه من خلال الناس الذين ألتقي بهم والذين يعبرون عن محبتهم واحترامهم الكبيرين لي، وهذا الأمر يسعدني كثيراً. لكنني لا أعرف ما هو الشعور الذي يكنه الناس لي في الخارج، بينما أستطيع أن ألمس ذلك في لبنان بشكل واضح لكوني أعيش في لبنان".

الارتجال على الخشبة

سليمان الذي درس الإخراج المسرحي في لبنان والإخراج السينمائي في فرنسا يشير إلى أن الدراسة في فرنسا أمنت له المشاركة كممثل في فيلم "المسافر" الذي تم تصويره هناك. فمنتجو الفيلم كانوا معه في الدراسة الجامعية نفسها، ويضيف: "هم شكلوا صلة الوصل بيني وبين مخرجة الفيلم، أما عملي المسرحي الجديد فتقف وراءه دراستي للمسرح في لبنان، لأن المخرجة كريستيل خضر كانت زميلتي في الصف خلال دراستي للمسرح في لبنان، وهي من أمنت الإنتاج أيضاً، لكونها تحمل الجنسية الفرنسية. العلاقات التي بنيتها مع بعض الأشخاص خلال الدراسة خدمتني فنياً خصوصاً في الخارج، عدا عن أننا نفهم بعضنا جيداً، خصوصاً أن العمل الجديد يقوم على الارتجال والشيء الوحيد المكتوب هو الأفكار الأساسية للمسرحية. أما داخل لبنان فتربطني علاقة جيدة بكل أهل الوسط وتوجد بيننا علاقة تقوم على الصداقة والمودة". 

وفي ما يخص الارتجال في عمله الجديد، يؤكد سليمان أنه لا توجد لديه أدنى فكرة مسبقة عنه ويقول: "وهذا أفضل. بمجرد الوصول إلى موقع التمرين تبدأ الأفكار بالتواتر بشكل عفوي ومن دون أي تحضير، مما يكسب العمل الطابع العفوي، ويجعله حقيقياً أكثر. بالنسبة للأفكار الأساسية للمسرحية فهي مأخوذة عن مسرحية للكاتب النروجي إبسن وتم تطويرها لكي تتناسب مع الواقع اللبناني، وكأن الشخصيات اللبنانية هي التي شاركت في مسرحية إبسن، ويتناقشون فيها بعد انتهاء العرض في مكان ما لا نعرفه في بيروت، ومن هذا المكان تبدأ عملية الارتجال على النص". 

وعما إذا كان سيستوحي في ارتجاله، الظروف الصعبة والمتلاحقة التي يمر فيها لبنان يقول سليمان: "لا شك أن ما نمر به يؤذينا نفسياً، وأعتقد أن الاستعانة به سيكون علاجاً نفسياً لنا. وعندما نتحدث عن هذا الموضوع خلال تركيب الشخصيات، فسوف نشعر براحة كبيرة. الأفكار ستكون غزيرة وكذلك الأحاسيس والتحدث عما نمرّ به في لبنان سيكون مفيداً لنا. وهو يساعدنا لكي نخفف وطأة الضغوط التي نعيشها. وسوف يشارك في المسرحية أربعة ممثلين شباب من بينهم صحافي كان زميلاً لي ولكريستيل خلال دراسة المسرح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن السبب الذي جعله يقول إنه من المبكر العمل في مهنة الإخراج مع أنه تخصص في هذا المجال، يردّ سليمان: "لأن الممثل الموجود في داخلي لم ينته حتى الآن، ويوجد لديّ الكثير لكي أقدمه كممثل. في الماضي كنت قد قررت أن أجمع بين الإخراج والتمثيل، ولكن اليوم تغيرت الفكرة لأن الجمع بين المجالين سوف يفقدني لذة أحدهما. ولذلك أفضل أن أقوم خلال المرحلة المقبلة بإخراج فيلم لا أشارك فيه كممثل. ولكن قبل ذلك لا بد أن أفجر كل الأحاسيس الموجودة في داخلي كممثل". وهل الأحاسيس التي يعيشها على المسرح تكون أقوى وأشد غزارة؟ يجيب: "كلا، بل إن الأحاسيس هي واحدة سواء على الخشبة أو في السينما أو في التلفزيون، وهي تولد بحسب اللحظة الموجودة في السيناريو، لأن اللحظة هي التي ترشد الممثل إلى الإحساس الذي يفترض أن يعبر عنه، وطالما أن التحضير له تمّ بشكل جيد فلا شك أن النتيجة ستكون جيدة في أي مجال أشارك فيه". 

أفلام طويلة وقصيرة

سليمان الذي يضم رصيده السينمائي 12 فيلماً طويلاً و7 أفلام قصيرة، يشير إلى أنه نجح كممثل بتحقيق التوازن بين السينما والمسرح والتلفزيون، ويوضح: "الممثل هو ممثل في السينما والمسرح والتلفزيون ويفترض به أن يتواجد فيها جميعاً. ولكن هناك طريقة عمل معينة لكل مجال من هذه المجالات الثلاثة، ولا بد من أن يجيد "الدوزنة" في كل مجال منها. في التلفزيون يكون العمل سريعاً ولا نملك الوقت الكافي لمناقشة كل شيء في موقع التصوير، واليوم صارت النقاشات والتحضيرات تحصل قبل بدء التصوير. بينما في السينما نحن نملك الوقت الكافي للشغل على الشخصية خلال يوم التصوير، لأن عدد المشاهد التي تصور يومياً تكون قليلة جداً. أما المسرح فهو "روداج" للممثل لأنه يتطلب الكثير من العمل والجهد والتعب، ومن خلاله يعرف الممثل السبب الذي جعله يختار العمل في التمثيل. لأن التحضير للشخصية قد يستغرق 4 أشهر وهذا الأمر يجعله يكتشف نفسه مجدداً كممثل، عدا عن أن العمل في المسرح يفيده لاحقاً في السينما كما في التلفزيون، ويحيي فيه تفاصيل كانت قد غابت عن تفكيره، بسبب الإيقاع السريع الذي يفرضه العمل في المجالات الأخرى".

ولا يخفي سليمان أنه يتفاجأ بقدراته كممثل ويضيف: "الشيء الجميل هو الاكتشاف الدائم لأنفسنا ولقدرتنا على التعلم والتطور في المهنة. أنا لم أكن أعرف أنني قد وصلت إلى هذه المرحلة، وأكتشف أنني وصلت إلى مرحلة مهمة جداً". وفي المقابل هو ينفي أن يكون من بين الممثلين الذين ترافقهم الشخصية التي يلعبونها حتى خارج موقع التصوير، ويتابع: "حتى خارج المشهد أنا لا أحمل الشخصية لأنها تضيع خارجه، فكل ما يحيط بها لا يعود موجوداً. بعيداً من المشهد لا نكون في الحالة نفسها ولا الشخص نفسه الذي نلعبه. وأنا أستغرب ممن يقولون إنهم يحملون الشخصيات التي يلعبونها معهم. من يحضّر الشخصية جيداً لا يمكن أن ترافقه خارج موقع التصوير، وربما الذين يؤكدون العكس يفضلون أن يكونوا كذلك، ولكن لو افترضنا أن الممثل يلعب شخصية مجرم فهل هو يمارس الإجرام خارج موقع التصوير!".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة