Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطارات كبرى تئن وتطالب بوقف تذاكر السفر

أزمة نقص الطيارين تثير مخاوف في شأن قطاع الأعمال التجارية

طالبت إدارة مطار هيثرو شركات الطيران بالتوقف عن بيع مزيد من تذاكر السفر هذا الصيف (رويترز)

كان السفر من وإلى مطار دوبوك بولاية آيوا على ضفاف نهر المسيسيبي أمراً سهلاً بالنسبة إلى سكان المقاطعة البالغ عددهم 100 ألف نسمة، فالمطار صغير ويسهل الوصول إليه، كما أن وقوف السيارات مجاني، لكن كل ذلك على وشك الانتهاء، إذ بدأت سلسلة جديدة من الأزمات في الظهور.

وتشير البيانات إلى أن الخطوط الجوية الأميركية، الناقل الوحيد الذي يقدم خدمة منتظمة إلى دوبوك، ستتخلى عن مساراتها بسبب نقص الطيارين اللازمين لتوظيف الطائرات الإقليمية التي تخدم المطار، كما تتخلى الشركة عن خدماتها في نيويورك، شرق لونغ آيلاند وإيثاكا وتوليدو، وأوهايو، للسبب ذاته. ووصفت الشركة هذه التحركات بأنها "قرار صعب".

وبالنسبة إلى معظم المقيمين والشركات التي تستخدم مطار دوبوك سيكون البديل الرئيس هو مسافة ثلاث ساعات بالسيارة من مطار أوهير في شيكاغو، وهو أمر ليس من السهل التنقل فيه أو ركن سيارته بسعر رخيص، والأزمة أن كثيراً من القيادة ليست حتى على الطرق السريعة بين الولايات.

ضربة كبيرة لآفاق الأعمال التجارية

وإضافة إلى جعل السفر أكثر صعوبة، فإن القرار يمثل ضربة كبيرة لآفاق الأعمال التجارية للمدينة والمنطقة المحيطة بها، وقال الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة بمنطقة دوبوك مولي غروف إنه "أمر مخيب للآمال بالتأكيد، ومن الواضح أن الخدمات الجوية مهمة لمجتمع الأعمال إنهم يعتمدون عليها لجلب المواهب أو نقل المواهب إلى شركات أخرى، والوقت الذي يتم توفيره من خلال عدم الاضطرار إلى القيادة في مكان ما لا يمكنك التغلب عليه". لكن دوبوك والمطارات المتضررة الأخرى ليست وحدها، فهذه مشكلة تضرب مزيداً من المدن، ومن المرجح أن تكون مصدر قلق متزايد خلال السنوات المقبلة وفقاً للخبراء.

والشركة المتحدة "يو أي إل" و"دال"، وهما شركتا الطيران الرئيستان الأخريان اللتان تستخدمان شبكة مركزية تعتمد على الطائرات الإقليمية، تقللان أيضاً من الخدمة لبعض المطارات الأصغر التي تخدمها. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها شركات الطيران لتوظيف مزيد من الطيارين، لكن لا يزال من المتوقع أن يزداد النقص في الولايات المتحدة، وهذا ينطبق بشكل خاص على شركات الطيران الإقليمية التي تخدم هذه المدن الصغيرة نيابة عن شركات النقل الكبرى. وهم في الأساس الطيارون الذين يتم استئجارهم بعيداً من قيادة الطائرات الكبيرة. وعلاوة على ذلك فإن هذه المشكلة ليست مجرد نتيجة الاضطرابات في صناعة الطيران الأميركية بسبب الوباء وتدفق حالات التقاعد الباكر التي حدثت نتيجة لذلك.

وقال الرئيس التنفيذي لاتحاد شركات الطيران الإقليمية فاي مالاركي بلاك، "كانت المجتمعات تفقد خدماتها الجوية خلال الجزء الأفضل من العقد الماضي، ليس عليك أن تفقد كل خدماتك لتفقد الاتصال بالنظام، وعندما تفقد كثيراً من التردد، ولن ترغب الشركات في تحديد موقع في مكان ما".

