Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قرأت مذكرات جاريد كوشنر وأعترف أن ترمب كان محقا

الرئيس السابق كان قلقاً من أن يستخدم صهره كتابه لينسب لنفسه كل الفضل في إنجازات ترمب في البيت الأبيض، وعلى ما يبدو فهذا هدف كوشنر حقاً

الناقدون لم يكونوا لطفاء حتى الآن في مراجعتهم لمذكرات كوشنر (أ ب)

العام الماضي، كشف مراسلان جريئان في شبكة "سي إن إن" عن أن الاستياء أصاب بعض المقربين من الرئيس السابق دونالد ترمب عندما علموا أن صهره جاريد كوشنر يؤلف كتاباً.

تردد أن كوشنر، زوج ابنة ترمب الذي تحول إلى مستشار للبيت الأبيض، تقاضى مسبقاً مبلغاً مكوناً من سبعة أرقام مقابل مذكراته عن السنوات الأربع التي قضاها في العمل داخل البيت الأبيض بمرتب دولار واحد في السنة، قيل إن الرئيس السابق منزعج من الكتاب وقلق أيضاً من أن كوشنر ربما يخطط لنسبة الفضل إلى نفسه في إنجازات ترمب.

لقد أمضيت أربع سنوات مراسلاً صحافياً لشؤون البيت الأبيض في عهد ترمب، وعملت على التحقق من وقائع عديدة، وعدد لا يحصى من الشروحات، وجميع الصنوف الصحافية الأخرى التي توثق أقوال الرئيس الـ45 التي لا تعد ولا تحصى، الحقيقي منها والباطل.

عادة كان هناك بعض الحقيقة، إن وجدت أساساً، في كل ما قاله الرئيس السابق في أي يوم من الأيام، لا لم تكن الصين تدفع للولايات المتحدة ملايين الدولارات بسبب التعريفات التي فرضها، وطواحين الهواء لا تسبب السرطان، بالتأكيد لم تكن "المكالمة الهاتفية مثالية" [توصيف ترمب لمكالمته الهاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي طلب فيها من الأخير فتح تحقيق بأعمال ابن بايدن في أوكرانيا]، و[أصوات] انتخابات عام 2020 لم تسرق.

ومع ذلك، سأقول شيئاً نادراً ما أتيحت لي الفرصة لأقوله خلال فترة عملي بين يناير (كانون الثاني) عام 2017 ويناير 2020، أربع كلمات فقط يجب أن أحذركم قبل ذكرها بأنها قد تكون صادمة لكم إذا كنتم قد قرأتم كثيراً من تغطيتي الصحافية للإدارة السابقة.

من فضلكم، خذوا نفساً عميقاً وجهزوا أنفسكم وركزوا على الشهيق والزفير.

هل أنتم جاهزون؟ جيد.

كان دونالد ترمب على حق، يريد جاريد حقاً أن ينسب الفضل لنفسه، وقد أظهر ذلك بوضوح في صفحات كتابه "تاريخ لم يكتب بعد: مذكرات البيت الأبيض"Breaking History: A White House Memoir.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع أن كوشنر، الذي يؤلف كتاباً للمرة الأولى، يكتب بأسلوب متودد عن الرئيس السابق (فهو لا يزال متزوجاً من إيفانكا في نهاية المطاف)، إلا أنه تمكن من إيجاد طرق لتذكير القارئ بمدى أهميته، هل تعلم عزيزي القارئ أن بنيامين نتنياهو حاول ذات مرة استعارة النسخة التي يقتنيها كوشنر من رواية "توقعات عظيمة" لتشارلز ديكنز؟ كان نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الدائم، في جولة يلقي فيها محاضرات خلال المدة القصيرة التي قضاها بعيداً خارج المنصب الرسمي عندما أقام في منزل كوشنر بنيوجيرسي، كان ما زال يعاني إرهاق السفر، وأراد استعارة الكتاب كي تساعده القراءة على النوم، لكن كوشنر أبلغه أن كتاب ديكنز كان هدية من صديقة حميمة (وليس إيفانكا)، فاعتذر نتنياهو ووعده بأنه لن يلمس الكتاب، كم هو رائع حقاً أن يسيطر جاريد على رجل مثل هذا.

ولكن ما الذي يقوله جاريد عن والد زوجته؟

عندما يتناول كوشنر أعمال الشغب التي حرضها ترمب آملاً في بقائه (وربما كوشنر) في البيت الأبيض لفترة ولاية ثانية ضد رغبات الناخبين، كتب أنه "واثق" من أن ترمب "كان سيمنع" أعمال الشغب "منذ البداية" لو "توقع حدوث العنف"، ويستمر السرد على هذا المنوال، لا يبدو أن أي شيء كان خطأ ترمب، لا أعمال الشغب ولا العدد الذي لا يحصى من ضحايا فيروس كورونا، لا شيء.

حتى أنه يتبنى مفردات حميه في توصيف التحقيق طويل الأمد والشرعي تماماً بحسب مكتب المفتش العام بوزارة العدل، في العلاقات بين حملة ترمب لعام 2016 والحكومة الروسية، الأمر برمته "خدعة" hoax بالطبع.

 

يصف كوشنر كل ما حدث بين عامي 2017 و2021 بأنه أحد أمرين: نتائج مهارات ترمب في اتخاذ القرارات، بالتالي النصائح الفريدة التي كان يحصل عليها من صهره الذي (وفقاً لروايته شخصياً) ضحى كثيراً من أجل الخدمة، أو أنها مكائد شريرة للمسربين القذرين والمشاركين في النزاعات الداخلية الذين لم يفهموا براعة ترمب (أو براعته هو).

في أحد المقاطع المعبرة يصف خصمه، رئيس موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي، وأول وزير دفاع في حكومة ترمب جيمس ماتيس، بأنهما "بطلان عسكريان كرسا حياتهما لأميركا وضحيا في خدمتهما المتميزة"، لكن في الجملة التالية استنكر كوشنر "تصرفهما وكأنهما يحسنان العمل أفضل من رئيس الولايات المتحدة".

لم يطرأ على بال كوشنر في أي جزء من الكتاب إمكانية أن يكون المحاربان القديمان في مشاة البحرية الأميركية يعرفان الأمور أفضل من مطور عقارات متهرب من التجنيد، أو الأهم من ذلك أفضل من صهره، بعبارة أخرى إذا كنتم تبحثون عن رؤية فعلية للبيت الأبيض تحت قيادة دونالد جي ترمب، ابحثوا عنها في مكان آخر غير هذا الكتاب، يحتوي "تاريخ لم يكتب بعد" على أشياء كثيرة، لكن الرؤية ليست من بينها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء