Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سؤال عن قدرة الديدان الخارقة على حل أزمة النفايات البلاستيكية

تضعنا تلك المواد في مأزق كبير وحري بنا أن نعالج تلك المشكلة بأنفسنا

كوكبنا يغرق في البلاستيك فلنستدع الديدان (غيتي)

"كلمة واحدة سأقولها لك. هل تصغي إلي؟ إنه البلاستيك. تعد المواد البلاستيكية بمستقبل مبهر". تمثل تلك الكلمات نصيحة من صديق والدي الشخصية التي أداها الممثل داستن هوفمان في فيلم "ذا غردجويت" (الخريج) The Graduate الصادر عام 1967، أثناء تفكير ذلك الخريج في مستقبله العملي بعد انتهائه من الجامعة.

من منتصف القرن الـ 20 وحتى أواخره، شكلت المطواعية المغرية التي تتميز بها المواد البلاستيكية جانباً رئيساً من "الحلم الأميركي"، وساعدت في تيسير صعود الرأسمالية التي قادت حال الاستهلاك المفرط في العالم الغربي.

في المقابل، تبدد ذلك "المستقبل العظيم" الذي امتلكه للبلاستيك ذات مرة، وسرعان ما أفضت القدرات الخلاقة اللامحدودة التي يوفرها البلاستيك إلى وجود فائض عالمي غير محدود من نفايات البلاستيك، التي تخنق الآن تقريباً كل نظام إيكولوجي على كوكبنا.

من قيعان البحار في أعمق الفوالق البحرية إلى قمم الجبال الأعلى في العالم، غمر نثار البلاستيك مختلف أنحاء المعمورة.

واستطراداً، باتت جزيئات بلاستيكية متناهية الصغر (ميكروبلاستيك) تلوث الآن الثلوج التي تتساقط حديثاً على أجزاء نائية من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، وكذلك يعثر حاضراً على أنواع مختلفة من المواد البلاستيكية في أجسام الحيوانات ضمن حلقات السلسلة الغذائية، بما في ذلك البشر أنفسهم، إذ رُصدت حديثاً، للمرة الأولى، في دمائنا. ويفيد علماء بإن البلاستيك سيصير جزءاً من السجل الأحفوري لكوكب الأرض.

إذاً، ماذا عسانا نفعل في شأن هذا الواقع؟

حسناً، يدفع كل مستهلك خمسة بنسات في مقابل الحصول على حقيبة حمل بلاستيكية من أي متجر في إجراء تطبقه المملكة المتحدة منذ سبع سنوات، ولكن إذا قصدت أي سوبر ماركت فستجد حيثما نظرت لمعان العبوات البلاستيكية الشفافة والأحادية الاستخدام [تستخدم مرة واحدة ثم ترمى].

في الحقيقة، نحن مدمنو بلاستيك ولسنا ندري ما السبيل إلى الإقلاع عنه.

في مختلف أنحاء العالم يبتاع المستهلكون مليون عبوة بلاستيكية كل دقيقة، فيما ما زال الناس يستخدمون خمسة تريليونات كيس بلاستيكي سنوياً، والأسوأ أن نصف البلاستيك المنتج مصمم للاستخدام مرة واحدة ثم يرمى بعيداً.

ولكن أين بعيداً؟ يُرمى البلاستيك الذي نستخدمه في أماكن حيث يجد طريقه إلى مجاري المياه وممراتها، مما يوصله في نهاية المطاف إلى المحيطات، أو أن يترسب في تركيزات مهولة تنتشر في البيئة الطبيعية على شكل جزيئات بلاستيكية ومواد كيماوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، ثمة خيارات أخرى بديلة من البلاستيك وصديقة للبيئة، من قبيل أدوات تعبئة وتغليف شبيهة بالبلاستيك، لكنها مصنوعة من نشاء البطاطس أو الذرة أو الفطر أو الأعشاب البحرية. إن تلك المواد كلها قابلة للتحلل البيولوجي، بيد أن إنتاجها يتطلب منا استغلال مساحات إضافية من الأراضي الزراعية، علماً أن هذا الخيار في حال تنفيذه بالحجم المطلوب لاستبدال البلاستيك برمته، ستترتب عليه أيضاً أضرار بيئية كبيرة، ولكننا لسنا حتى في تلك المرحلة.

وفق "برنامج الأمم المتحدة للبيئة" ننتج الآن نحو 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، ومنذ اختراع البلاستيك أنتجنا سبعة مليارات طن من النفايات البلاستيكية حتى الآن، فيما خضع أقل من 10 في المئة منها لإعادة التدوير.

بناء عليه، فيما يثلج الصدر أن يؤكد علماء في أستراليا أن "ديداناً خارقة" في مقدورها هضم مادة الـ "بوليسترين" [نوع شائع الاستخدام من البلاستيك]، ثمة شك في قدرة هذه الكائنات على تحقيق تراجع كبير في حجم النفايات البلاستيكية التي تضرب العالم الطبيعي.

وفي 2016 أعلن علماء يابانيون أن البكتيريا التي استزرعوها نجحت في هضم قواوير بلاستيكية، ولكن ما مدى حجم التأثير الذي أحدثه ذلك الاكتشاف الخارق؟

في السيناريو الأفضل ربما تساعد البكتيريا أو الديدان الخارقة الأجيال المقبلة في إعادة تدوير نفاياتها، وفي أسوأ حال من شأنها أن تؤدي إلى لامبالاة في أوساط الشركات المصنعة اليوم، إذ إنها قد تقع تحت وهم الاعتقاد بأن الحل المعجزة في متناول اليد.

وبالنتيجة، الأجدر بالبشرية إنهاء التلوث البلاستيكي تماماً في أسرع وقت ممكن، وعدم وضع ثقة كبيرة في حلول من نوع الديدان الخارقة.

 نشرت المقالة في "اندبندنت" بتاريخ 10 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من علوم