Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غانتس يهدد والطائرات المسيرة تشكل تحديا لأمن الغاز الإسرائيلي

انتقد مراقبون اختيار موقع يصعب الدفاع عنه لمنصة "كاريش"

حذرت جهات أمنية إسرائيلية من مخاطر تجاهل تهديدات "حزب الله" لحقول الغاز (أ ف ب)

مع الكشف عن طائرة مسيرة جديدة تنطلق من لبنان في اتجاه المياه الإقليمية، وتحديداً موقع حقل كاريش الغازي، كما تدعي إسرائيل، أبدت جهات إسرائيلية شكوكاً في إمكانية التوصل إلى اتفاق أو حتى تفاهمات مع لبنان حول مناطق الغاز المختلَف عليها بين البلدين.
وبينما كُشف أن وزارة الطاقة الإسرائيلية طالبت بعدم النشر عن حادثة الطائرات المسيّرة الثلاث التي قالت إسرائيل، إنها أسقطتها، اعتبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هذه الطائرات تحدياً أمنياً، وأعلنت عن استحداث جهاز جديد لمواجهتها وإسقاطها من دون أن تترك أي أثر.
ولم يقتصر تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على مواجهة الطائرات المسيرة أو "حزب الله"، الذي بحسب إسرائيل، قام بإطلاق الطائرات، لكنه يرى في إيران عنصراً مركزياً في ما سماه الإسرائيليون "حرب المسيرات"، وادعت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن الطائرات الثلاث التي أُطلقت في المرة الأولى من هذا الشهر، والطائرة التي أُطلقت في المرة الثانية نحو المنطقة ذاتها، هي من صنع إيراني وتندرج ضمن مخطط طهران لتعزيز قدرات "حزب الله" والسيطرة في المنطقة.
وبحسب تقرير إسرائيلي سبق وعرضه غانتس، ادعت إسرائيل، أن ما رصدته أجهزة مراقبتها لأربع سفن تابعة للجيش الإيراني قد تكون ضمن الاستعدادات لمواجهات بحرية إلى جانب "التهديد المباشر للتجارة، والطاقة والاقتصاد في العالم".

تحذير من تجاهل تهديدات "حزب الله"

قبل أن يهدد غانتس ويعرض التقرير الأمني الإسرائيلي حول السفن الإيرانية، تقدمت وزارة الطاقة الإسرائيلية بطلب لجميع المسؤولين ذوي الشأن بالامتناع عن نشر حادثة الطائرات المسيرة، خشية أن تلفت أنظار جهات معادية لخطورة الاعتداء على حقول الغاز، وبالتالي إلحاق الضرر بأهداف اقتصادية وبحرية إسرائيلية.
وحذرت جهات أمنية من مخاطر تجاهل تهديدات "حزب الله" لحقول الغاز، حتى وإن لم تلحق أضراراً مباشرة بحقل كاريش أو غيره، معتبرة أن "مجرد استهدافه يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل من مختلف النواحي". وذكرت الجهات الأمنية الإسرائيلية، "عملياً، إطلاق المسيرات كان بمثابة مقدمة للوضع المعقد السائد بين الأطراف المختلفة في لبنان. ومع ذلك، على إسرائيل ألا تنسى الحقائق المتعلقة بالخلاف البحري. ولأول مرة، عرض لبنان موقفاً موحداً على الوسيط الأميركي يختلف عن موقف (الأمين العام للحزب حسن نصرالله). وعليه، ففي إطلاق المسيرات نحو كاريش، يشير نصرالله عملياً إلى أن هذه المنطقة لا تزال موضع خلاف. هذا الوضع يتعارض مع موقف حكومة لبنان الرسمي الذي وافق على أن يكون الخلاف فقط على المنطقة الأصلية بمساحة 860 كيلومتراً مربعاً من دون توسيع منطقة النزاع، حيث إن كاريش يقع خارجها، أي ضمن المنطقة الإسرائيلية".

هوكشتاين إلى تل أبيب

تفاعل هذا الملف يأتي عشية زيارة الوسيط الأميركي، آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل، حاملاً التسوية التي عرضها لبنان، والتي بموجبها يتنازل الأخير عن مطالبه في حقل "كاريش"، مقابل تنازل إسرائيل عن المطالبة بحقل "قانا".
وسيعقد هوكشتاين سلسلة اجتماعات مع الفريق الذي يمثل إسرائيل في المفاوضات غير المباشرة مع لبنان، والتي تمت خلال السنوات السابقة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات حول المناطق الحدودية البحرية المتنازع عليها بين الجانبين.
وتوقع مسؤول إسرائيلي إحراز تقدم كبير في ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان خلال زيارة هوكشتاين، حيث إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن المسؤولين اللبنانيين معنيون بالتقدم في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق. وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن "هناك فرصة، في ظل نشاط الوسيط الأميركي، للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود، على الرغم من وجود خلافات بين الطرفين، يمكن حلها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مناورة حية

