Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف متجددة من مقاطعة مهرجان موازين

ثمة من يقول إن صرف مبالغ خيالية على الطبقة الفقيرة والمشاريع الإنمائية أفضل بكثير من إنفاق المال على فعاليات موسيقية

ميادة الحناوي في مهرجان موازين (موقع المهرجان)

انطلقت فعاليات الدورة 18 لمهرجان "موازين إيقاعات العالم" في العاصمة المغربية الرباط التي تستمر حتى 29 يونيو (حزيران) الجاري، وسط مخاوف من تكرار سيناريو المقاطعة التي عرفتها الدورة الماضية، إذ تأثر المهرجان في حملة مقاطعة واسعة نُظمت على وسائل التواصل الاجتماعي، انعكست بشكل كبير على الحضور الجماهيري.

مهرجان ضخم

استطاع مهرجان موازين عبر دوراته المتتالية إيجاد مكانة متميزة بين أضخم المهرجانات الموسيقية العالمية، إذ شارك فيه أشهر المغنين العالميين أمثال كارلوس سانتانا وستينغ وماريا كاري وإنريكي إغليسياس وآخرون، في إطار تنظيم محكم وموارد إنتاج ضخمة.

واعتبرت فضيلة العلوي المدغري وهي منظِمة مهرجانات مغربية في حديث لـ"اندبندنت عربية" أن أهمية المهرجان تكمن في العديد من النواحي، بينها تشجيع ودعم الطاقات الغنائية المغربية الشابة، عبر تنظيم مسابقات واختيار أفضل المغنين الشباب واستضافتهم ضمن فعاليات المهرجان، إضافة إلى كون التظاهرة تشكل دعماً لاقتصاد العاصمة الرباط التي يتوافد إليها عدد كبير من المغاربة والأجانب لمتابعة فقرات المهرجان، كما توفر فرصة لرؤية نجوم العالم عن قرب.

ضيوف الدورة

تستضيف الدورة الحالية للمهرجان العديد من النجوم العالميين والعرب والمغاربة، بينهم روساليا وجي بلفين ومنسق الأغاني دافيد غيتا، ومجموعة "بلاك آيد بيس" واريلسون، إضافة إلى ميادة الحناوي وعاصي الحلاني ومحمد عساف وإليسا، والمجموعة المغربية فناير.     

المقاطعة

عرفت الدورة الماضية للمهرجان حملة مقاطعة انتشرت بشكل واسع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ونتج منها غياب كلي للجمهور في بعض سهراتها، وعزا منظمو تلك الحملة مبادرتهم إلى التعبير عن معارضتهم لصرف مبالغ خيالية على المهرجان من أموال دافعي الضرائب، التي كان من الأوْلى تخصيصها لمشاريع إنمائية لصالح الطبقة الفقيرة، إضافة إلى الضعف الذي تعرفه قطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والتي تتطلب الدعم بدل إنفاق الأموال الطائلة على مجرد مهرجان.  

تعاطفت شخصيات مغربية معروفة مع الحملة، فأعلنت الفنانة لطيفة رأفت عن السبب وراء غيابها خلال الدورة الماضية لمهرجان موازين، موضحةً أن السبب الذي دفعها إلى عدم الحضور، مساندتها لحملة المقاطعة التي نظمها المغاربة إلى حين تحقيق مطالبهم الاجتماعية بدل صرف الأموال في المهرجانات.

وأضافت "لقد قاطعت وكنت ضد موازين لسبب واحد، وهو أن دورته الماضية جاءت في فترة كان يشتكي فيها الشعب من غياب الرعاية الاجتماعية. لا يمكن أن أكون متضامنة مع الشعب وأشارك في مهرجان يقاطعونه، فالأموال التي تنفق في المهرجان يجدر إنفاقها في ضرورات اجتماعية".

كما دعم الخبير المغربي في علم الإجرام رشيد المناصفي، والمعروف بمطالبه من أجل التنمية ومحاربة الفساد، حملة مقاطعة المهرجان. وقال في مقطع فيديو نشره على قناته في "يوتيوب" من السويد حيث يقيم، إنه لا يؤمن بفكرة موازين وإنه يقاطعه منذ 12 سنة، حين كان يعيش في المغرب، معتبراً أنه يجب التفكير في بناء مستشفيات ومدارس ومعامل وشركات لتوفير فرص العمل وإرساء الأمن للمواطنين وإصلاح العدالة، بدل الإنفاق على مهرجان.

نفقات المهرجان

ووسط تحفظ شديد من جانب المنظمين بخصوص الحديث عن قيمة الأجور التي يتقاضاها الفنانون المشاركون في العديد من المقابلات الصحافية، نشر موقع "هابي نولدج" المبالغ التي تسلمها هؤلاء، إذ أشار إلى  أن المغني الشهير جاستن تيمبرلايك تقاضى حوالى مليون دولار، وريهانا بين 500 و750 ألف دولار، وكانيي ويست بين 400 و600 ألف دولار، فيما تقاضت أليشيا كيز بين 350 و500 ألف دولار...

غياب الصغير

لم تنته مصاعب المهرجان عند ذلك الحد، إذ أعلنت محكمة مصرية إدانة المغني المصري سعد الصغير بالسجن، قبل أيام  قليلة من حلوله المحتمل في المغرب للمشاركة في فعاليات مهرجان موازين.

وتناقلت مصادر صحافية أن المحكمة أصدرت حكماً على الصغير بعام واحد من السجن مع وقف التنفيذ، وما يعادل الضريبة المستحقة عليه التي تهرّب من أدائها لمصلحة الضرائب وهي مليون و197 ألف جنيه مصري (70700 دولار).

ترتيبات أمنية مشددة

شهدت الاستعدادات قبيل انطلاق المهرجان ترتيبات أمنية مشددة، وقال عبد الرزاق الرميشي، رئيس الأمن "إن هذه التظاهرة الثقافية الكبرى لديها إشعاع دولي نظراً إلى النجاح الذي عرفته النسخ السابقة، ما يعكس تبني المغرب لقيم السلام والتواصل والانفتاح على العالم ومختلف الثقافات، ونظراً إلى التوافد الكبير للمواطنين على مهرجان موازين، الذي يفوق عددهم مليونين، قادمين من مختلف جهات المملكة ومن خارج الوطن، يُفترض وضع خطة واستراتيجية أمنية شمولية للحفاظ على هذا المكتسب، ووضع حد لجميع المحاولات والحركات التي من شأنها أن تمس بالسير العادي لهذه التظاهرة الدولية والتشويش عليها".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة