تشير دراسة جديدة إلى أن معدلات محاولات الانتحار تسجل مستويات أدنى بين النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع حمل هرمونية مقارنة باللاتي لا يستخدمنها. وتتناقض نتائج الدراسة مع دراسات حديثة أخرى وجدت رابطاً بين موانع الحمل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل من جهة، وارتفاع خطر محاولة الانتحار من جهة أخرى، فأثارت بذلك مخاوف تتعلق بسلامة النساء.
تُعَدُّ وسائل منع الحمل الهرمونية من بين أكثر العقاقير استخداماً، وفقاً للباحثين.
وأثناء عرضها النتائج التي خلصت إليها الدراسة أمام المؤتمر الأوروبي للطب النفسي، قالت كبيرة الباحثين الدكتورة إيلينا توفول، من جامعة هلسنكي، "بدأنا البحث للتحقق من صحة البيانات السابقة، ولهذا السبب لم نتوقع الحصول على هذه النتائج، وهذا خبر جيد بالنسبة لمستخدمات موانع الحمل".
وأضافت، "تعتبر معدلات الإصابة بالاكتئاب ومحاولة الانتحار أعلى لدى النساء، ولا سيما الشابات من بينهن، مقارنة بالرجال من الشريحة العمرية نفسها".
"وتفيد نساء كثيرات يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية، ولا سيما حبوب منع الحمل، بمعاناتهن من أثر جانبي لها هو تقلبات المزاج".
"وأشارت تقارير أولية من عامي 2018 و2020 إلى ارتباط موانع الحمل الهرمونية بمعدلات أعلى/ وخطر أعلى من الانتحار ومحاولات الانتحار".
"وقد سعينا للتحقق من هذه البيانات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استخدم باحثو جامعة هلسنكي عدداً من قواعد البيانات الفنلندية لإقامة مقارنة بين معدلات الانتحار بين مستخدمات موانع الحمل الهرمونية من جهة واللاتي لا يستخدمنها من جهة ثانية استناداً إلى بيانات من الفترة التي تتراوح بين 2017 و2019.
أخذوا نتائج من 587823 امرأة، أي ما يعادل 50 في المئة من إجمالي عدد النساء في الشريحة العمرية 15-49 عاماً، ووجدوا أن نصفهن استخدمن وسائل منع حمل هرمونية منها الحبوب والغرسات ورقع الجلد والحلقات المهبلية.
ووجدت الدراسة أن معدلات محاولات الانتحار متشابهة من حيث ارتفاعها بين مستخدمات موانع الحمل الهرمونية وغيرهن من الشريحة العمرية 15-19 عاماً، ولكنها تنخفض بين الشرائح العمرية الأكبر.
ودرس الباحثون 474 محاولة انتحار بين النساء اللاتي لم يستخدمن موانع الحمل الهرمونية مقابل 344 حالة بين مستخدمات هذه الموانع.
وعلق البروفيسور أندريا فيوريلو من جامعة كامبانيا، نابولي، الذي لم يسهم في الدراسة بقوله، "لا شك في أن هذه النتيجة اللافتة تستحق التقييم المتأني وإعادة إجرائها على مجموعات متعددة من النساء على ضوء عدة عوامل من الضغط النفسي والاجتماعي مثل الاضطراب الاقتصادي وانعدام الأمن الاجتماعي والضبابية التي سببتها جائحة كوفيد".
"إن التداعيات السريرية للدراسة واضحة، وقد تسهم في إزالة الوصمة عن استخدام موانع الحمل الهرمونية".
© The Independent