 

خفض نصف الخدمات خلال 3 سنوات

في الوقت ذاته، تظهر الإحصاءات أن 24 سوقاً تخدمها المطارات الإقليمية فقدت نصف خدماتها خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا لا يشمل جولات الخفوض المخطط لها في وقت لاحق من هذا العام، كما خسرت 42 سوقاً أخرى ما بين ثلث ونصف الخدمة في الإطار الزمني ذاته.

ويرى بلاك أن النقص في الطيارين ترك شركات الطيران بلا خيارات أخرى غير تقليص الخدمة، وفقاً للأرقام الصادرة عن شركة تحليلات الطيران "سيريوم"، فإن نحو 10 في المئة من الطائرات كاملة الحجم من "بوينغ" و"إيرباص" في أساطيل شركات الطيران الأميركية لم تطر بعد، حتى مع انتعاش الطلب على السفر من مستويات الوباء.

ولا تزال أكثر من 500 طائرة إقليمية أو ما يقرب من ربع الطائرات الإقليمية الأميركية التي تصنعها كبرى الشركات المصنعة "بومباردييه" و"إمبراير" على الأرض. وأضاف بلاك، "ليس لدينا كل الطيارين لتشغيل كل هذه الطائرات، وعدد الطيارين الذين يدخلون المهنة أقل من عدد الذين يتركونها، إنها وظيفة رائعة، المشكلة هي أن هناك حواجز ضخمة للدخول وتقتصر على أولئك الأثرياء بما يكفي لدفع كلف التدريب".

وعلى الرغم من أن بلاك يعتقد بإمكان إجراء تغييرات في فرص القروض والموارد الأخرى لجلب مزيد من الطيارين إلى الميدان، يقول خبراء آخرون إنهم لا يعتقدون أن هذا الاتجاه سينعكس. وقال مدير الرؤى الأول في شركة "سليك ويب" للأبحاث جيم كوريدور، إن "الطائرات الإقليمية موجودة لسبب ما لن يختفي، لكن اقتصادات الطيران تتغير وكذلك كلف الوقود وضغوط الأجور، واقتصادات الطيران آخذة في التغير وبعض المدن لن تكون مربحة".

مطالب بوقف بيع التذاكر

في السياق ذاته، طالبت إدارة مطار هيثرو شركات الطيران بالتوقف عن بيع مزيد من تذاكر السفر هذا الصيف، إذ يعلن عن حد أقصى للركاب المسموح لهم بالسفر من المطار. ومن المقرر أن يحد المطار من عدد الركاب إلى 100 ألف مسافر يومياً حتى الـ 11 من سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث يكافح من أجل التعامل مع ارتفاع الطلب ونقص الموارد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن الرئيس التنفيذي جون هولاند كاي في بيان عن "القرار الصعب" عبر رسالة مفتوحة للركاب، قائلاً إنه "خلال الأسابيع القليلة الماضية ونظراً إلى أن أعداد الركاب المغادرين تجاوزت بانتظام 100 ألف يومياً، فقد بدأنا في رؤية فترات تنخفض فيها الخدمة إلى مستوى غير مقبول، إن زملاءنا يذهبون إلى أبعد الحدود لإبعاد أكبر عدد ممكن من الركاب، لكن لا يمكننا تعريضهم للخطر على سلامتهم ورفاهيتهم".

وتعمل شركات طيران عدة على تقليل عدد الركاب الذين يدخلون ويغادرون مطار هيثرو، لكن هولاند كاي قال إن أحدث توقعات مطار هيثرو أظهرت أنه تم بالفعل بيع عدد فائض من المقاعد، وبالتالي يتعين على شركات الطيران التوقف عن بيع التذاكر الآن. وأضاف كاي، "سيبلغ متوسط عدد مقاعد المغادرة اليومية خلال الصيف 104 آلاف، مما يمنح زيادة يومية قدرها 4 آلاف مقعد، وفي المتوسط تم بيع 1500 مقعد فقط من هذه المقاعد اليومية البالغ عددها 4 آلاف للركاب، ولذا فإننا نطلب من شركات الطيران التوقف عن بيع تذاكر الصيف للحد من التأثير على الركاب.

وفي العام 2018 كان العدد اليومي للمسافرين الذين يمرون عبر مطار هيثرو يقارب الـ 220 ألف مسافر، مقسمين بين القادمين والمغادرين، مما يشير إلى حجم الأزمة الحالية.

اقرأ المزيد