Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل المستقبل المعتمد على البطارية صديق للبيئة ايضا؟

بطاريات تزود حياتنا بالطاقة وتتوافق مع الطاقة المتجددة لكن مشاكل كثيرة

دراجات "سكوتر" مزودة ببطارية تعبر عن ملمح آخر من تغلغل البطاريات في الحياة  اليومية المعاصرة (وكالة الصحافة الفرنسية)

تستمدّ حياتنا طاقتها من بطاريات الليثيوم أيون. من إرسال رسائل البريد الإلكتروني، والتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، وصولًا إلى قيادة السيارة إلى منازل الأصدقاء، تعطي البطاريات زخمًا للحياة في القرن 21.

ومن المتوقع أن يزداد الاعتماد عليها خلال العقود القادمة. فبينما نتّجه نحو مستقبل خالٍ من الفحم، سيتزايد استخدام البطاريات وكذلك الحال بالنسبة إلى إنتاج الطاقة المتجددة.

ثمة مشكلة وحيدة مع مصادر الطاقة المتجددة تتمثّل في أنّ التوربينات لا تولّد الكهرباء إلا إذا هبّت الرياح، وألواح الطاقة الشمسية لا تعمل إلا عندما تشرق الشمس. وتساعدنا البطاريات في التغلّب على تلك المشكلة بفضل قدرتها على تخزين الطاقة ثم معاودة إطلاقها عندما يكون الطلب مرتفعًا.

هذا الأسبوع، أُعلن عن صنع أكبر بطارية في المملكة المتحدة في مزرعة "وايتلي" للرياح بالقرب من غلاسكو الاسكتلندية. ستخزّن تلك البطارية الطاقة الناتجة عن 215 توربيناً كما ستدعم الشبكة الوطنية للكهرباء حتى عندما لا تهب الرياح.

ومن المتوقع أن يكون هذا ذلك مشروعاُ أولاً بين ما لا يقل عن ستة مشاريع مماثلة تتبناها مواقع الطاقة المتجددة التابعة إلى شركة "سكوتيش باور"، وجاء بعد تركيب أضخم بطارية في العالم في "آديلايد" 2017. وآنذاك، رُكّبَتْ بطارية تخزين الطاقة قرب مزرعة للرياح في "هورنسديل" تابعة إلى شركة "نيون" الفرنسية، بالقرب من "جيمستاون". وفي نهاية العام الماضي، أشارت أرقام قدمها "أسبوع أستراليا للطاقة" إلى أنّ النظام الجديد قد خفّض كلفة انقطاع التيار الكهربائي بنسبة 90 في المئة.

غالبًا ما يكون ذلك النوع من التطورات مثيراً، غير أنّ المواد الخام المستخدمة في بناء تلك التكنولوجيا تترافق مع تكاليف بيئية خاصة بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حاليًا، يُستخرج 75 في المئة من الليثيوم عالميًّا من أستراليا وتشيلي والأرجنتين والصين. ويخشى بعض المحللين أن تصبح أميركا الجنوبية هي "الشرق الأوسط" الجديد مع بداية حلول طاقة البطارية محل الفحم. "سوف تصبح بوليفيا محط اهتمام العالم أكثر بكثير من المملكة العربية السعودية"، وفقًا لخبراء من شركة "ميريديان إنترناشونال ريسيرش".

ويعتبر الكوبالت في الأقطاب الكهربائية الموجبة (أو "الكاثودات") عنصرًا رئيسًا في بطاريات الليثيوم والحديد. ويُستخرج أكثر من 60 في المئة منه عالميًا من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتدير شركات صينية عدداً من المناجم الصناعية في البلاد لكنها تستخدم أكثر من 35 ألف طفل بعضهم لا يتجاوز عمره ستة أعوام، في إنجاز أعمال لا تراعى فيها شروط إنسانيّة. إذ يخاطرون بحياتهم للتنقيب عن الكوبالت لمصلحة الشركات الكبرى في الإلكترونيّات التي من المحتمل أن كثيراً منها على دراية بالظروف المروعة التي يعملون فيها. وثمة خطر جيوسياسي أيضاً سيظهر إذا قررت الحكومات فرض قيود على الإمدادات.

وجد تقرير صادر في العام 2015 أنّ 82 في المئة من الانتاج العالمي للغرافيت الذي يعتبر مكوّناً رئيساً آخر في البطاريات، يأتي من الصين. في الواقع، ينبغي أن يقلق المصنّعون بشأن مدى توفّر المكوّنات الرئيسة إذا كانت متمركزة في بلد بعينه.

ثمة حماسة كبيرة للاستثمار في البطاريات، لكننا بحاجة إلى التفكير بعناية في الآثار البيئية والسياسية المترتبة على استخراج المعادن التي تتألّف منها.

حاليًا، تُعدّ معدلات إعادة تدوير الليثيوم منخفضة للغاية، وإذا واصلنا تجاهل المعادن القديمة، فقد لا تبدو طاقة البطارية في النهاية صديقة للبيئة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم