Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العدالة ما زالت غائبة بعد 10 سنوات على واقعة "ماريكانا"

أسوأ مجزرة في جنوب أفريقيا منذ نهاية الفصل العنصري وراح ضحيتها 34 شخصاً وجرح 78 آخرون

الشرطة أمام جثث المتظاهرين الذين أطلقوا النار عليهم بالقرب من منجم ماريكانا (أ ف ب)

بعد عشر سنوات على الوقائع، ما زالت نولوفيفي نوكي تنتظر توضيحات حول مقتل شقيقها، الذي كان يأمل بالحصول على أجر أفضل، غير أنه سقط برصاص الشرطة في ماريكانا، في أسوأ مجزرة بجنوب أفريقيا منذ نهاية الفصل العنصري.

كان مغسينيني مامبوش نوكي، الملقب بـ"الرجل ذي الغطاء الأخضر" الذي كان يلفه حول كتفيه، يبلغ من العمر (30 سنة) حينذاك، وتحول إلى أحد أهم وجوه حركة احتجاج آلاف من عمال المناجم، وكان يشجع بحماسة زملاءه المضربين، رافعاً قبضته.

وقالت شقيقته البالغة من العمر (42 سنة) في منزلها بمكاندولي بشرق البلاد لوكالة الصحافة الفرنسية "لا نعرف ماذا حدث"، وكل ما تعرفه هو أن الشرطة حضرت "وقتل كثيرون".

قتل 34 شخصاً بالتحديد وجرح 78 آخرون وسط فوضى وغبار وغازات مسيلة للدموع، في مأساة تركت أثراً عميقاً في الديمقراطية الفتية.

لا أحكام ضد الجناة

منذ ذلك الحين، مثل عدد قليل من رجال الشرطة أمام القضاء، لكن لم يصدر حكم على أي منهم، بحسب النيابة.

وقال المدعي العام فيدسيزاني بانديلاني إن نصف طلبات التعويض تمت تسويتها، معبراً عن "أسفه" لتأخر هذه الإجراءات.

وشكك تحقيق رسمي "بتكتيكات الشرطة" حينذاك، كما أوصى منذ أعوام بملاحقة المسؤولين عن حمام الدم هذا الذي وقع بالقرب من منجم للبلاتين يبعد أكثر من ساعة بالسيارة شمال غربي جوهانسبورغ.

ألم كبير

في أذهان الناجين وعائلات الضحايا، ما زالت ذكرى الوقائع حاضرة بالكامل. وقالت نولوفيفي نوكي في باحة منزلها التقليدية "لا أريد أن أتحدث عن كل هذا بعد اليوم، ما زلت أشعر بألم كبير".

يأتي جزء كبير من العاملين في المناجم من مناطق نائية وتبقى النساء في البلدات مع الأطفال، بينما يعمل الرجال على بعد أكثر من ألف كيلومتر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان مامبوش يرسل ما يعادل 150 يورو (153.94 دولار أميركي) شهرياً إلى أسرته. في 2012، عاد إلى بلدته في نعش.

وتذكر شقيقته بحزن "قيل لي إنني لا أستطيع رؤية الجثة وإنها متضررة جداً". أما قبره الذي يقع في وسط تلال، فتغطيه أعشاب ولا أحد يعتني به.

الحكومة لا تكترث

ونجا مزوخولو ماجيديوانا، الذي كان بين العمال المضربين بعد أن أصيب بتسع رصاصات وحصل على زيادة في الأجر بعد المجزرة. وهو يعيش اليوم في منزل للعمال بالقرب من التل الذي شهد الوقائع.

وقال الرجل، البالغ من العمر (34 سنة)، إن "الحكومة لا تكترث بنا". وأضاف "مرت عشرة أعوام وكان يفترض أن تتحسن حياتنا، لكن على العكس كل شيء ازداد سوءًا".

قبل المجزرة، لقي عشرة أشخاص حتفهم في مواجهات على هامش الإضراب.

وقتل مضربون رجل الأمن حسن، زوج عائشة فندي. وفي إطار تعويضات، عرضت عليها وظيفة في المنجم تعتبرها غير كافية على الإطلاق.

وقالت السيدة البالغة من العمر (49 سنة) وهي أم لولدين، إنها تريد أن تعرف على الأقل من قتل زوجها، مؤكدة "أنا وأولادي نريد العدالة". وتخشى أن يكون قتلة زوجها ما زالوا يعملون في المنجم حيث تلتقيهم من دون أن تعرف ذلك.

قبر مفتوح

الضحايا والعائلات عالقون في حدادهم. وقال عالم الاجتماع تريفور نغواني "لم تكن هناك عدالة" و"منطقة ماريكانا ما زالت تحت الصدمة".

كما أكد المعلق السياسي أونكغوبوتسي تاباني، خلال تجمع نظمه اتحاد صناعة المناجم الرئيس في البلاد هذا الأسبوع، ما زلنا في مواجهة "قبر مفتوح".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات