Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفيات سرطان المبيض في بريطانيا تنخفض 17 في المئة في 5 سنوات

يعزو باحثون هذا التراجع الكبير إلى استخدام حبوب منع الحمل

حويصلات مبيضية تحتوي على بويضات غير ناضجة داخل أنسجة المبيض وصار في الإمكان أن تخضع لإزالة الخلايا بغية استبعاد خطر عودة ظهور أنسجة السرطان (غيتي)

أفاد بحث حديث أن الوفيات الناجمة عن سرطان المبيض في بريطانيا ستشهد خلال العام الحالي انخفاضاً بنسبة 17 في المئة مقارنة مع معدلها المسجل في 2017، وذلك في ظل الاستخدام المتزايد لحبوب منع الحمل.

كذلك تتوقع الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية "أنالز أوف أونكولوجي" Annals of Oncology أن معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان المبيض ستكون أقل بنسبة سبعة في المئة في دول الاتحاد الأوروبي.

ويقول باحثون في "جامعة ميلانو" في إيطاليا، إن تلك التراجعات الكبيرة في معدلات وفيات سرطان المبيض مردها إلى استخدام موانع حمل فموية. كذلك يعتقد التقرير أن هذه الحبوب تفسر الفوارق بين البلاد في ما يتصل بمعدلات الإصابة [بهذا الورم غير الحميد] .

معلوم أن سرطان المبيض أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في صفوف النساء، ونحو نصف المصابات به سيعشن، وفق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس"NHS ) البريطانية، مدة خمس سنوات على أقل تقدير بعد تشخيص الإصابة به، في حين أن امرأة واحدة تقريباً من كل ثلاث نساء ستعيش طوال عقد من الزمن.

تحدثت في هذا الشأن أنوين جونز الحاصلة على رتبة الإمبراطورية البريطانية، والرئيسة التنفيذية للمنظمة الخيرية "تارغيت أوفارين كانسر" Target Ovarian Cancer (استهداف سرطان المبيض)، فقالت إنه يمكننا أن نكون متفائلين، إنما بحذر بشأن هذه الأنباء. ولكن مع ذلك، في حين تسجل وفيات سرطان المبيض انخفاضاً في المملكة المتحدة، ما زالت معدلات البقاء على قيد الحياة لدينا متخلفة عن الركب، ومن المتوقع أن تزداد أرقام الإصابات المشخصة نتيجة شيخوخة السكان".

وترى جونز أن" ثمة حاجة الآن لزيادة كبيرة في الاستثمار في بحوث سرطان المبيض. يودي هذا السرطان بحياة 11 امرأة يومياً في المملكة المتحدة، وعلينا على نحو عاجل أن نجد طرقاً أفضل للكشف عن المرض في وقت مبكر وتطوير علاجات جديدة له".

في تقديراته، يتوقع التقرير أن أربعة آلاف امرأة تقريباً سيفارقن الحياة بسبب سرطان المبيض في المملكة المتحدة العام الحالي، في مقابل 26 ألفاً و500 امرأة في دول الاتحاد الأوروبي.

في سياق متصل، قال البروفيسور كارلو لا فيكيا الذي تولى الإشراف على البحث، "إن الاستخدام المبكر والأكبر لحبوب منع الحمل في المملكة المتحدة مقارنة مع معظم دول الاتحاد الأوروبي على مدى أجيال عدة من النساء اللاتي ولدن في ثلاثينيات القرن العشرين، يؤدي دوراً رئيساً في هذه الاتجاهات" [من التراجع في الوفيات].

"في إيطاليا وإسبانيا وبولندا وغيرها، أتيحت حبوب منع الحمل بشكل كبير في وقت لاحق [بعد ثلاثينيات القرن العشرين]، لذا بدأت الاتجاهات الإيجابية في تلك البلاد متأخرة، وهي تالياً أدنى [مما هي في بريطانيا]"، وفق البروفيسور كارلو لا فيكيا.

كذلك أشار البروفيسور لا فيكيا إلى أن الاستخدام طويل الأمد لموانع الحمل الفموية يقلص خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 40 في المئة لدى النساء في منتصف العمر وفي أوساط المسنات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن "عوامل أخرى ربما تكون مسؤولة جزئياً أيضاً [عن تراجع وفيات سرطان المبيض]، من قبيل خفض استخدام العلاج بالهرمونات البديلة"، وفق ما أضاف البروفيسور لا فيكيا.

في الواقع، "التحسينات في تشخيص الإصابات، والجراحة، واستخدام علاجات أكثر نجاعة، مثل الأدوية القائمة على البلاتين platinum (من عائلة مضادات الأورام) في ثمانينيات القرن العشرين، والأدوية من فئة "تاكسانس"taxanes  في تسعينياته وفي الآونة الأخيرة، ودواء العلاج الكيماوي "الجيمسيتابين"، والعلاج الكيماوي داخل البطن مباشرةintraperitoneal chemotherapy ، وربما "بيفاسيزوماب" bevacizumab، و"مثبطات بارب" PARP inhibitors  للنساء المصابات بطفرات وراثية في الجين "بي آر سي أي"BRCA ، كلها ربما تسهم في تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة"، شرح البروفيسور لا فيكيا.

ولكن مع ذلك، يرى البروفيسور لا فيكيا أن "تلك العوامل تبدو ثانوية مقارنة مع التأثير الوقائي طويل الأمد لحبوب منع الحمل. لذا نتوقع أن تبقى مستمرة هذه الاتجاهات الإيجابية في وفيات سرطان المبيض".

وأشار الباحثون إلى أن بريطانيا قاست معدل الوفيات الأعلى في أوروبا، إذ بلغ في سبعينيات القرن العشرين تسع نساء لكل 100 ألف امرأة، لكن الرقم انخفض بشكل حاد بعد ذلك.

سنوياً، تسجل المملكة المتحدة حوالى سبعة آلاف و500 حالة جديدة من سرطان المبيض، فيما تشهد سنوياً أربعة آلاف حالة وفاة بسببه. ثلثا المصابات بالمرض لا تشخص حالتهن إلا بعد انتشار السرطان فعلاً، ما يفاقم صعوبة علاجه ويعزز احتمالية عودته.

© The Independent

المزيد من صحة