Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصير "أوديسا" الحيوي في حرب السيطرة على الأرض والغذاء

بوتين وضع أكبر ميناء تجاري وعصب حركة الإمداد نصب عينيه منذ دخول القوات الروسية أوكرانيا

متطوعون ينقلون أكياس رمل من شاطئ في أوديسا إلى الجنود على الجبهة  (اندبندنت - بيل ترو)

يُروى عن أنطون تشيخوف أنه قال ممازحاً إنه أنفق نصف راتبه على تناول المثلجات في المدينة، فيما كتب ألكسندر بوشكين بعض أجزاء تحفته "يوجين أونيغين" هناك. أما نيكولاي غوغول، فخط أثناء قضائه فصل الشتاء في المدينة، الجزء الثاني من رواية "النفوس الميتة" الذي لم يبصر النور لاحقاً [لم يُنشر]، داخل شقة قريبة من درج بوتيمكين.

وليس عمالقة الأدب هؤلاء سوى بعض من الشخصيات التاريخية الروسية التي حلت بمدينة أوديسا الأوكرانية، بعد تأسيسها على يد كاثرين الكبرى في عام 1794، باعتبارها عروس تاج إمبراطوريتها. وتاريخ أوديسا الغارق في الرومانسية هذا، الذي يهيمن عليه النفس الروسي، هو ما يجعل من المدينة جائزة نفيسة بالنسبة لفلاديمير بوتين.

منذ إصدار بوتين الأمر بحرب أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، وضع أوديسا نصب عينيه، هذه المدينة التي تعد "لؤلؤة البحر الأسود"، والأهم أنها أكبر ميناء تجاري في أوكرانيا، وعصب حركة الإمداد، ومدينة فيها غالبية ناطقة بالروسية، والتي تعتبر بوابة نحو الشمال والغرب.

لن يشكل النجاح في الاستيلاء على المدينة كارثة معنوية واقتصادية لأوكرانيا فحسب – والذي قد يثير رد فعل متسلسلاً يسرع في سقوط معظم مناطق البلاد كما أحجار الدومينو - بل قد يخلف تبعات على العالم أجمع. ويخشى كثيرون أن تتحول المدينة إلى جسر ميداني للعبور نحو المناطق الانفصالية التي يدعمها الروس في مولدوفا المجاورة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حتى الآن، نجحت القوات الأوكرانية في صد زحف الهجوم الروسي على المدينة الساحلية، وأحد الأمثلة على ذلك الضربات الخافتة لنيران مضادات الدفاع الجوي التي تطلق من الشواطئ، لكن القوات الروسية ليست بعيدة - فقد استولت على موانئ رئيسة مثل خيرسون التي تبعد 90 ميلاً فقط (145 كلم) إلى الشرق، كما بيرديانسك وماريوبول. 

تفتقر كييف التي يتفوق عليها السلاح الروسي، إلى القوات العسكرية كما العتاد الضروري لتحرير تلك المدن حالياً. إنما ما يعنيه ذلك، هو أنه مهما عجت أوديسا بالجنود والسلاح، ومهما لغمت شواطئها ومياهها جيداً، ومهما كان الإقبال عظيماً على الالتحاق بقواتها الدفاعية الميدانية والمدنية، فهي معرضة دائماً لخطر الهجوم كما يقول نائب رئيس بلديتها أوليغ بينداك. 

ويقول بينداك لـ"اندبندنت"، "تريد روسيا أن تجعلها عاصمة الأراضي التي استولت عليها في جنوب أوكرانيا، ولكنها فشلت حتى الساعة في تحقيق هذا المأرب، ولهذا السبب غيرت استراتيجيتها وتحولت نحو ضرب الأهداف المدنية وليس العسكرية في الوقت الحالي". يقف الرجل أمام تمثال دوق ريشيليو، حاكم المدينة في القرن التاسع عشر، المغطى بأكياس الرمل والذي ينتصب في أعلى درج بوتيمكين الشهير. وتدوي وراءه أصوات النيران التي تنطلق في البعيد. 

 

ويزعم أن "أوديسا تعني كل شيء بالنسبة إليهم. ولكنهم في الحقيقة حققوا عكس مآربهم. كانت المدينة في السابق منقسمة بسبب اختلاف الآراء والسياسات والقوى ولكن الجميع توحدوا الآن. توحدنا وسنقف ونقاوم". 

وتستمر المدينة بالتعرض لهجمات عشوائية، ويخبر أعضاء من الإدارة العسكرية "اندبندنت" بأن السفن الروسية تقصف الخط الساحلي بانتظام سعياً لإرهاق دفاعات المدينة، ولكن بعد حالة الذعر الأولية التي سادت في بداية الحرب، خرج سكان أوديسا إجمالاً من أقبية منازلهم التي اضطروا للاختباء فيها، إلى شوارع المدينة، حيث تلمع معالم المدينة المغطاة بأكياس رملية - مثل تمثال كاثرين الكبرى ودار الأوبرا الذي يعود إلى القرن التاسع عشر - في ضوء الشمس. 

على الرغم من أصوات صفارات الإنذار بغارات جوية التي تدوي بين الفينة والأخرى، فتحت المتاجر والمطاعم والحانات أبوابها الآن، وهي تعمل بنشاط: لقد بدأت وتيرة حياة جديدة. إلى جانب سوق الكتب الخارجية المزدحمة في البلدة، ينظم أحد مقاهي الجاز أمسيات موسيقية من على شرفته، فيما يقوم الاثنان بتنسيق تصميم سترات مضادة للرصاص مصنوعة يدوياً.

تحولت النوادي الرياضية إلى مساحات تدريب للمدنيين يتعلمون فيها الدفاع عن أنفسهم باستخدام أسلحة خفيفة وبسيطة. ولا يزال الشاطئ المورد الدائم لأكياس الرمل الجديدة - فيما يعزف الموسيقيون المحليون ألحاناً ترفع معنويات القوى العاملة المتطوعة. المقاومة والاستعداد كلمتان تحظيان بشعبية هنا. 

ويتساءل روبرتو أرمارولي، الشيف الإيطالي الثرثار "لم أرحل بحق السماء؟" فيما يقف داخل مطعمه المشهور الواقع تحت الأرض. على الرغم من مناشدات سفارة بلاده التي طلبت منه إجلاء المكان، بقي هنا، وهو الآن يمد يد العون للمبادرات التطوعية - كل أرباح مطعمه تذهب لمصلحة الجيش الأوكراني. ويقول أرمارولي إنه لاحظ تغيراً كبيراً منذ بداية اندلاع الحرب من أكثر من مئة يوم: إذ أخذ السكان يتحدثون الأوكرانية مع أن أوديسا مدينة ناطقة بالروسية بشكل عام. تضافرت الفصائل السياسية المشحونة سابقاً، حتى تلك التي كانت موالية لروسيا، على الغزاة، حسب تعبيره... "حقق بوتين معجزة توحيد أوكرانيا، بالتالي قد يفوز في القتال ولكنه لن يكسب قلوب الأوكرانيين أبداً. ستندلع مقاومة شعبية لاحقاً".

يتكرر هذا الكلام على لسان مارينا فاسيلوك (30 عاماً)، التي كانت تعمل في تنظيم الحفلات، وتمضي أيامها الآن في تنسيق عمل ألف متطوع يقومون بصنع أكياس رمل من أجل إرسالها إلى الجبهة. معنويات الجميع مرتفعة، حيث يقومون بجمع الأكياس على الرغم من وجود سفن روسية في الأفق. 

وتقول، "حتى خلال أيام الحرب الأولى، أظهر الناس درجة هائلة من الوحدة والشجاعة، وما زال هذا الحال مستمراً. يريدون وضع يدهم على أوديسا لأنهم يريدون إيقاف سفننا ومركز مساعداتنا الإنسانية وحركة التصدير. يريدون أن يخنقونا عبر تطويقنا. لا يمكننا أن نسمح بحدوث هذا الأمر، ولن نسمح به". 

أما المعضلة التالية التي تعتمل في الأفق في جنوب أوكرانيا، فهي موسم حصاد القمح المفترض أن يحدث الشهر المقبل. 

حتى لو لم يدخل الجنود الروس أوديسا، تسبب استيلاء موسكو على الموانئ المجاورة وبحار في الاتجاه الشمال الشرقي كما حاجة الأوكرانيين للدفاع عن مياههم بالفعل في وقوع أثر كارثي على الصادرات وعلى الأمن الغذائي العالمي.

تلقب أوكرانيا بسلة غذاء العالم لسبب وجيه. فهي تؤمن قوت مئات ملايين الأشخاص حول العالم - من موقعها كخامس أكبر مصدر للقمح وباعتبارها من كبار مصدري الذرة والشعير. وهي مسؤولة عن إمداد سوق زيت دوار الشمس العالمي بـ50 في المئة من حاجته. ويشير جوزيف غلاوبر، كبير الباحثين في المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية في واشنطن، أن أوكرانيا في الواقع تمثل نحو 6 في المئة تقريباً من إجمالي التجارة الزراعية العالمية.

وتصدر ثلاثة أرباع هذه المنتجات الزراعية على الأقل عبر منطقة أوديسا. ويقول لـ"اندبندنت"، "إن البلد بأكمله مصمم على أساس أن أوديسا المنفذ الفعلي منه وهذا سبب الصعوبات الكبيرة حالياً". 

ما يعنيه الحصار الروسي المفروض على الجزء الأكبر من البحر الأسود وبحر آزوف - إضافة إلى التلغيم الدفاعي الأوكراني للمياه حول السواحل التي لا تزال في قبضتها - هو أن موانئ أوكرانيا جميعها خارج الخدمة، وإن كان بعضها لا يزال سليماً نسبياً. 

ويقول غلاوبر، "لا يمكنهم نقل المنتجات الزراعية عبر القطارات إلى موانئ بحر البلطيق أو رومانيا، أو بلغاريا أو كرواتيا، أي البلدان التي عرضت هذا الحل، إذ تقول السلطات الأوكرانية إن اختيار السكك الحديدية يضاعف سعر النقل أربع مرات. ويمكننا أن نلمس أثر ذلك الآن - من خلال الارتفاع الكبير لأسعار الحبوب".

دفع تضييق الخناق على صادرات أوكرانيا من الحبوب، يضاف إليه قضايا عالمية أخرى مثل تبعات الحرب على قطاع الزراعة الروسي، وموجات الجفاف في الولايات المتحدة وكندا، بأسعار القمح إلى الارتفاع أكثر من 50 في المئة هذا العام. ويهدد هذا العامل بالتسبب بمجاعة في أماكن مثل اليمن التي تنهشها الحرب، ولا سيما أنها تستورد حاجتها من القمح كاملة، ولا يمكنها تحمل دفع هذه الزيادة في الأسعار. 

وقد أسهم هذا الأمر كذلك بشكل أساسي في بلوغ أسعار السلع الغذائية مستويات قياسية في مارس (آذار). وسوف يزداد الوضع سوءاً مع استمرار الحرب. 

في الوقت الحالي، تقدر كمية الحبوب العالقة في أوكرانيا بعشرين مليون طن، وفقاً لأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية التي اتهمت روسيا منذ وقت قريب باستعمال التجويع كسلاح في الحرب.

يبدأ موسم حصاد القمح الجديد في أوكرانيا في غضون شهر. والسؤال الكبير هو أين سيذهب حصاد الحبوب الجديدة وإلى أي مدى سيتأثر العالم في حال تعذر تصديره. ويقول غلاوبر، "سيتراكم لدينا ما يصل إلى 62 مليون طن من الحبوب التي ستضطر أوكرانيا إلى تخزينها أو التصرف بها بطريقة ما".

ويشير إلى محاولة الناس إيجاد طرق مبتكرة لنقل الكمية الزائدة من دون الاضطرار للاعتماد على البحر، ما دفعهم للتفكير حتى بإعادة إحياء السكك الحديدية السوفياتية القديمة التي تمر عبر رومانيا، "لكن كل ذلك يستهلك وقتاً واستثمارات... حتى في ظل أفضل الظروف الممكنة، لن نلمس اعتدالاً في الأسعار حتى منتصف عام 2023 على أقل تقدير". 

ولأنها مدركة لهذا الأمر، بدأت روسيا بالفعل باستغلال الموقف لتعزيز موقعها التفاوضي، فعرضت أن تفك الحصار عن الموانئ مقابل رفع الغرب العقوبات القاسية التي فرضها عليها. كما بحث الرئيس بوتين في مكاسب محتملة أخرى فصرح للقناة الروسية الرسمية في مقابلة له مساء الجمعة بأنه يمكن لأوكرانيا تصدير الحبوب من موانئها، أوديسا ضمناً، إن أزالت منها الألغام - أي إن جردت الساحل فعلياً من خط دفاعه الأكبر.

حتى الوقت الحالي، لم تقبل أوكرانيا بهذا العرض. تقود تركيا المفاوضات الدبلوماسية مع موسكو لمحاولة تحرير مخازن الحبوب استعداداً لنقلها. وقد اتهمت أوكرانيا روسيا بسرقة إمدادات الحبوب من المناطق التي تسيطر عليها - وهي مزاعم اعتبرها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "ذات صدقية"، فيما طالبت المملكة المتحدة بالتحقيق فيها. 

وازدادت المخاوف هذا الأسبوع مع تصريح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن الموانئ الأوكرانية في بيرديانسك وماريوبول، التي تسيطر عليها روسيا في الوقت الحالي، أزيلت حولها الألغام وأصبحت جاهزة لاستئناف شحن الحبوب. 

نفت موسكو سرقتها للحبوب وألقت باللوم في المقابل على العقوبات الغربية عن هذا الوضع، الذي أوشك على التسبب بأزمة غذاء عالمية. 

لكن أوكرانيا قللت من جهتها من أهمية تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إن موسكو لن تستغل الوضع لصالحها إن سمحت كييف للشحنات بالمرور بسلام عبر البحر الأسود، واعتبرت كلامه "فارغاً". 

وغرد الناطق باسم وزارة الخارجية أوليغ نيكولينكو "المعدات العسكرية ضرورية لحماية الخط الساحلي، كما أن هناك ضرورة لقيام فرقة بحرية بدوريات بموازاة طرق التصدير في البحر الأسود. لا يمكن السماح لروسيا باستغلال ممرات القمح من أجل الهجوم على جنوب أوكرانيا". 

***

على بعد 60 ميلاً (96 كلم) فقط على الساحل، فوق جسر تعرض لقصف جزئي، يقر رئيس بلدية ميكولايف بتجهم بأن بلدته والمنطقة المحيطة بها تشكل الحصن الرئيس الذي يحول دون سقوط أوديسا وجنوب أوكرانيا.

 

ويقول أوليكساندر سينكيفيتش من داخل مقهى بعد ساعات قليلة فقط على مقتل 10 أشخاص بما يشتبه أنه ذخيرة عنقودية في شارع تجاري مزدحم بالناس على بعد مئات قليلة من الأمتار "إنهم بحاجة لإحراز تقدم في أوديسا. حاولوا قبلاً أن يطوقوا مدينتنا ويتخطوها. وقد نجحنا في دفعهم إلى الوراء". ويمزح بسخرية قائلاً "وهم يقصفوننا الآن مرتين يومياً باستخدام ذخائر عنقودية غير المشروعة على مناطق مدنية. إنهم يفقدون رباطة جأشهم لأنهم يخسرون. ويتصرفون كأنهم شريك سابق يملؤه الغضب". 

يسود المدينة هدوء غريب وغير مريح فيما يتابع المواطنون الذين لا يعلمون ما الذي قد تسقطه عليهم السماء، شؤونهم اليومية إلى أن يدوي الانفجار المقبل.

فيما تصدح أصوات صفارات الإنذار من غارة جوية، أمر بجانب ملعب للأطفال فيه صاروخ منفجر عالق في الأرض بقرب أرجوحة ملونة - وتبدو لي كأنها جزء من حمولة الصاروخ في راجمة سميرتش التي تحمل القنابل المحظورة. 

قصفت أحد المستشفيات الرئيسة في الليلة السابقة ومبنى الإدارة المحلية في وسطه فجوة ضخمة أحدثتها غارة جوية، فيما امتلأت وحدات العناية الفائقة في مستشفى آخر بالمصابين جراء الهجوم على وسط المدينة.

 

يقول رئيس البلدية بصوت متعب "يريدون إخافتنا لكي نستسلم. يريدون تحضير الأرضية لإعادة نشر الجنود هنا ويريدون الاستمرار بإيقاف الصادرات". 

ومن دواعي الخوف الأخرى الموقع الاستراتيجي لمنطقتي ميكولاييف وأوديسا على الطريق المؤدي إلى مولدوفا، إذ تزداد حدة التوترات في ترانسنيستريا المجاورة، الإقليم المنفصل المدعوم من روسيا والواقع على حدود مولدوفا الجنوبية الشرقية مع أوكرانيا، الذي يبلغ عدد سكانه 460 ألفاً بحسب التقديرات. 

لو تمكنت روسيا من اختراق ميكولاييف وبعد ذلك أوديسا وشق طريقها عبرها، ثم تأمين الاتصال بالمنطقة الانفصالية، سيتسبب ذلك بعزل أوكرانيا تماماً من جهة الجنوب فيما يكتسب الروس منصة استراتيجية يطلقون من خلالها هجماتهم على شمال البلاد وغربها. وسوف يجعلهم ذلك قريبين جداً من أبعد نقطة تابعة لحلف الناتو في الشرق: رومانيا.

لا يزال هذا الاحتمال بعيداً جداً بسبب التحصينات الشديدة في أوديسا والمكاسب التي أحرزها الأوكرانيون على حدود منطقتي ميكولاييف وخيرسون، ولكنه سبب الاضطراب في أوساط النواب في مولدوفا، التي على الرغم من كونها موالية للاتحاد الأوروبي، ليست عضواً في الناتو ولا الاتحاد، ولا تتمتع بالتالي بأي غطاء أمني خلافاً لجيرانها الغربيين. وفي تصريح لوسيلة الأنباء الأوروبية EU observer، قال نواب مولدوفيون إنه عليهم "مواجهة واقع" أنه في حال سقطت منطقة ومدينة أوديسا، "سيأتي دور مولدوفا بعدها".

وخوفاً من هذا الأمر، سارع البلد لإعلان الحياد. 

بالعودة إلى أوديسا، يعي السكان أن هذه المخاطر لا تزال تلوح في الأفق. ولا يريد المتطوعون أن يفترضوا بأنهم نجوا من الأسوأ وأن الحرب لن تبلغهم أبداً. 

ولهذا يشغلون أنفسهم بصناعة الشباك العسكرية وأكياس الرمل وقنابل المولوتوف والسترات المضادة للرصاص. ويواظب السكان المحليون على التدرب.

 

يقول نائب رئيس البلدية برينداك إن البلدات الساحلية "في قارب واحد"، وتسعى جاهدة لصد الاحتلال الكارثي للجنوب حتى فيما تتقدم روسيا ميدانياً في الشرق. فهناك الكثير على المحك، حسب تعبيره. 

قبل أن يختفي داخل استعراض عسكري صغير يجري وراءه، يختم بقوله، "أرغب بتكرار الكلام الذي استخدمه رئيسنا. من الأرض حتى الغذاء، نحن على الجبهة في حرب عالمية ثالثة. وليست الحرب ضد أوكرانيا فحسب، بل ضد المدنيين في أوروبا والعالم الأوسع".

*نُشر المقال في "اندبندنت" بتاريخ 10 يونيو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير