أفاد صيادون وغواصون وغطاسون قبالة الساحل الجنوبي لكورنوال [جنوب غربي إنجلترا] بأنهم لاحظوا ارتفاعاً حاداً في عدد الأُخطُبوطات، مما دفع دعاة الحفاظ على البيئة إلى القول إنه "قد يكون دليلاً على طفرة نادرة في الأعداد".
وفقاً لمنظمة "كورنوال للحياة البرية"، فقد أبلغ الغواصون عن زيادة أعداد الأخطبوط من النوع الشائع في مياه كورنوال، لا سيما حول شبه جزيرة ليزارد.
في الوقت ذاته، قال صيادون محليون إنهم اصطادوا أعداداً كبيرة في فخاخ سرطان البحر والحبار، حيث أبلغ أحد الصيادين في بلدة ميفاجيسي Mevagissey أنه اصطاد 150 في يوم واحد، مقارنةً بصيده المعتاد بمعدل صيد واحد أو اثنين في السنة.
وقال مات سلاتر، مسؤول البيئة البحرية في جمعية "كورنوال للحياة البرّية"، في بيان حول المشاهدات "لقد تحمست حقاً عندما تلقيت عدة رسائل من غواصينا، ليس فقط لأن مشاهدات هذه الحيوانات المدهشة نادرة، ولكن لأنهم رأوا العديد منهم في رحلة غوص واحدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أنها "مخلوقات مذهلة وواحدة من أكثر الحيوانات ذكاءً في محيطاتنا، ومشاهدة هكذا تكاثر بالأعداد في مياهنا أمرٌ لا يصدق".
ووفقاً للجمعية، فإن الأخطبوط من النوع الشائع هو ضيف نادر في مياه المملكة المتحدة، ولم يتعدَ ظهوره معدل المرتين في العام بحسب سجلات الجمعية. إنها مخلوقات ذكية للغاية بأجسام ناعمة تشبه الأكياس وثمانية أذرع طويلة مغطاة من باطنها بصفوف من ممصات قوية، تتغذى بشكل عام على سرطان البحر ويمكن أن تغير لونها لتندمج بشكل أفضل مع بيئاتها للتخفي.
وأشارت الجمعية، إلى أنّ ازدهار أعداد الأُخطُبوطات أمر نادر ولكنه ليس غير مألوفٍ. وكانت آخر طفرة في أعداده في إنجلترا في عام 1948، عندما تم الإبلاغ عن مشاهدة أعداد كبيرة منها على طول الساحل الجنوبي من لاندز إند إلى ساسكس. وقبل ذلك، كانت آخر مرة أُبلغ فيها عن طفرة بأعدادها في عام 1899.
وقال السيد سلاتر "لا يزال غير واضح حالياً ما إذا كانت المشاهدات المتزايدة هي طفرة أحادية أو أن أعداد الأخطبوط في ازدياد مطرد. وفقاً لجمعية "كورنوال للحياة البرية"، فإن أعداد الأخطبوط متقلبة منذ عقود.
ويبقى سبب الطفرة غير معروف حتى الآن، لكن الجمعية أشارت إلى أن إناث الأُخطُبوطات تضع ما بين 50 ألفاً و100 ألف بيضة، وعلى الرغم من أن العديد منها عادة ما تموت، فإنّ الظروف الجيدة يمكن أن تسمح للكثيرين البقاء على قيد الحياة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأعداد.
وأضافت أن ارتفاع درجات حرارة البحر يمكن أن يسرّع معدلات النمو السريع بالفعل، لكن لم تُجرَ أبحاث كافية حول هذا الأمر لحسم السبب بشكل قاطع.
نُشر في اندبندنت بتاريخ 2 يوليو 2022
© The Independent