Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اغتيال صنم احتفال الشمس

يعتبر الحصول على ترخيص سلاح ناري في اليابان مسألة طويلة ومعقدة ومكلفة مادياً

ترك السياسي الياباني شينزو آبي إرثاً سياسياً محلياً ودولياً مميزاً (أ ب)

يعتبر اغتيال شينزو آبي حدثاً مفجعاً في بلد تندر فيه حوادث القتل وإطلاق النار، ففي العام 2021 بلغ عدد حوادث إطلاق النار 10، أدت إلى مقتل شخص وجرح أربعة فقط، كما يعتبر الحصول على ترخيص سلاح ناري في اليابان مسألة طويلة ومعقدة ومكلفة مادياً، فمن حيث المبدأ يعتبر اقتناء السلاح مرفوضاً، لكنه يمكن أن يصدر بعد تجاوز 12 مرحلة من مراحل الحصول عليه، ومع هذا فلم يصدر سوى 192 ألف ترخيص حتى الآن للسلاح في بلد يبلغ تعداد سكانه 125 مليون نسمة، كما كتب المتخصص في المعلومات التكنولوجية اليابانية لـ "نيويورك تايمز" وايسوكي كاباتاياشي.

ويضيف كاباتاياشي أن هذا الرقم أقل بكثير من التراخيص التي منحت في ولاية الأباما الأميركية وحدها، وأن معظم تلك التراخيص صدر لبنادق صيد وحسب، فالحصول على الترخيص يتطلب تدريباً واجتياز اختبارات مكتوبة لثلاث مرات سنوياً، وشهادة طبية تثبت السلامة العقلية لطالب الترخيص، وتتطلب أيضاً شهادة طبية تثبت قدرة طالب الترخيص البدنية على حمل السلاح والتعامل معه بشكل سليم.

ويستمر تعقيد الإجراءات بضرورة الخضوع لدورة تدريب على إطلاق النار بإشراف متخصصين يمنحون المتقدم شهادة تثبت حسن تعامله مع السلاح وقدرته على إطلاق النار بشكل سليم، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل هناك متابعة دورية تجري بعد الحصول على الترخيص لطالبه ومساءلته عما قام به من عمليات إطلاق النار، وأين ومتى وماذا اصطاد؟ وكذلك فأماكن ومواسم الصيد محددة ومشددة التطبيق.

ونظام اليابان المتشدد بالحصول على ترخيص اقتناء السلاح يختلف عن دول مثل الولايات المتحدة الأميركية التي يعتبر شراء السلاح فيها أسهل من شراء علبة السجائر أو علبة بيرة، كما أظهر ذلك تحقيق توثيقي لصحافي استقصائي تابع لمحطة "أن بي سي" التلفزيونية الأميركية، فلقد أرسل الصحافي مراهقاً لشراء الكحول من خمارة تبيع المشروبات الروحية، فلم يسمح له بشراء المشروب لأنه لم يتجاوز الـ 21 من العمر، وذهب لدكان يبيع الدخان فرفض البائع بيعه علبة سجائر لأنه لم يكن فوق سن الـ 18، أما محل بيع السلاح فباعه ما شاء من البنادق من دون تردد أو حتى مساءلة عن هويته وعمره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا ينافس الولايات المتحدة الأميركية في فوضى السلاح هذه سوى اليمن السعيد، حيث يعرض السلاح في صعدة قبل الحروب وبعدها وأثناءها، ويباع علناً وبأصناف وأحجام مختلفة، ولا يمكن الجزم بعدد قطع السلاح في اليمن لصعوبة إحصاء البشر، ناهيك عن إحصاء المسدسات والرشاشات وما شابهها، لكن التقديرات تشير إلى وجود 60 مليون قطعة سلاح في بلد تعداد سكانه ربع سكان اليابان، أي حوالى 30 مليون نسمة.

يذكر أن من اغتال شينزو آبي الأسبوع الماضي قام بتصنيع بندقية الاغتيال بنفسه في بيته، وهو أمر نادر الحدوث، بينما هو مسألة تنتشر مثل المخدرات في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تنتشر ظاهرة الأسلحة "الشبحية" التي تصنّع في البيوت بعد شراء قطعها عبر الإنترنت وتصنيعها منزلياً أو عبر تقنية الأبعاد الثلاثية.

ترك السياسي الياباني إرثاً سياسياً محلياً ودولياً مميزاً، فقد كان أكثر ساسة اليابان تبوأ لرئاسة الوزراء التي تركها مستقيلاً العام 2020 لأسباب صحية.

ولغوياً فاسم العَلم "شينزو" يعني صنم الإله "كامي" في عقيدة الـ "كامي" اليابانية المتفرعة من الـ "شنتو"، والـ "كامي" هي الأشياء الغامضة التي تزيد غموض الديانة وأصلها وتعاليمها، أما "آبي" فيعني "احتفال الشمس".

ويصف اليابانيون أنفسهم بأنهم "أبناء الشمس"، لأن اليابان أول أرض تشرق عليها الشمس في العالم القديم.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء