Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تكثف ضرباتها على جنوب أوكرانيا مستهدفة الموانئ

القصف طال ميكولايف بعد أوديسا وحريق كبير في مستودع نفط في دونيتسك

الدمار في زاتوكا وهي منطقة منتجعات سياحية شعبية مطلّة على البحر الأسود قرب أوديسا (رويترز)

تعرّضت مناطق جنوب أوكرانيا، الثلاثاء 26 يوليو (تموز)، لقصف روسي كثيف استهدف خصوصاً ميناء ميكولايف وقرية ساحلية قرب أوديسا، حسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية، بينما تحدثت وسائل إعلام روسية عن نشوب حريق في مستودع نفط في دونيتسك جراء قصف أوكراني.

وتأتي الضربات الروسية على الرغم من توقيع موسكو الأسبوع الماضي اتفاقاً لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية المهمّة لتحقيق الأمن الغذائي العالمي، عبر ثلاثة موانئ في منطقة أوديسا.

قصف الموانئ

وفي التفاصيل، روى للتلفزيون الأوكراني الحكومي، أنه "تم توجيه ضربة صاروخية ضخمة على جنوب أوكرانيا من اتجاه البحر الأسود وباستخدام الطيران"، من دون أن يقدم تفاصيل عن آثار الضربة.

وقصفت روسيا، السبت الماضي، ميناءً آخر في أوديسا بجنوب أوكرانيا، مما يلقي بظلال من الشك على خطة دولية تم التوصل إليها أخيراً لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.

ويهدف اتفاق الحبوب إلى السماح بمرور آمن لشحنات الحبوب من وإلى الموانئ الأوكرانية التي تحاصرها روسيا منذ شن الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء، افتتاح مركز تنسيق مسؤول عن الإشراف على نقل الحبوب وفقاً للاتفاقية الموقعة في 22 يوليو بين أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة، الأربعاء في إسطنبول.

وأضافت الوزارة أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار سيحضر الافتتاح. وبحسب وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، من المتوقع أن يصل وفد روسي إلى إسطنبول الثلاثاء للمشاركة في الحفل.

القصف قرب أوديسا

ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر منازل مدمّرة في زاتوكا، وهي منطقة منتجعات سياحية شعبية مطلّة على البحر الأسود قرب أوديسا.

وأرفق الفيديو بتعليق قال فيه، "إنه الصباح. قرية عادية في زاتوكا. كان الناس يرتاحون ويعيشون. لا قواعد عسكرية، لا جيوش. كان يريد الإرهابيون الروس إطلاق النار فقط".

وتحدثت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني الثلاثاء عن "ضربات صاروخية مكثفة في جنوب أوكرانيا باستخدام طائرات آتية من البحر الأسود". وأشار الجيش في بيان على "فيسبوك"، إلى أن "في أوديسا، تعرّضت مبان سكنية في المدن الساحلية للقصف، من دون أن يقع ضحايا، بحسب المعلومات الأولية". وأضاف، "استُهدفت البنى التحتية للميناء في منطقة ميكولايف".

وتحدّث حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم عن "ضربة قوية" على المدينة صباح الثلاثاء، ونشر مقطع فيديو يُظهر عدداً من الانفجارات ودخاناً أسود.

وكتب على "تلغرام"، "استُهدفت منشأة بنى تحتية بالغة الأهمية بالإضافة إلى شركة سيارات، لكن لم تقع ضحايا، بحسب المعلومات الأولية". وتابع، "استهدفت صواريخ أيضاً أطراف المدينة وحصلت محاولات تدمير البنى التحتية للميناء".

الهجمات في الشرق  

وفي الشرق، قُتل ثلاثة مدنيين في الـ24 ساعة الأخيرة في منطقة دونيتسك، حسب ما أعلن الثلاثاء حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو. وقال في مقابلة مع التلفزيون الأوكراني الرسمي، "لم تبقَ أي بلدة في منطقة دونيتسك لم تتعرض للقصف أو لا تزال تُعدّ آمنة نسبياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار كيريلينكو إلى أن بلدات "توريتسك وأفديفكا وماريينكا وكراسنوغوريفكا تعرضت للقصف ليل الاثنين الثلاثاء" في منطقة دونيتسك. وتعرّضت بخموت "لقصف مدفعي وغارات جوية. وشوهدت نيران مدفعية على مشارف سلوفيانسك".