أما في مجال الأبحاث الأمنية التي أجرتها إسرائيل حول سبل التعامل مع الطائرات المسيرة وتداعياتها، اعتبر الإسرائيليون هذه الوسيلة الحربية بمثابة توسيع ما سموه "صندوق أدوات حزب الله" للضغط على إسرائيل للوصول إلى تسوية حول المناطق المختلَف عليها.
ورأت جهات عسكرية في التصدي لهذه الطائرات مناورة حية للجيش الإسرائيلي للتدرّب على مواجهة الخطر، الذي تخشاه إسرائيل وتدرب عليه سلاح البحرية منذ أكثر من سنة، لحماية حقول الغاز في البحر المتوسط، غير أن مسؤولاً أمنياً رأى أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى عمل مكثف حتى يستخلص الدروس منه.

الفرضية التي يجب أن توجه إسرائيل

من جهته يرى اللواء في احتياط الجيش الإسرائيلي، آموس يارون الذي شغل في السابق منصب مدير عام وزارة الأمن أن "حزب الله يحاول خلق معادلة جديدة في خط الحدود البحرية الشمالية في منطقة المياه الاقتصادية الإسرائيلية، وعليه فإن كل هجوم عليها هو هجوم على إسرائيل".
غير أن يارون انتقد وجود منصة كاريش في هذا المكان، الذي يُعد موضع خلاف من ناحية سياسية، وليس بعيداً عن خط الشاطئ، حيث تشكل هدفاً مريحاً جداً للهجوم وصعباً جداً للدفاع".
وأوضح يارون، أنه "لا يُفترض بمنصة الغاز أن تكون فوق البئر نفسها. يمكن لها أن تكون بعيدة عنها كيلومترات عدة، إذ إن الغاز يمر بأنابيب من البئر، عبر المنصة وحتى نقطة في الشاطئ". وأضاف "صحيح أن تموضع المنصة فوق البئر أكثر راحة من ناحية تشغيلية، لكن لو كانت متموضعة قريباً نسبياً من الشاطئ وبعيدة عن خط الحدود مع لبنان، لكان ممكناً الدفاع عنها بنجاعة أكبر، وبذلك توفير كثير من المال، وكذلك وجع الرأس السياسي".

وفي تقديرٍ أثار نقاشاً إسرائيلياً داخلياً، لسبب وجود المنصة على مقربة من حدود مختلَف عليها، قال يارون، "يُحتمَل أن يكون المكان البعيد لمنصة كاريش يستهدف، عملياً، تبرير شراء وسائل الملاحة الكبيرة وباهظة الثمن، التي فضلت إسرائيل شراءها من تيسنكروف الألمانية. تلك الصفقة موضع الخلاف التي يُفترض أن تُفحص قريباً في لجنة التحقيق الرسمية".
ودعا إلى تشكيل لجنة لفحص الأسباب التي دعت إلى اختيار موقع منصة كاريش، "خصوصاً وأن الدفاع عنها هو أمر في غاية التعقيد"، على حد تعبيره.
من جانب آخر، تساءل اللواء في الاحتياط الإسرائيلي، "إذا كان حزب الله حقاً قد نسق إطلاق المسيّرات مع إيران، لتنفيذ عملية انتقام ضد العمليات المنسوبة إلى إسرائيل، في إيران وسوريا، فلماذا لم يتم إطلاق مسيّرات متفجرة؟ في المقابل، إذا لم يكن قد نسّق العملية مع إيران وأيضاً سارع إلى تحمل المسؤولية عن العملية، فيبدو أن نصرالله أراد نقل رسالة علنية ومدوية إلى الساحة اللبنانية الداخلية. على الرغم من أنه وإيران يعرفان أن تحليل إسرائيل سيسارع إلى إلصاق المسؤولية بإيران. هذه هي الفرضية التي يجب أن توجه إسرائيل، وهي تلزمها بأن تدرس بعناية كبيرة ردها، بالأساس لأن نشاطات الحزب تستند إلى توقع رد إسرائيلي تلقائي واستعراض عسكري سيجر إسرائيل إلى داخل الساحة السياسية اللبنانية بصورة ستخدم حزب الله، وتعطيه أداة تأثير سياسية، يمكنه بواسطتها أن يفرض أو يمنع خطوات اقتصادية وسياسية حيوية لإنقاذ لبنان".

كذلك اعتبر الجيش الإسرائيلي، الطائرات المسيرة تحدياً كبيراً وجديداً من الناحية النوعية ما استدعى الحاجة إلى بحث مكثف لسبل مواجهتها. وبحسب ادعاء الجيش فقد تم البحث حول سبل تحييد البنى التحتية للعدو من خلال ربط شبكات التقاط بأجهزة الاستشعار في البحر والجو وعلى الأرض. وتم بناء آلة جديدة، بحسب الإسرائيليين، يمكنها إسقاط الطائرات المسيرة من دون أي نوع من صوت الانفجارات ولا تترك خلفها أي أثر.

المزيد من الشرق الأوسط