Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيرادات "ميتا" تتراجع للمرة الأولى في تاريخها

في ظل تناقص عدد مستخدمي شبكاتها بفعل عوامل عدة أهمها منافسة منصات أخرى بينها "تيك توك"

تملك "ميتا" مجموعة من أهم منصات التواصل الاجتماعي في العالم (رويترز)

شهدت شبكة "ميتا" العملاقة للتواصل الاجتماعي للمرة الأولى في تاريخها تراجعاً في إيراداتها الفصلية، مما دفع برئيسها مارك زاكربرغ إلى القول الأربعاء، الـ 27 من يوليو (تموز)، إن على المجموعة أن "تحقق أكثر بموارد أقل".

وانخفضت إيرادات "ميتا" المالكة لـ "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" و"مسنجر"، بنسبة واحد في المئة على أساس سنوي في الربع الثاني، إذ بلغت 28.8 مليار دولار بفعل عوامل عدة أهمها منافسة منصات أخرى بينها "تيك توك"، وخفض المعلنين موازناتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة.

ولاحظت المحللة في "إنسايدر إنتليجنس" ديبرا أهو ويليامسون أن هذا التراجع "يبين مدى سرعة تدهور أعمال المجموعة".

أما صافي الربح فانخفض بنسبة 36 في المئة، إذ بلغ 6.7 مليارات دولار.

عدد المستخدمين

وأقر مارك زاكربرغ للمحللين خلال مؤتمر عبر الهاتف، بأن "الوضع يبدو أسوأ مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر".

وأشار إلى توجه لإبطاء وتيرة الاستثمار، بما في ذلك "تقليص نمو الموظفين خلال السنة المقبلة"، علماً أن عدد موظفي "ميتا" في العالم يبلغ راهناً نحو 84 ألفاً، بزيادة 32 في المئة عن العام الماضي.

وانخفضت قيمة سهم الشركة بأكثر من أربعة في المئة خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق التداولات في "وول ستريت".

أما في ما يتعلق بعدد مستخدمي "فيسبوك" فزاد عدد النشطين يومياً منهم إلى 1.97 مليار، لكن الشبكة فقدت مليوني مستخدم شهري.

ووصل عدد المستخدمين الشهريين لواحدة على الأقل من شبكات المجموعة ومنصات المحادثة التابعة لها في الـ 30 من يونيو (حزيران) إلى 3.65 مليار شخص في كل أنحاء العالم.

السيطرة على الجمهور

وتهتم الأسواق المالية بمراقبة تطور وضع "ميتا" من كثب منذ مطلع السنة الحالية عندما أعلنت المجموعة للمرة الأولى أنها فقدت مستخدمين على شبكتها الاجتماعية الأساس "فيسبوك".

وترك نحو مليون مستخدم نشط يومياً الشبكة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ مطلع فبراير (شباط) انخفض سعر السهم إلى النصف، وفقد رأس المال السوقي أكثر من 400 مليار دولار.

وقالت ديبرا أهو ويليامسون في تعليقها على هذه التطورات، "أتابع ’ميتا‘ منذ سنوات ولم أكن يوماً قلقة على مستقبل الشركة بقدر ما أنا اليوم"، فالمجموعة التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في حجم الإعلانات الرقمية على منصاتها تستمد قوتها من قدرتها على الاستهداف الدقيق لمئات الملايين من المستخدمين في بيئة يقضون فيها وقتاً يومياً للتواصل الاجتماعي أو التسلية.

إلا أن "’ميتا‘ تفقد السيطرة على جمهورها الضخم"، بحسب الخبيرة، التي لاحظت أن "قاعدة مستخدمي ’فيسبوك’ في الولايات المتحدة بالكاد تزيد، ومع أن ,إنستغرام’ تسهم في النمو إلا أنها تسجل بداية تباطؤ في الإقبال على الشبكة بين أوساط المراهقين والشباب".

استنساخ "تيك توك"

وتعرض تطبيق الصور ومقاطع الفيديو للانتقادات هذا الأسبوع عندما دعته النجمتان كيم كارداشيان وكايلي جينر إلى أن يعود "إنستغرام" مجدداً ويكف عن محاولة التحول إلى "تيك توك"، وهي دعوة أيدها المستخدمون وتداولوها على نطاق واسع، فقد استنسخت "ميتا" ومثلها "غوغل" و"يوتيوب"، نموذج مقاطع الفيديو القصيرة والجذابة التي ابتكرتها "تيك توك" والتي تتولى خوارزمية قوية جداً توصية المستخدمين بها بعد أن ينشرها منتجوها الأصليون.

وأكد زاكربرغ هذا التوجه قائلاً إن نحو 15 في المئة من المحتوى الذي يشاهده مستخدمو "فيسبوك" و"إنستغرام" راهناً يعود لتوصيات الخوارزمية، متوقعاً أن "تتضاعف هذه الأرقام على الأقل قبل نهاية السنة".

تغييرات "أبل"

وتعاني المنصات الكبرى أيضاً من تغييرات "أبل" في سياستها المتعلقة بخصوصية البيانات، إذ أدت إلى الحد من هامش قدرة هذه الشبكات على استهداف المستخدمين بإعلانات تلائم متطلباتهم، إذ تراجع سهم "سناب" الأسبوع الماضي بنسبة 40 في المئة في اليوم التالي لإعلان الشركة عن أداء مالي اعتبر مخيباً للآمال، على الرغم من الزيادة الملحوظة في عدد مستخدمي تطبيقها "سنابتشات".

وشهدت "غوغل" أضعف نمو في صافي أرباحها على أساس سنوي منذ الربع الثاني من عام 2020.

وستلجأ الشركتان مثل كثير من شركات التكنولوجيا الأخرى إلى إبطاء وتيرة التوظيف لديها في شكل كبير.

عالم "ميتافيرس"

وتعوق هذه الصعوبات "ميتا" في جهودها لبناء عالم "ميتافيرس" الموازي الذي يمكن الوصول إليه بواسطة الواقعين المعزز والافتراضي، ويوصف بأنه مستقبل الإنترنت.

وأشارت ديبرا أهو ويليامسون إلى أن "ميتا" ستكون مضطرة إلى "إعادة التركيز على الأساسات".

من جهة أخرى، أطلقت هيئة المنافسة الأميركية الأربعاء إجراءات ضد شركة "ميتا" لمنعها من الاستحواذ على "ويذين ليميتد" وتطبيق التمارين البدنية التابع لها "في آر سوبرناتشورال".

وتتهم الهيئة المجموعة الأميركية بـ "شراء حصص من السوق بدلاً من اكتسابها بالجدارة" كما فعلت، بحسب قولها، من خلال الحصول على "إنستغرام" وخدمة "واتساب" للمحادثة عام 2010.

اقرأ المزيد