Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التلقيح الصناعي يعرض النساء الأكبر سنا لسرطان الثدي

تحذير من استخدام جرعة عالية من منشطات المبيض

سرطان الثدي خطر كامن في هرمونات التلقيح الصناعي، لكن نسبة الخطورة ليست مرتفعة، خصوصاً لدى الشابات (موقع كانسرسنتر.كوم)

أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللواتي يلجأن إلى التلقيح الصناعي في المختبر بهدف الحمل بعد تخطيهن سن الأربعين، قد يصبحن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بالمقارنة مع النساء الأصغر سناً.

وجدت البحوث التي شملت 600 ألف امرأة دنماركية، من بينهن 58534 خضعن لعلاج الخصوبة، إنّ إنجاب طفل بعد اللجوء إلى التلقيح الصناعي في سن 40 عاماً ارتبط بزيادة 65% في تشخيص سرطان الثدي لدى النساء، وفق دراسة كبيرة استمرت 20 عاماً.

لإنتاج بويضات للإخصاب، تتناول النساء أدوية هرمونية قويّة بهدف تحفيز المبيضين على إنتاج البويضات، فترتفع في أجسادهن مستويات هرمون "إستروجين" الذي يعزِّز نمو أنسجة الثدي، وقد يتسبب في نمو خلايا سرطانية.

في حين أن المعدلات الإجمالية للسرطان كانت منخفضة خلال الدراسة، ربط الباحثون علاج الخصوبة لدى المشاركات جميعهن بظهور حالتي سرطان إضافيتين لكل ألف امرأة خضعت للعلاج.

كذلك أكّد باحثون من "جامعة كوبنهاغن" الدنماركية أجروا تلك الدراسة إن عمر النساء قد يكون عاملاً مهماً في النتائج التي خلصت الدراسة إليها. وكتبوا في ملخص قدموه إلى "الجمعية الأوروبية عن علم التكاثر البشري والأجنة" في الاجتماع السنوي في فيينا، إن "الخطر المتزايد قد يكون نتيجة لحساسية مرتبطة بالعمر تجاه الهرمونات، أو أخذ جرعات عالية من الأخيرة خلال العلاج.

ويعتبر سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، ويُشخَّص لدى حوالي 55 ألف امرأة سنوياً.

أجريت الدراسة بين عامي 1994 و2015، وقارنت بين كل امرأة أنجبت بمساعدة التلقيح الصناعي وبين 10 نساء من الخلفية نفسها لكنهن أنجبن بشكل طبيعي.

كانت معدلات السرطان خلال الدراسة منخفضة عموماً. شخّص الأطباء 3،894 حالة في المجموع، وشُخِّصت الإصابة بسرطان الثدي لدى حوالى 0.6% من النساء، وارتفع ذلك الرقم إلى 0.8% لدى اللواتي لجأن إلى التلقيح الصناعي.

في هذا السياق، أوضحت البروفسورة غيتا نارغوند من "مستشفى سانت جورج الجامعي" و"مركز الخصوبة" في لندن إن "تلك النتائج بمنزلة دعوة إلى الوعي بشأن مخاطر استخدام جرعة عالية من الهرمونات المحفزة في التلقيح الصناعي، خصوصاً لدى النساء فوق سن الأربعين".

وكذلك أوصت الأطباء بالبدء في تقديم المشورة للنساء الأكبر سناً بشأن هذه المخاطر المتزايدة، وعليهم التقليل من الجرعات التي يصفونها للنساء اللواتي يسعين إلى الإنجاب.

مع ذلك، لا بد من أن تخضع الدراسة لمراجعة أكاديميين، إذ لا يمكن أيضاً استبعاد أن ثمة عوامل أخرى تؤثر في الخصوبة ومخاطر السرطان، قد تكون وراء الارتفاع في حالات السرطان لدى من يلجأن إلى التلقيح الصناعي.

ويعرف عن إنجاب الأطفال في عمر متأخر أنّه يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، في حين أن الرضاعة الطبيعية تساعد في تقليلها، ولكن السمنة والنظام الغذائي والتدخين تؤدي جميعها دوراً في ذلك.

في حين وصف روي فاركهارسون، رئيس "الجمعية الأوربية عن علم التكاثر البشري والأجنة"، نتائج البحث بأنها تمهيدية ومثيرة للاهتمام، إلا أنه أشار إلى ضرورة ألا تؤدي إلى تخوّف النساء من التلقيح الصناعي.

وذكر بأن 40 عاماً من البحث في آثار الأدوية المستخدمة في التلقيح الصناعي وأشكال أخرى تساعد على الإنجاب، قد خلُصت إلى ضآلة علاقتها مع الإصابة  بالسرطان على المدى الطويل.

"لسنوات عدّة، لم نوفر جهداً في سبيل معرفة إذا كان العقم أم التلقيح الاصناعي يسبب الإصابة بالسرطان، ولم نتوصل إلى الجواب الشافي. ولكن بإمكاني القول إنه إذا كان للتلقيح الصناعي تأثير في الإصابة بالسرطان فإنه يبقى ضئيلاً"، ختم فاركهارسون.

© The Independent

المزيد من صحة