Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل في ذروة الانشغال الأمني عشية زيارة بايدن ولبيد يسعى لتحقيق إنجاز

نشر منظومة القبة الحديدية على كافة الأراضي خشية تصعيد أمني واستعدادات للمواجهة

أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات مكثفة على مختلف السيناريوهات المتوقع أن تحدث خلال هذه الزيارة (أ ف ب)

في وقت تنشغل فيه إسرائيل في التحضير للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأربعاء 13 يوليو (تموز) الحالي، يأمل رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في أن يحقق إنجازات يسجلها في مسيرته القصيرة كرئيس حكومة. وتنكب منذ يومين المؤسستان الأمنية والعسكرية في تل أبيب في التحضير لهذه الزيارة فيما بدأ عناصر الشرطة بوضع الحواجز في مدينة القدس وعشرات الشوارع التي سيتم إغلاقها، ولم تتوقف حركة الطيران من مركز إسرائيل وحتى القدس ضمن هذه الاستعدادات.

وخلال أبحاث أمنية مطولة استخلص المسؤولون أن زيارة الرئيس الأميركي في هذا الوقت بالذات تشكل تحدياً أمنياً لإسرائيل في ظل التوقعات بتصعيد أمني في الضفة الغربية والقدس، وربما أيضاً عند الحدود الشمالية، ما استدعى إلى تكثيف الجهود للاستعدادات الأمنية، التي لم يسبق أن اتخذتها إسرائيل خلال زيارة رئيس للولايات المتحدة.

فقد أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات مكثفة على مختلف السيناريوهات المتوقع أن تحدث خلال هذه الزيارة، من بينها مواجهات تجاه الشمال وأيضاً في الضفة والقدس. وكان الأبرز في هذه التدريبات منظومات الدفاع المختلفة "القبة الحديدية" و"السهم" و"حيتس" وغيرها، ليس فقط لضمان استخدامها بنجاح أثناء العرض المخطَط له خلال زيارة بايدن لإطلاع الرئيس الأميركي على هذه المنظومات، إنما أيضاً لاستخدامها في حال تصعيد أمني مفاجئ وغير متوقع.

وضمن الاستعدادات لاحتمال تصعيد طارئ تم نشر منظومة القبة الحديدية في مختلف المناطق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بالتركيز على المركز في تل أبيب والقدس.


تنسيق أمني مع علامة استفهام


و في ظل مختلف السيناريوهات المتوقعة خلال زيارة بايدن، قررت المؤسسة السياسية ضرورة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، على الرغم من القطيعة التي شهدتها العلاقات خلال الفترة الأخيرة. لكن وزير الأمن بيني غانتس بادر إلى عقد لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وناقش معه التحديات الأمنية والمدنية في المنطقة، واتفقا على مواصلة التنسيق الأمني الوثيق وتجنب القيام بخطوات تمس بالاستقرار، وفق مقربين من غانتس. فيما أكد أبو مازن على ضرورة الحفاظ على "مناخ هادئ" قبل زيارة الرئيس بايدن.

   كما تحدث لبيد مع عباس في أول اتصال مباشر بين رئيس حكومة إسرائيلية ورئيس السلطة الفلسطينية منذ سنوات ضمن التنسيق والتحضيرات لزيارة بايدن.

وعلى الرغم مما أبداه الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني من تفاؤل من هذه اللقاءات وضمان التنسيق الأمني في الأقل قبل وخلال زيارة بايدن، إلا أن جهات فلسطينية وإسرائيلية عدة وضعت هذا التنسيق تحت علامة استفهام كبيرة في ظل تصعيد التوتر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والغضب الفلسطيني إزاء سياسة القمع والحصار والقتل التي لم تتوقف من قبل الجيش الإسرائيلي.

