Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة البريطانية توافق على تنقيب عن الغاز وتتحدى سلطة محلية

ناشطو البيئة يرون غرابة في القرار الذي لا يتفق مكافحة تغير المناخ

أعطت الحكومة موافقتها على التنقيب على الغاز في تلال "سوراي" (غيتي)

أعطت حكومة المملكة المتحدة موافقة على خطط للتنقيب عن الغاز بالقرب من منطقة تتميز بجمال طبيعي فائق في ريف مقاطعة "سوراي"، الأمر الذي أثار "غضباً ويأساً" من جانب السكان وناشطين في مجال حماية البيئة.

ورأى ناشطون أن القرار الحكومي "يهزأ" بمزاعم الحكومة في ما يتعلق بأخذ أزمة المناخ على محمل الجد، وحذروا من أنه سيلحق ضرراً بالمنطقة لا يمكن إصلاحه.

وكذلك برر المعترضون موقفهم بأن اكتشاف أي نوع من أنواع الوقود الأحفوري في موقع الحفر، لن يحدث أي فارق لجهة حل أزمة الطاقة المستفحلة في المملكة المتحدة.

وفي ذلك الصدد، تجاوز وزير الدولة لشؤون الإسكان ستيوارت أندرو صلاحيات مجالس محلية، بإعطائه الضوء الأخضر لمباشرة الحفر في بئر "لوكسلي" بالقرب من "دانسفولد"، وهي قرية تقع في منطقة "ويلد" بجنوب إنجلترا، يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وتضم مباني تاريخية.

تجدر الإشارة إلى أن منطقة الحفر توجد في دائرة "جنوب غربي ساري" South West Surrey الانتخابية، التي يمثلها وزير الصحة السابق جيريمي هانت في البرلمان، الذي كان يعارض المشروع.

وفي وقت سابق، قدمت "شركة المملكة المتحدة للنفط والغاز" UK Oil and Gas قدمت استئنافاً ضد قرار "مجلس مقاطعة ساري" رفض خططها، لكن تحقيقاً في التخطيط أجري العام الماضي، انتهى باستنتاج أحد المفتشين أنه يتعين السماح بالتنقيب في المنطقة.

وقد نسبت "وزارة تحسين أوضاع المناطق والإسكان والمجتمعات" إلى الوزير أندرو كلامه عن وجود توافق بينه وبين المفتش على أنه "لا يوجد دليل على احتمال وجود انبعاثات مضرة بالبيئة من البئر، سواء قبل أعمال الحفر أو خلالها".

وأشار بيان صادر عن الوزارة يعلل القرار، إلى تأكيد الوزير أندرو أن حكومته تدعم استخدام الموارد المعدنية في ظل قيود بيئية مقبولة.

في المقابل، اعتبر طوم فاينس منسق الحملات والسياسات في مؤسسة "محترفون معتمدون في هندسة المتطلبات"، وهي جمعية خيرية تنشط في مجال حماية الريف الإنجليزي، اعتبر أن "الموافقة على حفر بئر للغاز في ريف مقاطعة سوراي، تعد قراراً لا يتفق مع العقل ومن شأنه أن يثير الغضب ويتسبب في اليأس".

ورأى أن "من غير المنطقي، في الوقت الذي نحتاج فيه بإلحاح إلى وقف استخدامنا للوقود الأحفوري، أن تعتبر الحكومة أن من المناسب إعطاء الضوء الأخضر لاستكشاف حقل للغاز، وإلحاق ضرر بمنطقة تتسم بجمال طبيعي رائع".

وأضاف فاينس أنه "أمام حجم المعارضة لهذه الخطة، من جانب المجلس المحلي ونائب الدائرة والسكان المحليين جميعهم الذين اتحدوا جميعاً في التعبير عن غضبهم، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن للمشروع أن يمضي قدماً من دون قيام احتجاجات جماهيرية".

واستكمالاً، اعتبر فاينس أنه لأمر "شديد الغرابة" أن توافق الحكومة على الحفر في اليوم نفسه الذي رفضت فيه منح إذن بالعمل في موقعين للتنقيب عن الغاز بتقنية التكسير [حقن خليط من ماء ورمل ومواد كيماوية في صخور جوفية وآبار لفتح شقوق واستخراج الغاز]، باعتبار أن التنقيب عن الغاز الصخري لا يتوافق مع تحقيق أهداف تصفير الانبعاثات الحرارية، والخشية على الصحة العامة للناس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أن هذا النهج المتناقض في التعامل مع أزمة المناخ يشير إلى عدم جدية من جانب الحكومة.

وفي نفس مماثل، اعتبر ستيف ويليامز، العضو "مجلس مقاطعة ويفرلي"، القرار بمثابة "أسوأ نتيجة ممكنة"، وإن "من شأنه أن يتسبب بضرر لا يمكن إصلاحه سواء، بالنسبة إلى بيئتنا أو إلى السكان المحليين".

وكذلك أعرب جيمس ناب من "مجموعة ويلد أكشن" Weald Action Group [مظلة لمجموعات محلية تعمل ضد جميع أشكال الاستخراج المفرط للنفط والغاز في جنوب شرقي إنجلترا]، التي سجلت احتجاجها على عمليات الحفر، أعرب عن خيبة أمل كبيرة لدى أعضاء المجموعة من هذا القرار "غير المعقول"، بحسب رأيه.

وأضاف، "حتى لو ثبت أن الموقع صالح من الناحية التجارية، فسيستغرق الأمر سنوات قبل أن البدء بإنتاج الغاز الجديد، لذا لن يُجدي القرار نفعاً لناحية التخفيف من وطأة أزمة الراهنة لأسعار الطاقة".

وأشار إلى أنه "في ظل الالتزامات التي تعهدت بها الدول الأعضاء في "مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي" (كوب 26) Cop26، فمن غير المعقول إن تسمح الحكومة باتخاذ خطوة من هذا النوع".

وفي مقلب مغاير، رحب الرئيس التنفيذي لـ"شركة المملكة المتحدة للنفط والغاز"، ستيف ساندرسن، بالقرار. وبحسب كلماته، "نحن نرحب بهذا القرار وبدعمه غاز لوكسلي باعتباره مصدراً آمناً ومستداماً للطاقة، مع خفض انبعاثات الكربون ما قبل الاحتراق [تقنية قوامها تكرير الوقود المعتمد على الكربون قبل حرقه] أكثر بكثير من الغاز المستورد".

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 05 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من البترول والغاز