وبحسب حاكم منطقة لوغانسك المجاورة سيرغي غايداي، والتي أصبحت محتلّة بشكل شبه كامل من قبل الروس، صدت القوات الأوكرانية أربع هجمات روسية في الـ24 ساعة الأخيرة و"القتال مستمر في اتجاه هجمة خامسة".

وكتب غايداي صباح الثلاثاء على حسابه على "تلغرام"، "مرّ شهر تقريباً منذ وصول العدو عملياً إلى حدود منطقتنا، ومن أجل عبورها، يضحّي بكل احتياطاته ويحرق قرى في مناطق دونيتسك ولوغانسك". وأضاف، "إنهم بحاجة إلى استفتاء" حول ضم هذه المنطقة إلى روسيا، "لا يهم كم عدد السكان الذين قتلوا أو تركوا بلا مأوى".

مستودع نفط

من جهة أخرى، ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، الثلاثاء، أن حريقاً كبيراً اندلع في مستودع نفط في منطقة بوديونوفسكي في جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية المدعومة من روسيا في شرق أوكرانيا بعد أن قصفت القوات الأوكرانية المنطقة. وأضافت الوكالة أنه لم ترد أنباء عن وفيات أو إصابات حتى الآن بسبب الحريق.

وقال أليكسي كولمزين، رئيس بلدية دونيتسك، على "تلغرام"، "نتيجة القصف الليلي في منطقة بودينوفسكي، شب حريق في مستودع لتخزين الوقود". وأضاف أنه تم إخماد الحريق في حوالى الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي.

وأظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حريقاً مشتعلاً قرب خزانات النفط على خطوط السكك الحديدية في مستودع التخزين.

الاتحاد الأوروبي يجدد عقوباته على روسيا

في غضون ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي الثلاثاء تجديد عقوباته على روسيا لستة أشهر أخرى حتى نهاية يناير (كانون الثاني) 2023.

ويشير القرار، وهو إجراء شكلي اتخذه وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إلى العقوبات التي تم فرضها لأول مرة عام 2014 وتم توسيعها بشكل كبير بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

إمدادات الغاز

وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، الثلاثاء، إن إعلان شركة "غازبروم" الروسية العملاقة للغاز أنها ستخفض مزيداً من عمليات التسليم إلى أوروبا هذا الأسبوع له دوافع سياسية، رافضةً ادعاء الشركة بأنها قطعت الإمدادات لأنها كانت بحاجة إلى وقف تشغيل التوربينات. وأضافت سيمسون لدى وصولها إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، "نعرف أنه ليس هناك سبب فني للقيام بذلك، هذا تحرك بدوافع سياسية وعلينا أن نكون على استعداد لذلك. ولهذا السبب تحديداً يعتبر التخفيض الوقائي لطلبنا على الغاز استراتيجية حكيمة".

في المقابل، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء، إن التوربين الذي يعمل بالغاز في خط الأنابيب الروسي "نورد ستريم 1" لم يصل بعد من كندا حيث تجرى له أعمال صيانة، لكن موسكو تأمل في أن يتم تركيبه "عاجلاً وليس آجلاً".

في سياق متصل، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن الولايات المتحدة أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في النصف الأول من عام 2022، بينما زادت البلاد الإمدادات إلى أوروبا وسط أزمة أوكرانيا. وأضافت الوكالة الحكومية أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال ارتفعت 12 في المئة إلى متوسط بلغ 11.2 مليار قدم مكعبة يومياً في النصف الأول من العام مقارنةً مع النصف الثاني من 2021. وساعدت زيادة طاقة تصدير الغاز المسال وارتفاع الأسعار والطلب، خصوصاً من أوروبا، في دعم الصادرات.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة، ذهبت نحو 71 في المئة من صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على مدار الأشهر الخمسة الأولى من العام.

المزيد من دوليات