تجدد المواجهات

وجاء التنسيق مع السلطة الفلسطينية في ظل تقارير استخبارية إسرائيلية تتحدث عن إمكانية تجديد عمليات ضد أهداف إسرائيلية أو تصعيد أمني على خلفية زيارة بايدن. وتم إعداد خرائط لمختلف المناطق الحساسة وتعزيز الأمن من حولها كما تم نشر قوات معززة من الشرطة، إضافة إلى جنود الوحدة السرية.

وادعى مسؤول أمني إسرائيلي أن جهاز الاستخبارات تلقى عشرات التحذيرات من تنفيذ عمليات في مختلف أرجاء البلاد على شكل إطلاق نار أو عمليات طعن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أربعون ساعة من التحدي
 

ويبدأ الرئيس بايدن جولته في الشرق الأوسط بعد ظهر الأربعاء 13 يوليو، وسيمكث في إسرائيل حوالى 40 ساعة وهو وقت قصير جداً، لكن رئيس الحكومة يائير لبيد الذي تسلم منصبه حديثاً سيسعى إلى توثيق إنجاز في سجل تاريخه السياسي كرئيس حكومة، خصوصاً وأن الأمل ضئيل بأن يعود إلى هذا المنصب بعد الانتخابات التي تعطي استطلاعات الرأي الاحتمال الأكبر بالفوز لبنيامين نتنياهو.

وبناءً على طلب الوفد الأميركي فإن مراسيم الاستقبال في مطار بن غوريون الدولي ستكون قصيرة، نسبياً، بسبب الحرارة المرتفعة المتوقعة وقت هبوط بايدن، فلن تكون هناك مصافحات ما بين بايدن والطاقم الإسرائيلي الأعلى ولكن ستكون هناك خطابات، حتى اللحظة أُعلن أنها ستقتصر على بايدن ولبيد والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ.
لبيد من جهته سيستغل الوقت القصير لوجود بايدن في اللقاءات معه ليطرح مختلف القضايا الملحة في المنطقة إلى جانب الاتفاق النووي مع إيران، والأهم بالنسبة إليه أن يخرج الرئيسان بتأكيد على تعزيز التنسيق الأمني بين البلدين وعلى دعم الإدارة الأميركية لمختلف المطالب الأمنية الإسرائيلية.

وإذا ما ستسجل زيارة بايدن إلى المنطقة نجاحاً لإسرائيل في حال تم التوصل إلى اتفاقات مع الدول العربية على تشكيل حلف دفاع عربي – إسرائيلي برعاية أميركية، فإن هذا الجانب يشكل خلافاً بين جهات إسرائيلية، فهناك مَن يرى أن بايدن سيبذل جهداً كبيراً للتوصل إلى هذا الاتفاق، فيما استبعد مسؤلون في الحكومة الإسرائيلية أن يستغل بايدن زيارته إلى المنطقة والإعلان عن تحالف أمني "دفاعي" إقليمي يضم إسرائيل والسعودية موجَه ضد إيران.

وكشف مسؤولون إسرائيليون عن خلافات داخلية بين مسؤولين إسرائيليين كبار حول "إيجابيات وسلبيات" مثل هذا "الحلف" ويرى البعض أن هناك تعقيدات قد تحول دون إقامته، واعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن إمكانية تشكيله ضعيفة.

ويتوقع إسرائيليون توقيع اتفاق مهم بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال زيارة بايدن يشمل القضايا الأمنية والاقتصادية. وإلى جانب ما يسعى لبيد إلى تحقيقه من ناحية إيران والتنسيق الأمني فإنه سيعمل على ضمان تحقيق قانون التأشيرات للإسرائيليين إلى الولايات المتحدة.

وقانون التأشيرات، الذي سقط مع سقوط الحكومة، كان يُفترض أن يفتح أمام مواطني إسرائيل إمكانية الدخول إلى الولايات المتحدة من دون تأشيرة، وهو ما وصفه الإسرائيليون بـ"حلم إسرائيلي".

المزيد من الشرق الأوسط